اقتصاد
الفوسفاط المغربي يسلم من تأثيرات الجائحة في 2020
11/11/2020 - 17:04
مصطفى أزوكاحلم ينل الحجر الصحي، الذي عرفه المغرب، من وتيرة عمل المجمع الشريف للفوسفاط، عكس منافسه الكبير المتمثل في الصين، الذي أفضت الجائحة إلى توقف وحدات إنتاجية لديه، ما ساعد الفاعل المغربي على تعزيز حضوره في أسواق خارجية.
حافظ الفوسفاط ومشتقاته على أداء صادراته في 2020، حيث كان من بين مبيعات المغرب في الخارج، التي سجلت أدنى انخفاض، على اعتبار أن التراجع لم يتعد 2 في المائة، بينما انخفضت مبيعات السيارات بنسبة 16,1 في المائة، والنسيج والجلد بنسبة 22,1 في المائة، والمعادن بنسبة 22,4 في المائة، والطيران بنسبة 24,7 في المائة.
ارتفاع صادرات الأسمدة
وصلت مبيعات الفوسفاط ومشتقاته في متم شتنبر الماضي إلى 37,90 مليار درهم، مقابل38,67 مليار درهم، في الفترة نفسها من العام الماضي، حسب بيانات مكتب الصرف، غير أنه تجلى أن استقرار مبيعات مكتب الشريف للفوسفاط، تعزى إلى ارتفاع صادرات الأسمدة الطبيعية والكيمارية من 22,54 مليار درهم إلى 24,45 مليار درهم، في وقت انخفضت مبيعات الحامض الفوسفوري من 10,73 مليار درهم إلى 8,16 مليار درهم، وظلت مبيعات الفوسفاط الخام ثابتة في حدود 5,48 مليار درهم.
ويتجلى من بيانات مكتب الصرف، أن مبيعات الأسمدة، كرست كمساهم حاسم في دعم صاردات المكتب الشريف للفوسفاط، وهو ما ينسجم مع توجهه الرامي إلى التثمين من أجل خلق قيمة مضافة كبيرة. فقد بلغت مبيعات الأسمدة في التسعة أشهر الأولى من عام 2016 حوالي15,81 مليار درهم لتواصل ارتفاعها بوتيرة سريعة وتستقر في حدود 24,25 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي.
وكان المجمع الشريف للفوسفاط قد كشف عن استقرار رقم معاملات في الستة أشهر الأولى من العام الجاري في حدود 27,2 مليار درهم، بفضل الأسمدة، التي ارتفعت عائداتها بنسبة 12 في المائة، وهو ما عكس زيادة في حجم الصادرات إلي أمريكا اللاتينية وأوروبا والهند.
وبدا من عرض وزير الطاقة والمعادن والبيئة، عزيز رباح، بمناسبة تقديم الميزانية الفرعية لعام 2021 للقطاع الذي يشرف عليه، أن وحدات المجمع الشريف للفوسفاط استمرت بالعمل بكامل طاقتها النتاجية في فترة الحجر الحجر الصحي، في الوقت الذي توقفت شركات منجمية أخرى وعلقت جزئيا الأوراش المنجمية التقليدية في ظل تراجع الطلب على مادة البارتين.
ثبات إيرادات الصاردات
أفلح المجمع الشريف للفوسفاط في الحفاظ على ثبات إيرادات الصاردات، رغم انخفاض أسعار الفوسفاط والأسمدة في السوق الدولي في الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري، على التوالي بـ22 و13 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وإذا كانت الصين قد اضطرت، في سياق الجائحة إلى خفض إنتاجها من الأسمدة والتوجه بعد ذلك إلى تلبية حاجيات السوق المحلي، فإنه رغم الحجر الصحي حافظ المجمع الشريف للفوسفاط على وتيرة إنتاجية، عبر المرونة التنظيمية التي أفلح في الانخراط فيها.
وتمكن المجمع الشريف للفوسفاط، رغم انخفاض الأسعار في السوق الدولية من تدعيم تموقعه في إفريقيا التي ارتفعت فيها الصادرات، خاصة إلى نيجيريا وإثيوبيا، كما عزز تموفعه في أمريكا اللاتيننية و أوروبا والهند.
التوازن المنتظر
توقع المجمع أن يحدث توازن بين العرض والطلب في النصف الثاني من العام الجاري، حيث سيعوض الطلب القوي للهند والبرازيل التباطؤ الملاحظ في غرب أوروبا، وانخفاض الصادرات الصينية، حيث يوجه الفاعل الآسيوي جزء من إنتاجه للاستجابة للطلب الداخلي.
فقد كانت الصين مضطرة إلى تقليص إنتاجها وصادرات في سياق توقف وحدات إنتاج أسمدة وحامض فوسفوري لديها، ما ساعد المجمع الشريف على رفع صادراته، خاصة مع زيادة الطلب المعرب عنه من قبل الهند وأمريكا اللاتينية.
وكان المجمع الشريف للفوسفاط انخرط، منذ 12 عاما، استراتيجية تروم مضاعفة قدرات إنتاج الأسمدة بأربع مرات، كي تنتقل من 3 إلى 12 مليون طن في العام، من أجل الاستجابة للطلب العالمي الإضافي، وذلك بالموازاة مع خفض التكايلف وسياسة تجارية مرنة.
واقتضى برنامج الاستثمار، للفترة الممتدة بين 2007 و2018، غلافا ماليا في حدود 8 ملايير دولار؛ أي حوالي 70 مليار درهم، حيث أريد توجيه نصف ذلك المبلغ لإحداث وحدات للأسمدة، غير أن المجمع يتطلع إلى بلوغ أهداف جديدة تركز ريادته في السوق العالمية، وهو ما استدعى مخططا استثماريا في حدود 120 مليار درهم يغطي الفترة بين 2018 و2030.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد