مجتمع
الظواهر المناخية القصوى.. كيف يواجهها المغرب؟
25/04/2024 - 11:23
مراد كراخيتشهد حالة المناخ بالمغرب تغيرات عديدة، مما يجعل البلاد عُرضة للظواهر المناخية القصوى؛ والمتمثلة أساسا في موجات الحر الشديد، والجفاف، والفيضانات، مما يؤثر على ملايين الأشخاص ويكلف خسائر مادية فادحة.
ويعيش المغرب خلال السنوات الأخيرة على وقع جفاف طويل الأمد، تراجعت خلاله نسبة التساقطات المطرية بشكل كبير عن المعدلات الطبيعية، إضافة إلى ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة؛ فقد سجّلت مدينة أكادير رقما قياسيا لأعلى درجة حرارة في تاريخ المملكة، حيث بلغت 50,4 درجة مئوية صيف سنة 2023.
وفي هذا السياق قال الخبير في التغيرات المناخية، منير تمام، إن المغرب يعيش، كباقي دول العالم، على وقع التغيرات المناخية، والتي تتجلى في المملكة من خلال الاضطراب المسجل في معدل التساقطات والارتفاع الكبير في درجات الحرارة، الأمر الذي ينتج عنه ظواهر مناخية قصوى أثرت بشكل سلبي على الموارد الطبيعية، والنظم البيئية، وعلى الإنتاج الزراعي.
وأوضح تمام، في تصريح لـSNRTnews، أنه ونتيجة للتغيرات السالفة الذكر، فقد تميزت السنوات السابقة بعدد من الظواهر تمثلت في تسجيل نشاط رعدي خلال موسم الصيف تسبب في فيضانات بالمناطق الجنوبية ومرتفعات الأطلس والسفوح الجنوبية الشرقية وكذا الجزء الجنوبي من شرق المملكة، إضافة إلى الزيادة في حرائق الغابات.
وأكد أن المغرب، وإدراكا منه لتداعيات تغير المناخ على النظم البيئية والقطاعات الاجتماعية والاقتصادية، وضع مخططا وطنيا للمناخ 2020-2030، الذي يهدف إلى إرساء أسس تنمية منخفضة الكربون ومقاومة لتغير المناخ، إضافة إلى وضع مخطط وطني للتكيف مع هذه التغيرات.
كما انضمت المملكة إلى الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ من خلال الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، والمصادقة على بروتوكول كيوتو، وعلى اتفاقية باريس للمناخ.
وأشار المتحدث ذاته إلى وجوب استحضار مسألة التغيرات المناخية وظواهرها القصوى في المشاريع المستقبلية لجميع المجالات من أجل وضع سياسات عمومية ناجعة وقادرة على التكيف مع التحديات المستقبلية، على مستوى جميع القطاعات المعنية من قبيل القطاع الفلاحي والصحة، وقطاع الماء، ومشاريع التعمير.
وعلى المستوى الفلاحي مثلا، تعمل الوزارة المعنية على تطوير فلاحة مستدامة وأكثر مرونة من خلال تحسين النجاعة المائية عبر الري والتهيئة تعبئة الموارد المائية غير التقليدية، وغرس الأشجار بما في ذلك الأصناف الأكثر ملائمة للمناطق القاحلة، وتنمية الزراعة البيولوجية، وتعزيز ونشر التقنيات المحافظة على التربة، ومواصلة برنامج التأمين الفلاحي.
وشدد الخبير في التغيرات المناخية على الدور الكبير الذي تلعبه المديرية العامة للأرصاد الجوية بهذا الخصوص، عبر رصد الظواهر المناخية القصوى والتحذير منها وتقديم تقارير علمية باستخدام آخر التقنيات.
وتلعب المديرية العامة للأرصاد اليوم دورا مركزيا، باعتبارها المزود الرئيسي لمعلومات الأرصاد الجوية والمناخ، في مواجهة الظواهر المناخية القصوى، من خلال تطوير حلول وأدوات لدعم اتخاذ القرارات على مستوى السياسات العمومية بشكل يضمن الحماية والتكيف مع التغيرات المناخية.
مقالات ذات صلة
مجتمع
اقتصاد
اقتصاد
مجتمع