سياسة
العثماني .. رئيس حكومة في زمن الجائحة
03/06/2021 - 21:01
موسى متروف | ف.مرون/س.أعويديالدكتور سعد الدين العثماني، الذي عينه صاحب جلالة الملك محمد السادس رئيسا للحكومة، يوم الجمعة 17 مارس 2017، ليس طبيبا نفسانيا فحسب، بل أبى وهو يتابع دراسة الطب إلا أن يربط مساره بالتاريخ الفقهي لأسرته من علماء سوس ليكون متخصصا في أصول الفقه.
سليل علماء سوس
سعد الدين العثماني هو سليل عائلة عريقة من علماء سوس العالمة، فجده ووالده وعمه كانوا من العلماء المعروفين، وهي عائلة وصفها العلامة محمد المختار السوسي بأنها ثانية أسرتين في المغرب تسلسل فيهما العلم أكثر من ألف سنة، وأفرد لترجمتها نحو 160 صفحة في كتابه الموسوعي "المعسول"، عدد فيها مناقبها في العلم والوطنية!
فبعد أن ولد العثماني بتاريخ 16 يناير 1956 بمدينة إنزكان (وإن كان أصله من تافراوت)، تابع بها دراسته الابتدائية والثانوية، ثم انتقل إلى الدار البيضاء ليدرس الطب، حيث حصل على الدكتوراه في الطب العام سنة 1987، بكلية الطب والصيدلة، ودبلوم التخصص في الطب النفسي سنة 1994، بالمركز الجامعي للطب النفسي بالمدينة ذاتها.
الطبيب الفقيه
مارس الدكتور سعد الدين العثماني مهنة الطب كطبيب عام (1987-1990) وكطبيب نفساني بمستشفى الأمراض النفسية بمدينة برشيد (1994-1997) قبل الانتقال إلى القطاع الخاص الذي لم ينقطع عن ممارسته إلا بعد تسلمه زمام رئاسة الحكومة وأيضا خلال تسلمه مقاليد وزارة الشؤون الخارجية والتعاون قبل ذلك (2012-2013).
ولأن "إرث" علماء سوس بقي ماثلا في ذهنه، فقد درس الشريعة والفقه، حيث حصل على الإجازة في الشريعة الإسلامية سنة 1983 من كلية الشريعة بآيت ملول وشهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله سنة 1987 من دار الحديث الحسنية بالرباط ودبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سنة 1999.
في قلب المعترك السياسي
بدأ العثماني نشاطه السياسي في إنزكان وقت أن تعرَف على الراحل عبد الله بها، وأسس معه جمعية الشبان المسلمين، ولكن سرعان ما غادر الشابان إنزكان، حيث التحق العثماني بكلية الطب في الدار البيضاء، وعبد الله بها بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في الرباط. وجد نفسه في قلب المعترك السياسي وفي لجنة النقاشات الداخلية لتنظيم الشبيبة الإسلامية، الذي كان يعيش فترة حرجة بسبب تداعيات تورط بعض أعضائه في عملية اغتيال عمر بن جلون في دجنبر 1975، فَجرت عملية اغتيال عمر بن جلون داخل التنظيم نقاشات حادة حول أساليب العمل وجدوى استعمال العنف، أدت إلى انشقاقات وظهور تنظيمات جديدة منها الجماعة الإسلامية التي تأسست عام 1981 بمبادرة من عبد الإله بنكيران وانضم إليه العثماني وعبد الله بها ومحمد يتيم والأمين بوخبزة، ورغم انشقاق العثماني ورفاقه عن تنظيم الشبيبة، واستنكارهم لتوجهاتها، فإنهم لم يسلموا من حملة اعتقالات في بداية 1981 بسبب توزيع الشبيبة الإسلامية لمنشورات معادية للنظام. ومن داخل السجن أعلن بنكيران باسم رفاقه انفصالهم عن تنظيم الشبيبة الإسلامية وتبرأهم من عبد الكريم مطيع وأتباعه.
عضو مؤسس لـ"الإصلاح والتجديد"
على المستوى الجمعوي والثقافي، تولى الدكتور سعد الدين العثماني عدة مهام ومسؤوليات، ومنها منصب عضو مؤسس لـ"الجماعة الإسلامية" (حركة الإصلاح والتجديد) وعضو مكتبها التنفيذي (1981-1996) وعضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح (1996-2003)، وعضو المكتب التنفيذي لجمعية العلماء خريجي دار الحديث الحسنية وعضو مؤسس في "الجمعية المغربية لتاريخ الطب".
كما اشتغل عضوا في لجنة الأخلاقيات في المجال الطبي الحيوي التابعة لكلية الطب بالدار البيضاء منذ 1990 إلى اليوم، وعضوا في مكتب مؤسسة الحسن الثاني للأبحاث العلمية والطبية حول رمضان.
أمين عام "العدالة والتنمية" للمرة الثانية
على الصعيد الحزبي يشغل العثماني منذ 10 دجنبر 2017، منصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كما تولى منصب نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (حزب الحركة الدستورية الديمقراطية لعبد الكريم الخطيب) (1999-2004) ومنصب الأمين العام للحزب (أبريل 2004-يونيو 2008) ثم منصب رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية ابتداء من 2008.
كما انتخب نائبا برلمانيا بمجلس النواب لخمس ولايات متتالية ما بين 1997 و2016، وشغل منصب نائب رئيس مجلس النواب (2010-2011) ونائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني بنفس المجلس (2001-2002).
أنشطة علمية مكثفة
كما كانت للدكتور سعد الدين العثماني، المتزوج والأب لثلاثة أبناء، أنشطة ومهام علمية مكثفة، حيث أصدر عدة كتب، لعل أهمها "تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة: الدلالات المنهجية والتشريعية"، و"التصرفات النبوية السياسية- دراسة أصولية لتصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة" و"الدين والسياسة تمييز لا فصل"، و"في الفقه الدعوي - مساهمة في التأصيل"، و"جهود المالكية في تصنيف التصرفات النبوية" و"المنهج الوسط في التعامل مع السنة النبوية"، و"في فقه الدين والسياسة" و"الدولة الإسلامية المفهوم والإمكان" و"قضية المرأة ونفسية الاستبداد"...
كما نشر عشرات المقالات في مجلات وطنية ودولية. كما تولى منصب المدير المسؤول لمجلة "الفرقان" (1990-2003) ومسؤول "منشورات الفرقان" (أكثر من 50 إصدارا).
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة