اقتصاد
اللغة الصينية.. آفاق دراسية ومهنية لشباب المغرب
25/11/2020 - 09:31
مهدي حبشيتعد السوق السياحية الصينية من أهم الأسواق عالمياً، بالنظر للتعداد السكاني الكبير للدولة الواقعة أقصى شرق قارة آسيا، البالغ مليار و300 مليون نسمة، يتجاوز عدد المسافرين للخارج من بينهم سنوياً 100 مليون شخص.
السياحة المغربية أول مستفيد
يراهن المغرب على جذب نصف مليون سائح صيني، بعد أن شهدت أعداد السياح الصينيين الوافدين على المملكة زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة، منتقلة من 10 آلاف سائح سنة 2015، إلى 43 ألف سائح في 2016، ليصل العدد إلى 107 آلاف سائح عام 2017، فـ190 ألف سائح عام 2018.
ويرجع الفضل في ذلك أساساً إلى إعلان المغرب عن إعفاء المواطنين الصينيين من تأشيرة الدخول للمملكة، منذ يونيو 2016. إلا أن تراجعاً ملحوظاً سُجل سنة 2019 في أعداد الوافدين من الصين، بنسبة 25 في المائة، بحيث استقر عند 150 ألف سائح صيني.
وعزا خبراء جانباً من هذا التراجع إلى غياب مرشدين سياحيين مؤهلين لإشباع فضول السائح الصيني، ومن ذلك قلة المرشدين السياحيين المتكلمين باللغة الصينية والذين لا يتجاوز عددهم 40 مرشداً في المغرب، في ظل عجز المغاربة ومعظم المشتغلين في البنيات السياحية على التواصل بتلك اللغة.
وقال رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية محمد خليل إن بإمكان المغرب أن يستقطب مليون سائح صيني إذا توفرت في البلاد أطر سياحية تجيد اللغة الصينية ومنفتحة على ثقافة الصين.
وشدد المتحدث، في تصريح لـ"SNRTnews"، على أن السائح الصيني يمتاز عن غيره بمجموعة من الخصائص، فهو يتمتع بفضول معرفي كبير، ويهتم بالجانب الثقافي لوجهته السياحية؛ إذ يحتاج بالضرورة لمرشد سياحي ملم بتاريخ المغرب وتراثه، وباللغة الصينية، لتعريفه بالمنطقة التي يزورها.
وأوضح خليل أن السائح الصيني مرتبط أيضاً بثقافته الأم على مستوى فن العيش والأكل... "مثلاً، يميل الصينيون لشرب الماء ساخناً، فإذا توفر لدى كل مؤسسة فندقية مثلاً شخص ملم بلغة الصين وثقافتها فسيسهل التواصل مع الزبون وإرضاء رغباته، ومن ثمة إغراؤه بالعودة إلى المغرب، وحث أقاربه ومعارفه على زيارة المملكة".
التكوين.. الصين من روّاد العالم
من أهم ما يستفيد منه متعلم اللغة الصينية في المغرب، كذلك، إمكانية تلقي تكوين يعد من الأجود عالمياً، عبر الدراسة في جمهورية الصين الشعبية التي تصنف جامعاتها من بين الأفضل على الإطلاق، وتستقطب طلاباً من مختلف أنحاء العالم.
ويوجد ما لا يقل عن ست جامعات صينية ضمن تصنيف أفضل 100 جامعة في العالم، تبقى أبرزها جامعة "تسينغ-هوا" ببيكين، المؤسسة عام 1911، زيادة على جامعة بيكين وجامعة "فودان".
وأوضح محمد خليل أن معهد "كونفوشيوس" بالمغرب، الذي ينشط في تدريس اللغة والثقافة الصينيتين بالمغرب، يتيح للمتفوقين فرصة نيل مِنح للتعمق في دراسة اللغة الصينية في تلك البلاد. كما أن أجود الجامعات الصينية تُعطي منحاً مغرية للدراسة فيها لفائدة متقني اللغة الصينية، وتلقي تكوين لا يقل جودة عمّا تمنحه جامعات ومعاهد أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة الأمريكية.
آفاق مهنية مهمة
يرى خليل أن الصين باتت تمتلك شركات ذات مواصفات عالمية، وأن المغاربة المتعلمين للغة الصينية والحاصلين على تكوين رصين، كالذي توفره جامعات تلك الدولة، بإمكانهم الاشتغال فيها وتحصيل خبرات مهمة.
كما نوه بكون المستثمرين الصينيين في المغرب يفضلون توظيف يد عاملة مغربية مُجيدة للغتهم، قائلاً إن الاستثمار الصيني في المغرب متنوع ويشمل مجموعة من القطاعات كصناعة أجزاء السيارات والبلاستيك والجلد...
وتنامى حجم الاستثمارات الصينية في المغرب، بين عامي 2011 و2015، بنسبة 195 في المائة، 93 في المائة منها عام 2015 فقط. كما افتتح "بنك الصين" مكتباً له في مدينة الدار البيضاء، أعقبه توقيع شراكات عديدة مع شركات صينية ترغب في اتخاذ المغرب مركزاً لدعم استثماراتها في القارة الإفريقية ككل.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
إفريقيا