نمط الحياة
المديني يحتفي وسط رفاقه بالمكتبة الوطنية
29/10/2021 - 22:17
إكرام زايد | محمد شافعياستحضر محمد الأشعري، الشاعر والأديب ووزير الثقافة الأسبق، عددا من جوانب علاقته الخاصة بالمحتفى به الأديب أحمد المديني، من خلال استعراض محطات جمعتهما معا والتي كان أبرزها لقاء ضمن قراءات شعرية احتضنتها كلية ظهر المهراز بفاس سنة 1970.
الأشعري .. استعادة لنصف قرن
وصف محمد الأشعري، الشاعر والأديب ووزير الثقافة الأسبق، في شهادته في حق المديني، بـ"استعادة للوشائج وشذرات" من زمن جمعهما معا. يقول "نشترك في نصف قرن عبرناه معا بأجسادهما ونصوصنا ونجاحاتنا الصغيرة وإخفاقاتنا".
كما ذكر الأشعري، في كلمته عن أحمد المديني، بمجموعة من النقاط المشتركة التي جمعته بأحمد المديني، والتي يأتي في مقدمتها المناخ السبعيني المتجسد في انخراطهما في أغنيات المجموعات والحركة التشكيلية والحركة المسرحية.
وتناول الأشعري، إضافة إلى علاقته الخاصة بالمديني، الجانب الأدبي لدى المحتفى به من خلال توضيحه بأن الأخير حقق تراكما استثنائيا منتظما وغزيرا يشمل أزيد من 70 عنوانا متنوعا بين الشعر والمقالة الصحفية والرواية والرحلة والترجمة. ارتبطت بالواقع السياسي والاجتماعي ومختلف التعبيرات السائدة في مغرب السبعينيات.
العوفي.. اختراق الأزمنة
ذكر نجيب العوفي، الأديب والناقد، أن حديثه عن 50 عاما من الأدب المغربي التي قدمها المديني، مقترن بشعوره بالخشوع والهيبة بحضور وجوه وأسماء مخضرمة أضاءت مغرب السبعينيات والثمانينات.
نوه العوفي، في كلمته بالمناسبة، بجيل السبعينيات والثمانينيات، معتبرا أنه جيل فارق ويشكل محطة أدبية مضيئة على غرار أجيال سابقة، كانت لها توقيعاتها على نحو جيل النكبة العربية وجيل الستينيات في مصر بعد نكبة 1967 وجيل السبعينات، قائلا "أتكلم هنا بمعزل عن النوستالجيا والنرجسية الطللية أو الجيلية"، ولافتا إلى "أن ما ينقص أدب اليوم هو شيء من الإيديولوجيا والالتزام، ما ينقص هو تلك البوصلة الفكرية المقاصدية الموجهة لخريطة الكتابة"، قبل ختمه بالقول "إن المديني يخترق الأزمنة برواياته بنفس شعلة سنوات السبعينيات".
الشاوي.. ظروف ثقافية
سلط عبد القادر الشاوي، الروائي والمناضل السياسي والدبلوماسي السابق، الضوء على خصوصية الساحة الثقافية المغربية في فترة السبعينيات، والمتميزة حينها بقلة نشر الكتاب الأدبي الذي اعتبر حينها حدثا ثقافيا في ظل غياب دور النشر المتخصصة، إضافة إلى محدودية الإعلام الثقافي المتجسد في حداثة وجدة صيغة الملحق الثقافي باللغة العربية في 1968، ولمحدودية المجلات الثقافية حينها على غرار مجلتي "أقلام" و"ألفين"، زيادة على قلة الجمعيات الثقافية التي كانت محاصرة حينها، مع قلة عدد الكتاب والكاتبات، ليخلص في النهاية إلى القول "إن الظروف الثقافية كانت ناشئة في فترة السبعينيات".
وتطرق الشاوي، بعد ذلك، لتوضيح مفهوم التجريب المتجلي في كتابة المديني، والذي يرمي إلى الاختلاف القائم على استنتاج فيه إحساس ضمني ذو طبيعة يقينية، تفيد بأن المديني ضرب جديد من ضروب الإبداع.
الخطيب.. ارتباط بالواقع والمتخيل
تناول إبراهيم الخطيب، الأديب والمترجم، في كلمته عن المديني باعتباره مؤلفا للقصة القصيرة وليس روائيا، مستحضرا، قبل ذلك، أول لقاء جمعه به والذي كان في مقهى "ماجستيك" بالعاصمة الرباط، حين شاهده جالسا على "الكونتوار" مستغرقا في كتابة قصة قصيرة لتسليمها فورا لجريدة "العلم".
وأبرز خصوصية كتابة المديني للقصص القصيرة وارتباطها الوثيق بالواقع الذي يتداخل فيه المتخيل، سواء في مقامه بالجزائر أو فرنسا أو العراق أو الدار البيضاء، مستحضرا عددا من العناوين في هذا الباب، على غرار "حب في الدار البيضاء" و"زاوية حادة".
واتجه الخطيب، بعد ذلك، إلى توضيح علاقة المديني بفعل الكتابة التي جزم بتغيرها اليوم عند المحتفى به، قائلا "إن الكتابة بالنسبة إليه ولعلها لا تزال، عملية تخيل قوي يعتمد على تدق لغوي واستلهام عفوي للوقائع اليومية".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
مجتمع
نمط الحياة
نمط الحياة