اقتصاد
المطارح الجديدة .. النفايات في خدمة البيئة والاقتصاد
11/12/2021 - 23:38
مراد كراخييهدف هذا البرنامج إلى تأهيل وإغلاق 11 مطرحا عشوائيا، ومواصلة الدعم لإنجاز 10 مراكز في طور الإنجاز، في أفق سنة 2022، لرفع نسبة التثمين والتدوير إلى 20 في المائة، وبلغ مجموع الاعتمادات المخصصة لهذا الورش 200 مليون درهم.
البيئة.. "المستفيد الأول"
قال بنرامل مصطفى، الاستشاري البيئي، ورئيس جمعية المنارات الايكولوجية من أجل التنمية والمناخ إن "ما يقوم به المغرب في مجال تدبير النفايات المنزلية اليوم، أمر نموذجي، لكونه ينظر إلى القمامة كمورد وليس كنفايات، مما سيمكن من الجمع بين إعادة التدوير وسلاسل القيمة وتهيئة فرص العمل".
وأوضح بنرامل، لـSNRTnews، أن هذا البرنامج سيمكن من القضاء على بعض المطارح العشوائية ومراقبتها، للحد من مخاطرها على مستوى تلويث الهواء بالروائح الكريهة والغبار الذي ينثر حبيبات طائرة، إضافة إلى التهديد الذي تشكله على الصحة العامة للمواطنين، وكذا الكائنات الحية خصوصا الطيور.
ووفق الاستشاري البيئي، فمخاطر المطارح العشوائية تمتد لتطال تلويث التربية بجسيمات تهدد خصوبتها وتجعلها غير صالحة للزراعة، بالإضافة إلى نفوذ عصارة هذه المطارح السامة للفرشة المائية، ناهيك عن تشويه للمنظر العام للفضاء الايكولوجي.
وأبرز المتحدث ذاته، أن تطوير إدارة النفايات الحضرية بالمملكة، يتعد تحديا متزايدا فرضته مجموعة من العوامل أبرزها التزايد السكاني، والتطور العمراني، وظهور أنماط استهلاكية جديـدة، "ففي ظرف عشرين سنة (1998-2018)، ارتفعت كمية إنتاج النفايات على المستوى الوطني من حوالي 5 إلى 7 ملايين طن، وتشـير التوقعات إلى إمكانية ارتفاع هذه الكمية إلى 9 ملايين طن في أفق 2030".
خدمة اجتماعية
قال محمد التدلاوي، الكاتب العام لاتحاد تعاونيات تثمين النفايات بالمغرب، إن الجيل الجديد من مطارح النفايات المنزلية الذي انخرط فيه المغرب، من شأنه أن يضع قطيعة مع المطارح القديمة التي لا تراعي الجوانب البيئية والاجتماعية للعاملين.
وأبرز التدلاوي، في تصريح لـSNRTnews، أن المطارح الجديدة ستعطي قيمة مضافة لتدبير النفايات بالمملكة، من خلال تثمينها سواء بالنسبة للنفايات العضوية أو غير العضوية، "على عكس المطارح التقليدية التي كان دورها يقتصر فقط على الطمر".
وأوضح التدلاوي أن إيجابيات المطارح الحديثة تكمن كذلك في الجانب الاجتماعي، من خلال تقديم فرص شغل للأشخاص الذي يكسبون قوتهم من البحث في الأزبال، أو كما يسمون بـ"البوعارة"، بشكل يضمن حقوقهم من خلال العمل في مراحل الفرز.
وتابع المتحدث ذاته، أن مطارح النفايات الحديثة، ستساهم بشكل مباشر في تحويل أزيد من 70 بالمائة من النفايات المنزلية، إلى مصدر للغاز، والكهرباء.
تحول اقتصادي
يرى علي بوطيبة، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن برنامج إحداث مراكز لطمر وتثمين النفايات المنزلية، وإضافة إلى المكاسب التي سيحققها على المستوى البيئي، يرتقب أن يضطلع بدور مهم على المستوى الاقتصادي.
وأوضح بوطيبة، في تصريح لـSNRTnews، أن المطارح الحديثة ستقدم موارد مالية للجماعات المحلية، من خلال تثمين وإعادة تدوير النفايات المنزلية التي كانت تشكل عبئا، عبر تحويلها إلى مصادر للطاقة، إضافة إلى استعمالها كأسمدة في النشاط الفلاحي.
وكشف الخبير الاقتصادي أن المغرب سيستفيد من تجربة المطارح الجديدة الكبرى، لتطويرها مستقبلا، من خلال إحداث مطارح جهوية، في أفق الوصول إلى تشييد مطارح خاصة بكل حي، مما من شأنه زيادة فرص الشغل في هذا المجال.
وتابع المتحدث ذاته، أن تطوير المطارح الجديدة سيقدم فرص شغل كريمة للعاملين في قطاع النفايات على المدى المتوسط والطويل، ما من شأنه المساهمة في تكريس الاقتصاد الاجتماعي الذي حث عليه تقرير النموذج التنموي الجديد.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
مجتمع
مجتمع