سياسة
انتخابات.. كيف تعبئ الأحزاب الناخبين بالعالم القروي؟
07/09/2021 - 19:32
وئام فراجيشكل سكان العالم القروي 46 في المائة من عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية برسم سنة 2021، وفق معطيات وزارة الداخلية، ما يزيد من تنافسية الأحزاب داخل هذا الوسط لكسب أكبر عدد من الأصوات في انتخابات أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس الجماعات والمقاطعات وأعضاء مجالس الجهات.
التواصل الفردي
وفي هذا الإطار، أكد محمد ملوك، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحركة الشعبية، مرشح بالجماعة القروية تيمحضيت التابعة لإقليم إفران، أن إقناع سكان العالم القروي بالبرنامج الانتخابي للحزب، لم يكن سهلا طيلة فترة الحملة الانتخابية التي انطلقت يوم الخميس 26 غشت 2021، مبرزا أن منطقة الأطلس المتوسط تتميز بصعوبة تضاريسها التي تعيق الوصول إلى السكان من جهة، كما أن أغلب سكانها لا يجيدون اللغة العربية، من جهة أخرى.
وأضاف ملوك، في تصريح لـSNRTnews، أن الحزب كان مضطرا للتواصل مع سكان هذه المنطقة بلغتهم الأم، والعمل على ترجمة البرنامج الانتخابي بالأمازيغية من أجل تبسيطه للسكان، مشيرا إلى أن سكان المنطقة ينتظرون هذه المحطة الانتخابية لإيصال همومهم للمنتخبين، والتعبير عن انتظاراتهم للمرحلة المقبلة.
ونظرا للإجراءات الاحترازية المفروضة هذه السنة، بسبب تفشي جائحة كورونا، يقول المرشح الحركي، "حاولنا التنقل عند الأسر، ودق أبواب كل منزل على حدة من أجل تفادي التجمعات، إذ نعمل على التواصل مع كل شخص والتعريف برمز الحزب وشرح برنامجه الانتخابي، إضافة إلى توضيح طريقة التصويت، التي يجهلها العديد من سكان القرى بسبب ارتفاع نسبة الأمية".
ويتوقع ملوك تسجيل نسبة كبيرة من الأوراق الملغاة خلال هذه المحطة الانتخابية، خاصة بالوسط القروي، وذلك بسبب جهل عدد كبير من الناخبين لطريقة التصويت على أعضاء الجماعات ومجالس الجهات ومجلس النواب في آن واحد، "ما جعل الحزب يقوم بإعداد نماذج مماثلة من أوراق التصويت وشرحها للسكان مع توضيح طريقة وضع العلامة على الرمز لكي يكون التصويت صحيحا".
الأعيان أولا
من جهته، أكد حسن غوتي، وكيل لائحة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الاستحقاقات الجماعية المقبلة بجماعة الصخيرات، أن "الحملة الانتخابية بالعالم القروي مازال يطغى عليها مفهوم الأعيان.
وأشار غوتي، في تصريح لـSNRTnews، أن المرشحين يستعملون جميع الوسائل الممكنة لإقناع سكان المناطق القروية من أجل التصويت عليهم، مشيرا إلى وجود فئة يسهل إقناعها؛ مثل الأسر التي بها شباب متعلم ومثقف، وأخرى مازالت تنظر للانتخابات بمنطق الاستفادة فقط.
وحول خصوصية الحملة الانتخابية بجماعة الصخيرات، أوضح المتحدث ذاته، أن هذه الجماعة تتوفر على مركز حضري ومركز قروي يشكل النسبة الأكبر من السكان، مبرزا أنها مقسمة إلى منطقتين نافعة وعشوائية، وتحتوي هذه الأخيرة على 12 دوارا، ما يشكل صعوبة في إقناع السكان بالبرنامج الانتخابي وبالمشاركة السياسية.
كما تطرق غوتي، إلى وجود "تطاحنات" بين الأحزاب السياسية بمناطق العالم القروي، من أجل استمالة أصوات أكبر عدد من الناخبين، لعلمهم بأهمية أصواتهم في إحداث الفرق خلال كل محطة انتخابية.
وبخصوص الرقمنة في الحملات الانتخابية، أبرز المرشح باسم حزب الاتحاد الاشتراكي أن شباب الدواوير انفتحوا أيضا على وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحوا يتابعون البث المباشر لحملات الأحزاب، كما يناقشون مداخلاتهم وحملاتهم الانتخابية، فيما تظل نسبة كبيرة من كبار السن بعيدة عن الفضاء الرقمي.
5 ملايين صوت
يشكل العالم القروي بالإضافة إلى المدن الصغرى التي سيتم فيها الاقتراع الفردي، ما ينهاز 82 في المائة من الدوائر الجماعية، أي بمعدل أصوات، حسب ما تم تسجيله في سنة 2015، يناهز 5 ملايين صوت، بمعنى أن العالم القروي يشكل خزانا انتخابيا بامتياز، بحسب تعبير مصطفى اليحياوي، أستاذ الجغرافيا السياسية وتقييم السياسات العمومية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية.
ويضيف اليحياوي، في حديثه مع SNRTnews، أن الحسم في الأصوات ونسبة المشاركة، من الناحية العددية، يتم في هذه الجماعات؛ أي في الجماعات القروية، إضافة إلى الجماعات الحضرية التي سيعتمد فيها الاقتراع الفردي (ما دون 50 ألف نسمة).
وعلى مستوى أداء الأحزاب، يقول اليحاوي، "تظل الحملات الانتخابية منذ القديم، على مستوى هذه الجماعات، مرهونة بشبكات العلاقات الأسرية والقبلية، التي عادة ما تنشط بشكل كبير في إنتاج النخب على مستوى المجالس المنتخبة"، موضحا أن الحملة الانتخابية للأحزاب خلال العام الجاري لم تختلف كثيرا عن باقي الحملات الانتخابية بالوسط القروي.
وعزا أستاذ الجغرافيا السياسية ذلك إلى أن التقليد الانتخابي يطغى على القرى، ما يجعل أغلب الأحزاب تكيف دعايتها الانتخابية بما يتناسب والثقافة المحلية لكل جماعة، مع التركيز على علاقات الشبكات العائلية ومفهوم القبلية بصفتهما عاملين أساسين في اختيار المرشح المناسب.
وحسب ما عاينه اليحياوي في مجموعة من الجماعات القروية التي زارها خلال الحملات المنظمة على مستوى الجهة الشرقية، على سبيل المثال، "يوجد اختلاف على مستوى الكم والتجمعات مقارنة مع الحملات السابقة، وذلك تماشيا مع الإجراءات الاحترازية المفروضة، فيما يظل التواصل المباشر ضروريا لإقناع السكان بالبرامج الانتخابية".
كما سجل الأستاذ الجامعي المتخصص في الجغرافيا السياسية، اختلافا في سلوك الشباب بالعالم القروي وطريقة تفاعلهم مع بعض المرشحين، مشيرا إلى "التأثير الرقمي على شباب الدواوير في علاقتهم مع الحملة الانتخابية واختيار المرشحين"، "إذ بات معظم الشباب واعون بهذه المحطة الانتخابية وبما يقدمه المرشحون لهم من برامج ووعود"، وفق تعبير اليحياوي.
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة