نمط الحياة
"كورونا" تحرم البيضاويين من القراءة في الحدائق
01/12/2020 - 10:49
مهدي حبشييعد قطاع الثقافة، بمختلف تجلياته، من أبرز ضحايا أزمة "كوفيد-19" عالمياً، ولا يشذ المغرب عن هذه القاعدة، فقد أفضت حالة الطوارئ الصحية إلى إفقاد الثقافة عموماً، وقطاع الكتاب بشكل خاص، أولويتهما ضمن اهتمامات المسؤولين.
وفي وقتٍ كان النقاش محتدماً حول سبل صلة الرحم بين المغاربة والكتاب، ما دفع مجلس مدينة الدار البيضاء لإطلاق مشروع طموح لتعزيز الفضاءات العمومية الخضراء بأكشاك للقراءة، جاءت الجائحة لتوقف المشروع في غمرة الإنجاز.
وتستعد 16 حديقة بمدينة الدار البيضاء لاستقبال 16 كشكاً للقراءة، تتباين ظروفها الراهنة بين ما اكتمل تشييده في انتظار تجهيزه بالكتب، كما هو شأن الكشك الخاص بحديقة "الإيسيسكو" (مردوخ) وسط العاصمة الاقتصادية، فيما لم تكتمل أشغال البناء في عدد آخر من الحدائق.
وأوضح عبد المالك الكحيلي، عضو مجلس مدينة الدار البيضاء المكلف بالثقافة والرياضة، أن بعض العُمال أوقفوا المشروع مؤقتاً بحجة الظروف المتعلقة بـ"كوفيد-19"، في وقتٍ كان مجلس المدينة يتأهب لإطلاق طلب عروض لتمتيع الأكشاك بالكتب.
وأوضح المتحدث، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن المشروع، الذي يعد الأول من نوعه في مدينة الدار البيضاء، كان يتوخى له أن يكون جاهزاً في نهاية هذا العام. إذ كان مجلس المدينة قد فتح منذ شتنبر 2019 الباب أمام طلبات العروض الخاصة بتشييد الأكشاك، "لكن، وبسبب ظروف الجائحة، فإن الميزانية التي صرفت على الثقافة على مستوى جماعة الدار البيضاء هذه السنة تساوي 0"، على حد تعبير الكحيلي.
وأوضح المصدر ذاته أن السلطات المحلية، التي تؤشر عادة على نفقات مجلس المدينة، ترى بأن هذا المشروع لا يحظى بالأولوية في الوقت الراهن، وأن كل المجهودات ينبغي أن تنصب في سياق مكافحة الجائحة. كما أن الحكومة تبنت توجهاً لدعم الاقتصاد وتشجيع المقاولات قبل كل شيء.
لكن المتحدث يرى أن "على الحياة أن تستمر"، مشدداً على أهمية الثقافة بشكل عام، والقراءة على وجه الخصوص، في بناء الإنسان، منبهاً إلى أن طول أمد الجائحة بيّن أن على الحكومة والسلطات المحلية السماح لهذا النوع من المشاريع بأخذ مجراها الطبيعي.
ونوه الكحيلي بأهمية المشروع المستلهم من تجارب بعض الدول الرائدة، حيث يمكن معاينة "مكتبات القرب" إلى جانب محطات الحافلات أو في الشواطئ، وكيف يقبل الناس عليها، مما يشجع المواطنين على ربط علاقة وطيدة بالقراءة والكتب.
وفي ما يتعلق بنوعية الكتب التي ستحتويها الأكشاك بعد انطلاقها، أكد الكحيلي أنها ستتراوح بين ما هو دراسي وتربوي من جهة، وما هو أدبي من قصص وروايات... من جهة أخرى، بكلتا اللغتين العربية والفرنسية.
وتوقع المتحدث أن يشوب المشروع بعد انطلاقه بعض الصعوبات، مثل إمكانية تعرض الكتب للسرقة، لكنه يوضح أن المجلس الذي ينتمي إليه "مستعد للتضحية" في سبيل تشجيع وتكريس ثقافة القراءة في صفوف البيضاويين.
وقال إن هذا التوجه يعد ورشاً هاماً، يراهن عليه مجلس مدينة الدار البيضاء، لاسيما أنه ليس الوحيد من نوعه، مُحيلاً على مشروع "الحافلة المتنقلة بالكتب" التي تجوب محيط المدينة، والتي أطلقت بشراكة مع مؤسسة مسجد الحسن الثاني.
وانطلقت هذه الحافلة بالفعل قبل أن تجهز عليها ظروف الجائحة، يقول المتحدث؛ "علاوة على التعاون مع 'شبكة القراءة الأهلية'، وحضور مجلس المدينة في معارض الكتاب والطفل، وتخصيص جوائز للقراء من تلاميذ المدارس".
مقالات ذات صلة
مجتمع
اقتصاد