نمط الحياة
ماذا لو حرم "إنستغرام" "المؤثرين" من "اللايكات"؟
20/04/2021 - 17:38
نضال الراضيعدد "اللايكات"، يعتبره الكثيرون مصدرا أساسيا لقياس نسبة شعبيتهم وشهرتهم ومدى رضى المتابعين عن المحتوى الذي يقدمون، فماذا لو قرر التطبيق حرمان "المؤثرين" من هذه الخاصية؟ وما هي قيمة "اللايكات" بالنسبة لصانعي المحتوى؟
"اللايكات" تسبب الإحباط
يكشف عزيز كرود، مختص في تطوير التطبيقات ومسير شركة للتواصل الرقمي والتسويق، أن تطبيق "إنستغرام" سبق وأن قام، قبل شهرين، بتجريب خاصية إخفاء "اللايكات"، بالعديد من الدول حول العالم، وذلك اعتمادا على دراسة تبرهن أن عدد "الإعجابات"، قد يؤثر على نفسية الإنسان، مؤكدا أنه كل ما زاد عدد "اللايكات" على المنشور، كلما ازدادت رغبة "المؤثر"، في التفاعل ليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، بل على جميع الأصعدة المرتبطة بنمط حياته اليومي.
وفي المقابل، يقول المتحدث ذاته إنه كل ما نقص عدد "الإعجابات"، على منشوراته والمحتوى الذي يقدم، كلما قلت رغبته في الاستمرار في نشر المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، كما قد يصيبه نوع من الإحباط على المستوى الشخصي. فالعديدون، كما يؤكد جرود، يعتمدون على نسب المشاهدة وعدد "اللايكات"، كمعيار لقياس نسبة نجاحهم وشعبيتهم، خاصة في مجتمع "الديجيتال".
استراتيجية سوداء
في سياق متصل، يؤكد عزيز كرود أن هناك سوق سوداء افتراضية، توفر لجميع المستخدمين حول العالم إمكانية شراء "الإعجابات"، وذلك بواسطة شركات متخصصة في إنشاء ملايين الحسابات الافتراضية، من الدول الآسيوية، خاصة الهند وباكستان والبنغلاديش، توفر خدمات متعلقة بشراء "الفولورز" وزيادة أعداد "الإعجابات" أو "القلوب الحمراء" على "إإنستغرام"، بالإضافة إلى إمكانية شراء نسب مشاهدات على فيديوهات "إإنستغرام" و"يوتيوب".
ويكشف المتحدث ذاته أن ذلك يتم بمقابل أسعار جد ضئيلة، ولكن من شأن هذه العملية أن تفقد المستخدم أو "المؤثر" مصداقيته أمام المتابعين والشركات المعلنة التي تتواصل معه من أجل الإعلانات، مؤكدا أنه من السهل اكتشاف ما إذا كان الحساب يتوفر على متابعين و"لايكات" وهمية، وذلك من خلال إحصائيات قد تقوم بها بعض الشركات قبل التعامل مع "المؤثر"، قد تبرهن أن النسبة الأكبر من متابعيه توزع بين باكستان والهند والتايلاند واليابان وغيرها من دول القارة الآسيوية.
ويؤكد المتخصص في التواصل الرقمي، أن عددا كبيرا من "المؤثرين" المغاربة، يعتمدون على هذه "الاستراتيجية السوداء"، وذلك بهدف إيهام المتابعين أن "المؤثر" الذين قاموا بزيارة حسابه ووجدوا أعدادا مهمة من "اللايكات" والمشاهدات، يعني أنه يمتلك شهرة وشعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. ويصف جرود ذلك بـ"المؤسف"، معتبرا أن شخصية "المؤثر" على مواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن تتحلى بالمصداقية وبالثقة المتبادلة بينه وبين متابعيه، حتى ولو كان عدد "الفولورز" و"اللايكات" قليلا.
ويتابع المصدر ذاته: "من الطبيعي أن تكون نسبة التفاعل على حساب 'المؤثر المبتدئ' ضئيلة في بادئ الأمر، هنا يجب على الراغب في صناعة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، أن يتحلى بالصبر والمثابرة، بالإضافة إلى العمل على تطوير المحتوى الخاص به، بعد ذلك سيستطيع حتما تكوين قاعدة صغيرة من المهتمين بالمنشورات التي يشارك، وستزداد اتساعا مع الوقت، كلما أصر صانع المحتوى على تقديم الأفضل".
ماذا لو قام "إنستغرام" بحجب "اللايكات"؟
يقول عزيز كرود إنه قبل شهرين، تعرض تطبيق "إنستغرام" لمشكلة تقنية، تسببت في اختفاء عدد "اللايكات" لبعض المستخدمين لبضع ساعات، هذه المشكلة جعلت العديدين يتساءلون عما إذا كانت المنصة الشهيرة تستعد لحجب الخاصية قريبا.
وأوضح المتحدث ذاته أن القائمين على تطبيق "إنستغرام"، قد سبق وصرحوا أنهم قاموا بإجراء هذا الاختبار، لأنهم يريدون أن يركز المستخدم على المحتوى المنشور من صور وفيديوهات وليس عدد "اللايكات"، كما يفضلون ألا تكون "إنستغرام" منصة للمنافسة حول من يمتلك أكبر عددا من "الإعجبات" والمشاهدات.
وخلصت الشركة بعد تجارب عديدة أن تفعل الخاصية للراغبين فقط في الحصول عليها، بينما تركت المجال مفتوحا لظهور عدد "الإعجابات"، للمستخدمين الذين يمتلكون صفحات مهنية، يوظفونها من أجل جني أرباح مادية، كالتعامل مع المستشهرين.
وجوابا عن سؤال ما إذا كان حجب "اللايكات" سيؤثر على استراتيجية "المؤثرين" على "إنستغرام"، يؤكد المختص في التواصل الرقمي، أنه بالفعل من شأن ذلك التأثير سلبا على حسابات "المؤثرين"، وذلك من خلال نسبة تفاعل المستخدمين، حيث قد يتراجع البعض عن الضغط على زر "الإعجاب"، لمجرد معرفته أنها لن تظهر.
ويكشف كرود أن من شأن ذلك أن يؤثر أيضا على استراتيجية "المؤثرين"، في جلب المستشهرين والإعلانات، مؤكدا أن أغلبهم يعتمدون على إحصائيات "المؤثر"، من خلال عدد "اللايكات" التي يمتلك، بالإضافة إلى عدد مشاهدات مقاطع الفيديو التي يشاركها.
وأكد أن ذلك من شأنه أن يؤثر على مردودية المستخدم أو "المؤثر"، في التفاعل وتقديم المحتوى في حال كانت "اللايكات"، تظهر له لوحده، مشددا على أن الأغلبية أصبحت تعتمد على هذه الأخيرة كمقياس للنجاح والشعبية على الوسائط الاجتماعية.
وقد سبق وأن أجرى مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث دراسة أثبتت أن 40 في بالمائة من مستخدمي "إنستغرام" يفضلون عدم نشر المحتوى الذي لم يحصل على أعداد كبيرة من "اللايكات" والتعليقات.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة