نمط الحياة
إعلانات "المؤثرات".. أي مردودية للمستشهرين؟
27/11/2020 - 10:43
نضال الراضيطريقة فعالة وسريعة التسويق، بالنسبة للعلامات التجارية، ومصدر ربح مادي بالنسبة للمؤثرات، وبالرغم من أن المستشهرين يعقدون شراكات مع 'البلوغرز"، بمقابل مادي سخي، إلا أن بعضهم يشتكي ضعف مردودية، "الستوريات" في الإقبال على منتجاتهم.
فيما تذهب بعض استطلاعات الرأي، والتقييمات التي تقوم بها مجموعات "فايسبوكية"، إلى التشكيك في مصداقية بعض "المؤثرات"، أثناء الترويج لمنتوج معين.
مبالغ كبيرة وهدايا فخمة
تقول "كوثر"، مصممة أزياء تقليدية، أن إحدى زميلاتها اقترحت عليها، أن تتعاون مع "المؤثرات" بهدف الترويج لتصاميمها التي يتراوح ثمنها ما بين 3000 و12.000 درهم، كنوع من الدعاية والترويج على "إنستغرام"، ظنا منها أنها ستحقق مردودية كبيرة، بعد أن تنشر "المؤثرة" تصاميمها على "الستوري" الخاصة بها.
وتضيف "اتصلت بإحدى 'المؤثرات'، التي تمتلك شعبية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة 'إنستغرام'، التي يتابعها عليه أكثر من 300.000 شخص. قمت باستقبالها في المحل، وتعرفت على تصاميمي، واتفقنا على أن ترتدي أبرزها، لتصور نفسها وتقوم بنشر ذلك على خاصية 'الستوري'. كما اتفقنا أن تطلب من متابعاتها أن يزرن المحل، للتعرف على القطع الموجودة. بعد أن قامت بمشاركة العنوان وأرقام الهاتف الخاصة بي، بمقابل مالي قدره 4000 درهم عن ثمانية فيديوهات 'ستوري'، ووعدتها أن أعطيها نفس المبلغ الأسبوع القادم في حال لاحظت إقبالا ملموسا على المحل، وبعد أن قامت بذلك، طلبت مني أن أعطيها بالإضافة إلى المال، إحدى القطع، وهي عبارة عن جلباب أعجبت به، كان يبلغ سعره 8000 درهم."
تحكي كوثر، لـ"SNRTnews"، كيف تفاجأت بطلب صاحبة الـ300.000 "فولورز"، التي تريد المزيد، في حين أن مردودية الاتفاق لم تظهر بعد.
"رفضت ذلك في البداية، بحجة أنني لا أضمن أن نشرها لتصاميمي هل سيفيد علامتي أم لا. فأظهرت لي عبر هاتفها، كيف أن 'الستوري'، التي صورت بالمحل قد وصلت إلى 30.000 مشاهدة، بالرغم من أنها لم تغادر المحل بعد، ووعدتني أن عدد المشاهدات سيصل إلى 100.000، في ظرف 24 ساعة، وأن الإقبال على تصاميمي سيكون حتما هائلا".
"بعد أن أقنعتني، أعطيتها مبلغ 4000 درهم بالإضافة إلى الجلباب، وتفاجأت بعد أسبوع أنه لم يأت أي زبائن من طرفها، وتواصلت معها لأخبرها بذلك، لكنها لم تعطني جوابا مقنعا، فطلبت منها أن تقوم بإرجاع الجلباب، وأن تحتفظ بالمبلغ مع العلم أنني لم أتلق أي مقابل للاتفاق، لكنها رفضت وبشدة، معللة ذلك بأنني استفدت من اسمها الذي ارتبط بعلامتي.."، تؤكد كوثر.
شكوك حول المصداقية
يتقاسم رواد مواقع التواصل آراءهم، وتعليقاتهم حول الإعلانات التي تقوم بها "المؤثرات" لفائدة العلامات التجارية. هذه التعليقات تكون غالبا ضمن مجموعات "فايسبوكية" مغلقة، معظمها خاص بالسيدات.
يعبرن من خلالها عن رأيهن في المنتجات، وإعلانات إنستغرام بكل حرية. كمجموعات "J’ai testé" و"La testeuse "و "J’ai testé je vous le recommande".
"أتابع مجموعة كبيرة من المؤثرات، على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة على منصة 'إنستغرام'، وألاحظ أن معظمهن ينشرن بشكل يومي 'ستوري' كاملا خاصا بالإعلانات، إلا أنني لا أصدق كل ما يتم نشره بخصوص تلك المنتوجات، خاصة أن معظمها يكون غير معروف"، تصرح "صوفيا"، طالبة جامعية، نشيطة على المجموعات 'الفايسبوكية' الخاصة باستطلاع الآراء لـ"SNRTnews".
وجوابا عن سؤال "ما هو السبب الذي يجعلها، لا تصدق محتوى الإعلانات التي تشاركه 'المؤثرات' على حساباتهن؟"، أكدت "صوفيا" أنه من الغير المعقول أن تشارك "البلوغر"، عشرات الإعلانات عبر "الستوري" الخاص بها في اليوم الواحد، وأن تكون المنتجات التي تحاول أن تقنع المتابعين بشرائها، كلها ذات جودة عالية وصالحة للاستعمال من طرف الجميع.
"لست ضد إعلانات الإنستغرام، وأتابع العديد من 'المؤثرات' اللواتي يمتلكن مصداقية في اقتراح المنتوجات، وأعتبر أن المعيار الأساسي الذي يجعلني أصدق 'المؤثرة' هو 'الكم'".
حسب المتحدثة، فـ"المؤثرة" التي تنشر إعلانات بالجملة، متضاربة بين المنتجات المعروفة والباهظة الثمن، وبين تلك التي ليست معروفة ومنخفضة الثمن، هدفها الربح المالي أولا.
وتستدل "صوفيا" كلامها، بأن "المؤثرة" حين تقبل جميع الإعلانات المعروضة عليها، تعطي مجالا للتشكيك في مصداقيتها، في حين هناك "مؤثرات" تشاركن عددا قليلا من الإعلانات، ولكن ذات جودة عالية وأثمنة مناسبة.
طلبات مرهقة
لم تتوقع " نادية" (اسم مستعار)، أن تنفق مبالغ مالية كبيرة، في سبيل أن تروج "المؤثرات" لمنتجاتها الخاصة بالعناية بالبشرة.
"كانت هذه الطريقة هي الأسرع والأكثر فاعلية، للترويج لمنتجاتي، لذلك تعاملت مع 7 'مؤثرات' في شهر واحد فقط"، تقول "نادية"، في حديث مع "SNRTnews".
التعامل مع "المؤثرات" كلفها قرابة الـ40.000 درهم، غير الهدايا، والمنتجات المجانية التي كانت ترسل لهن من أجل الترويج لماركتها.
"أنفقت مبالغ مالية مهمة، في سبيل أن تحقق منتوجاتي الانتشار، عن طريق الاتفاق مع 'المؤثرات' بأن يقمن ينشر 'ستوري'، يتحدثن من خلاله عن المنتجات بمقابل مادي يتراوح بين 3000 و9000 درهم. في البداية كانت هناك مردودية بسيطة، إلى متوسطة. بعد شهر تقريبا من الإعلان بدأ الطلب على المنتجات يزداد قليلا، بحكم أن 'المؤثرات' الاتي سوقن للماركة، معروفات ويمتلكن أعداد مهمة من المتابعين"، تسترسل 'نادية' حديثها.
وفي السياق ذاته، تذكرت المتحدثة كيف أن إحدى "المؤثرات"، الشهيرات على "إنستغرام"، طلبت مقابلا ماديا ضخما، لتلبية دعوة "نادية"، لحضور حفل إطلاق منتوجاتها التجميلية، فما كان من الأخيرة إلا أن ترفض طلبها، وفضلت أن يقتصر الحفل على معارفها بعيدا عن "المؤثرات"، ومطالبهن التي اعتبرتها "نادية" مرهقة...
مقالات ذات صلة
نمط الحياة