نمط الحياة
مسلسلات تركيا تقتحم البيوت في أمريكا اللاتينية
21/11/2020 - 11:58
نضال الراضيلم يعد انتشار المسلسلات التركية يقتصر على العالم العربي، فبعد النجاح الكبير الذي حققته هذه المسلسلات عربيا، استطاعت الدراما التركية أن تتخطى الحدود الجغرافية لتصل لـ150 دولة حول العالم تقريبا، من آسيا الوسطى إلى البلقان، ومن الشرق الأوسط إلى أوروبا الغربية، بل إنها غزت شاشات تلفزيونات أمريكا اللاتينية في العشر سنوات الأخيرة، إلى درجة أضحى مواطنو تلك المنطقة من أكبر مشاهدي تلك المسلسلات.
من المكسيك إلى تركيا
لقد تمكنت الدراما التركية من اقتحام منطقة كانت مشتهرة في التسعينيات من القرن الماضي وإلى غاية الألفية الثالثة، بمسلسلاتها، خاصة المكسيكية، التي كانت تقتحم البيوت الأوروبية والعربية، حيث كانت تشتهر بتيماتها المتمحورة حول العائلة، وقصص الحب "المستحيلة" بين منحدرين بين طبقتين مختلفتين.
لم يكن يخلو ذلك من استدعاء بعض خصوصيات أفلام الحركة، التي تحضر فيها مافيا المخدرات، وحرب العصابات في شوارع مدن أمريكا اللاتينية.
مازالت ذاكرة من ارتبطوا عاطفيا بتلك الدراما، تحتفظ بعناوين مسلسلات، كانت العديد من الأسر لا تخلف مواعيدها في برمجة التلفزيونات في العام العربي، مثل "الحب الضائع"، "المتمردة"، "خوان الغول"، "روبي"، "ديابلو"، "سحر الغجريات"، "ماري تشوي"، “كاساندرا"، "غوادالوبي" وغيرها من المسلسلات التي أحدثت ضجة في عالم الدراما لعدة سنوات.
في منتصف الألفية الثالثة، بدأ العالم العربي يتعرف على دراما، حديثة الطرح قادمة من تركيا، تميزت بجمالية المضمون، الذي اعتمد بالشكل الأول على وسامة الأبطال، ثم أناقة اللباس، ورقي المنازل، وفخامة الأثاث، مع تركيز هذه الدراما على التصوير الخارجي، الذي عرف متابعي هذه المسلسلات على الجانب السياحي لتركيا، حيث ساهمت في ما بعد هذه المسلسلات في إضفاء قوة ثقافية هائلة لتركيا، فضلا عن التأثير الإيجابي على السياحة والتجارة الخارجية.
وتمحورت "القصة" أو الحبكة الدرامية، في المسلسلات بالدرجة الأولى على القصص الرومانسية التقليدية، التي تركز على البطل الطيب الذي غالبا ما يتعرض للظلم، كما ركزت على العلاقات داخل العائلات الأرستقراطية، وعالم الثراء والأعمال حيث نادرا ما نجد مسلسلا تركيا، يخلو من هذه النماذج.
روح إسطنبول" الهادئة"
لعل أوجه الشبه بين الدراما التركية، ودراما أمريكا اللاتينية، هو التشابه الجسدي، فكلاهما يركز على وسامة الأبطال، وقصص الحب الأسطورية، وكذلك تشارك القيم العائلية والثراء، الذي تشتركان الدراما التركية واللاتينية في إبرازهما.
ولكن يبدو أن أوجه الاختلاف، هي التي جعلت "المسلسلات التركية" تكتسح "أمريكا اللاتينية"، فبالرغم من أن الحبكة الدرامية متشابهة بعض الشيء، خاصة فيما يتعلق بقصص الحب، والعلاقات الاجتماعية، إلا أن طريقة الإخراج، وإيصال المحتوى لعبا دورا مهما في جذب المشاهد في أمريكا اللاتينية، لدراما تهدئ الأعصاب، وتأخذ لعوالم ساحرة تجمع بين أناقة المشاهد الداخلية، كالمنازل والقصور والشركات، وجمالية المشاهد الخارجية التي تركز على الطبيعة، ومناظر مضيق البوسفور الذي يعتبر "روح إسطنبول"، حيث يركز صناع هذه المسلسلات في المشاهد الخارجية، على إبراز جمالية جسر البوسفور.
ورغم تمحور مسلسلات الدراما اللاتينية، على القصص الرومانسية، إلا أن إقحام مشاهد العنف، وتجار المخدرات، والمشاهد الإباحية، جعل جمهورها الأساسي يولي وجهه عنها، وجعل الأسر تتجه نحو البحث عن بديل أكثر هدوء، يمكن مشاهدته رفقة العائلة، حيث وجد المشاهد "اللاتيني" ضالته في الدراما التركية، لاسيما السيدات فوق سن الخامسة والأربعين، اللواتي يرغبن في مشاهدة القصص الكلاسيكية، والمشاهد الهادئة.
أشهر المسلسلات التركية التي اقتحمت "أمريكا اللاتينية"
- مسلسل "ويبقي الحب" أو "ألف ليلة وليلة"
يروي هذا المسلسل قصة حب نشأت وسط سوء تفاهم، بين رجل أعمال يدعى "عمر" كتابه المفضل "ألف ليلة وليلة"، وسيدة أرملة تدعى "شهرزاد" لديها ابن وحيد، وفي حاجة شديدة للمال.
- مسلسل "ما هو ذنب فاطمة غول"
تعود هذه القصة إلى رواية، تم تحويلها إلى فيلم سنة 1986، ولكنها عرفت نجاحا تجاريا كبيرا، في جميع أنحاء العالم، ويروي هذا المسلسل قصة امرأة بسيطة، تواجه العديد من الصعوبات في حياتها، بعد تعرضها لاغتصاب جماعي، من طرف شباب عائلة ثرية معروفة بتركيا، عرفت القصة تعاطف الجمهور مع الشخصية، وكان لهذا المسلسل تأثير المشاهد العربي، حيث ساهم في جذب السياح العرب إلى إسطنبول، لزيارة المطعم الذي اشتغلت فيه "فاطمة غول"، بالإضافة إلى بعض المناطق السياحية، التي ظهرت في المسلسل.
- مسلسل "العشق الممنوع"
تتركز قصة هذا المسلسل بالأساس على الخيانة، وهو مقتبس من رواية نشرت سنة 1899 قبل أن يتم تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني، حظي بنسب متابعة عالمية منقطعة النظير، فالحبكة الدرامية التي تميز بها جذبت العديد من الجماهير، من فئات عمرية مختلفة، وحقق نسب متابعة عالمية خاصة بأمريكا اللاتينية.
- مسلسل "أسميتها فريحة"
تدور قصة هذا المسلسل، حول فتاة شابة تعيش في قبو مبنى فخم، لكنها تمكنت بواسطة منحة دراسية، من الالتحاق بكلية خاصة بالأغنياء، وستتظاهر "فريحة" بأنها واحدة منهم، هناك ستتعرف على شاب ثري يدعى "أمير" وستنشأ قصة حب بين الطرفين، لكن أيضا ستواجه العديد من العقبات. منذ عرضه الأول سنة 2011، تم بيع هذا المسلسل لأكثر من 80 دولة، وهو يعد واحدا من أكثر الإنتاجات التركية مشاهدة في العالم، خاصة بإسبانيا.
أشهر الإنتاجات التركية على منصة "نتفلكس"
أعدت "نتفلكس"، المنصة الشهيرة في عرض الأفلام والمسلسلات، مساحة كبيرة للإنتاجات التركية، بسبب الانتشار الكبير لهذه الدراما عالميا، والتي تحقق نسب مشاهدة جد عالية على الموقع الشهير.
- مسلسل "الحامي" (The Protector)
هو مسلسل تركي، تم عرضه على موقع "نتفلكس" سنة 2018، واستمر حتى هذا العام بموسمه الثالث، بسبب النجاح الكبير الذي حققه، حيث يتخذ مجريات ملحمية في موسمه الجديد مبنية على الأكشن والغموض، حيث يقوم الشاب "هاكان" بتبني دور البطل الخارق الذي تقع على عاتقه مهمة حماية مدينة إسطنبول، وكان قد تعرف على قواه الخارقة من خلال مهمة سرية أنجزها في الماضي.
- مسلسل "20 دقيقة"
من أشهر المسلسلات التركية، التي تعرض على "نتفلكس"، وتدور أحداثه حول زوجين يعيشان بحب واستقرار، إلا أن الزوجة سيتم اتهامها بجريمة قتل، وتحكم بالسجن 20 عاما على الرغم من أنها بريئة، فيحاول زوجها مساعدتها في الهروب من السجن.
- مسلسل "العقدة" (Intersection)
تدور قصة المسلسل الذي يعرض على "نتفلكس"، حول رجل يدهس زوجته وابنته بالسيارة، فيفارقان الحياة، بعدها يدخل هذا الرجل في حالة اكتئاب شديدة، فيساعده صديقه المتزوج لتجاوز الأزمة، إلا أن زوجة هذا الأخير تقع في حب رفيقه.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة