مجتمع
مياه الأمطار تجتاح المسجد الكبير بتارودانت
08/01/2021 - 14:58
مصطفى أزوكاحلم تتحمل مجاري الصرف الصحي تدفق مياه الأمطار، التي شهدتها مدينة تارودانت، فوجدت متنفسا لها في الجامع الكبير، الذي غمرته تلك المياه، وعبثت بمشتملاته، التي زينت أرضيته بعد عملية الترميم الأخيرة التي تولتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إثر الحريق الذي أتي قبل سنوات على جرء من الجامع.
استقبلت المدينة 73 مليمترا من الأمطار، حسب ما يحكيه المستشار بالمجلس الجماعي لتارودانت نور الدين صادق، حيث يمثل تلك الكمية حوالي 30 في المائة مما تتلقاه المنطقة من الأمطار في عام واحد، حيث يوضح، أن نظام تصريف مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي، الذي اعتمد بالجامع بعد الحريق لم يتحمل هذه الكميات من الأمطار.
وساهم التوسع العمراني في محيط الجامع في ما ماحدث به. يذهب صادق إلى أن تلك المعلمة شيدت في مستوى منخفض قبل خمسة قرون، بينما جاءت البيانات الحديثة المحيطة به على صعيد مرتفع شيئا ما، مضيفا أنه بفعل كميات المياه المرتفع، التي لم تتحملها مجاري تلك البنيات، كي تستقر في المستوى المنخفض، حيث يوجد الجامع.
وأفضي الضغط الكبير على مجاري المياه، إلى تدفق المياه من العشرين مرحاضا بالمسجد، بالإضافة إلى المرحاض الخاص بالإمام، ناهيك عن تدفق المياه بصحن المسجد، كي تجتاح المياه المسجد، وتعبث بالزرابي والمشتملات الأخرى التي يتوفر عليها الجامع.
يحكي صادق أن الناس في المدينة وضعوا أياديهم على قلوبهم بعد ما حدث بسبب الأمطار، فهم يحتفظون بالكثير من العرفان للدور الروحي الذي أضفاه المسجد على المدينة، التي خلدها في "مناهل الصفا"، عبد العزيز الفشتالي، مؤرخ الدولة السعدية. فقد أخذ سلاطينها بجمال سهلها الفسيح و سخاء أشجار الزيتون و الأركان وقصب السكر.
يفخر أهل تارودانت بالسور الذي كان حصنا منيعا أمام الغزاة، والجامع الكبير الذي حظى علماؤه على مر الأزمان بالكثير من التوقير و الاحترام في جميع أنحاء المغرب. فهما معلمتان تشيران إلى انتماء راسخ لأهل تلك المنطقة في تاريخ المغرب.
وقد أثار الجامع اهتمام المؤرخ محمد حجي عندما تناول الحركات الفكرية في عهد السعديين، حيث وضعه في كفة واحدة مع جامع القرويين. ذلك جامع حظي بالكثير من الرعاية من قبل سلاطين المغرب، فقد سهر أحمد المنصور الذهني على زخرفة الصومعة.
لعب الجامع الكبير دورا كبير في تسيير أمور العباد بما يحفظ الزرع والنسل، بعد تفكك الدولة السعدية، وعندما تولي السلطان العلوي مولاي رشيد الأمر، عمل على ترميم المسجد وزخرفته.
وتركت الحماية المسجد للإهمال، سعت إلى التضييق على علمائه، إلى أن عمد المغفور له محمد الخامس إلى نجدة تلك المعلمة التي كانت منارة للعلوم الدينية والعقلية ومرجعا في العلوم الشرعية لما تأتي لعلمائها وقضاتها من سعة في العلم مازالت تذكر إلى الآن.
وعندما أتى حريق في الأعوام الأخيرة على جزء من الجامع، تسلل الخوف إلى القلوب من أجل يفقد شكله الأول، إلى أن حل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمكان، حيث تفقد حجم الخسائر، وطمأن أهالي تارودانت عندما أخبرهم بأن الوزارة تتوفر على الزخارف التي محتها النيران، ووعد بإعادة بعث الجامع وكذلك كان.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
عالم