مجتمع
هذا ما سيجنيه المغرب من تصنيع اللقاحات
28/01/2022 - 16:55
وئام فراجأكد البروفيسور جعفر هيكل، خبير في الاقتصاد الصحي وأخصائي الأمراض المعدية والطب الوقائي، أن المغرب سيصبح من الدول الرائدة في مجال صناعة الأدوية واللقاح وفي مجال البيوتكنولوجية، وذلك بفضل المشروع الذي أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقته ببنسليمان.
تأمين الوقاية الأولية
وأوضح هيكل، في تصريح لـSNRTnews، أن المملكة تحظى بموقع استراتيجي على الصعيد الإفريقي وعلى مستوى البحر الأبيض المتوسط، وبفضل الرؤية الملكية الجديدة سيلعب المغرب دورا مركزيا في الحفاظ على الصحة العامة سواء داخل الوطن أو خارجه.
وسيتجلى ذلك، يضيف هيكل، عبر البدء في تصدير اللقاحات لباقي الدول الإفريقية وللبلدان التي لا تتوفر على إمكانيات مادية، وذلك في إطار التعاون ما بين الشمال والجنوب، مؤكدا أن المملكة تشهد قفزة نوعية جديدة في إطار البيوتكنولوجية وصناعة الأدوية واللقاحات.
وعلى المستوى الاقتصادي، أبرز هيكل أن مشروع بنسليمان، لن يعود بالنفع فقط على الصحة العامة داخل الوطن وخارجه، بل له منافع اقتصادية هامة، موضحا أن "تصنيع اللقاحات من شأنه أن يؤمن الوقاية الأولية للمواطنين، وهو أمر أساسي لتقليص التكاليف المالية سواء من طرف المواطنين أو الدولة".
وأضاف أن الاستثمار في الرعاية الوقائية، يعد أمرا في غاية الأهمية للتقليل من نفقات العلاج، مشيرا إلى أن استثمار درهم واحد في الوقاية يوفر على الدولة 8 دراهم في العلاج.
تحقيق أمن صحي
من جهته، شدد الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، على أهمية تحقيق الأمن الصحي، موضحا أنه يعد جزء من الأمن الاستراتيجي للبلاد، "إذ لا يكفي التوفر على منظومة دفاعية قوية ومخزون هام من الحبوب والخضر والفواكه، فضلا عن مخزون من المحروقات دون التوفر على أمن صحي".
وأبرز حمضي، في تصريح لـSNRTnews، أن الجائحة أظهرت الحاجة الماسة لهذا الأمن الصحي، "وقد لاحظنا عدم وجود عدالة في توزيع اللقاحات عبر العالم، وتضرر مختلف الدول الإفريقية من ذلك".
وأكد، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن هذا المشروع سيعود بالنفع على هذه الدول، وسيمنح اكتفاء ذاتيا للمملكة من اللقاحات والأدوية لكي تحقق الاستقلالية في هذا المجال، "خاصة بعدما سبق للمغرب تصنيع الكمامات واختبارات الكشف عن فيروس كورونا، فضلا عن وضع خطة لتشجيع التصنيع وابتكار باقي الأجهزة الطبية التي تساعد على تجاوز هذه المرحلة"، مبرزا أن المغرب يشتغل في إطار منظومة صحية متكاملة للأمن الصحي، والسيادة اللقاحية جزء منها.
وفي ما يتعلق بأهمية تصنيع لقاحات مضادة لفيروس كورونا بالمملكة في وقت يوجد فيه تفاؤل بنهاية الجائحة، أوضح حمضي، أن العديد من الدول ارتكبت خطأ بالاعتقاد أن الفيروس سينتهي مع نهاية الجائحة، مؤكدا على أن دور اللقاحات سيستمر والحاجة إليها ستزيد خاصة في الدول الإفريقية، كما سيحتاج لهذه اللقاحات على وجه الخصوص الأشخاص الذين يعانون من الهشاشة الصحية، والمسنين، ومن يعانون من أمراض مزمنة.
"كما سينتج المعمل الجديد لقاحات أخرى تستعمل في الحياة اليومية، سواء المتعلقة بحماية الأطفال أو الكبار من الأمراض الخطيرة التي تهدد السكان، ما سيمنح المملكة سيادة في هذا المجال"، يقول حمضي.
ريادة إفريقية
أوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن الدولة التي تستطيع تصنيع اللقاحات، تستطيع كذلك إنتاج الأدوية الحيوية (البيوتكنولوجية)، مشيرا إلى أن المغرب قام بخطوته الأولى في هذا المجال، "علما أنه يتوفر على صناعة دوائية جيدة، بصفته يحتل المرتبة الثانية إفريقيا في هذا المجال، وينتج 70 في المائة من الحاجيات المحلية وطنيا، فضلا عن تصدير الأدوية".
وأكد أن المغرب يتجه بخطوات ثابتة نحو تحقيق السيادة في اللقاحات وفي الأدوية البيولوجية، فضلا عن تحقيق السيادة في الأدوية الجينية مستقبلا، وذلك في حدود الثمان سنوات المقبلة، "إضافة إلى اشتغال المملكة على تحقيق السيادة في أدوات التشخيص والأجهزة الطبية، في إطار منظومة صحية متكاملة".
وعند التوفر على الأدوية البيولوجية والحيوية، يضيف حمضي، "يبدأ تطوير البحث العلمي بالمملكة والأبحاث السريرية، من أجل التمكن، على المستوى المعرفي، من توفير قاعدة أساسية ومهمة من البحث وتطوير العلوم بالبلاد، "وهذه العملية ستمكن الباحثين المغاربة من البقاء في المملكة، والباحثين المقيمين في الخارج من العودة إلى بلدهم وتطوير البحث العلمي داخله".
مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
الأنشطة الملكية
مجتمع