مجتمع
أرگان تارودانت يتحدى كورونا
28/09/2021 - 12:10
يونس أباعلي | فهد مرونأزمة مركبة
تصطدم تعاونيات الأرگان في تارودانت بثلاثة معيقات قاسية؛ فالمواد الأولية قلّت بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة بحدة في العامين الماضيين، أما التسويق فوجد أمامه حدودا مغلقة بسبب تداعيات كورونا، أما ثالث العوامل فهو هجرُ السياح لهذه المنطقة السياحية فقلّ الإقبال المحلي على منتوجات أركان.
تتعمّق الأزمة أكثر لأن نسبة 80 في المائة من منتوج أرگان تيوت، البعيدة عن تارودانت بحوالي 20 كلم، تُسوق نحو الخارج، وبالتالي فإن استمرار أزمة النقل بين الدول تُهدد هذه النسبة، في وقت لم تعد تُنظم المعارض الفلاحية، ما يعني انعدام تلك المناسبات التي تتيح زيادة نسبة التسويق.
لقد فقدت تيوت ذلك الإقبال الذي تمتاز به بسبب الجائحة، إذ لم تعد واحاتها وقصباتها التاريخية، وبحيرتها المعروفة، تستضيف السياح الأجانب الذي ينجذبون لمناخها وأراضيها التي تحتضن الواحات وأشجار الأرگان. أما السياحة الداخلية فشبه منعدمة.
كل هذه العوامل غير المساعدة تظهر في سعر هذه المادة العالمية، فقد ارتفع بشكل كبير ليصل إلى 350 درهما للتر الواحد، وأكثر من هذا في المناطق البعيدة التي يُسوق نحوها، تبعا لمصاريف النقل.
تقول أمينة أيت الطالب، رئيسة تعاونية تيتماتين بتيوت، في حديث مع SNRTnews، "لقد أثرت علينا أزمة كورونا كثيرا، نظرا لكون المنطقة سياحية، وأيضا لأننا نعتمد كثيرا على التسويق الخارجي، لقد ارتفع سعر الإنتاج لأن المادة الأولية قليلة بسبب الجفاف".
حتى أكادير بمميزاتها السياحية لم تتمكن من تسويق منتوجات أرگان تارودانت كما كانت تفعل، فقد كشفت أيت الطالب أن الرواج غاب عن متاجر التعاونية في أكادير، بشكل غير معهود، إلا من بعض المتعاقدين مع التعاونية.
الأمل في الشراكات
لم تصمد تعاونيات أرگان تيوت أمام هذه الأزمة المركبة، فقط تلك التي تجمعها شراكات مع الماركات العالمية هي القادرة على الصمود، لكن بنفس قصير، كما هو الشأن لتعاونية "تيتماتين" التي تعد الأكبر في تيوت. إذ تشير رئيستها، وهي تتحدث لـSNRTnews، إلى أن عقود الشراكة التي أبرمتها مع عدد من الشركات العالمية هي التي مازالت تبعث فيها الروح، لأن تزويدها بالمنتوجات مازال متواصلا.
فبفضل هذه الشراكات مازالت سيدات تيوت يشتغلن بشكل منتظم لاستخراج الذهب السائل، بطريقة يمتزج فيها التقليدي والعصري. فقد ارتقت عشرات النسوة باستعمالات وكيفيات إنتاج أركان إلى مستوى عصري متطور، رغم أن الأمر يستغرق ثلاثة أيام لكي تتمكن امرأة واحدة من طحن كمية تكفي للحصول على لتر واحد فقط.
وتأمل أيت الطالب في أن تلقى المنطقة وأشجارها وهذا العمل الجماعي، الذي أصبح مذرا لدخل عشرات الأسر، مزيدا من الدعم والحرص على ألا تزيد جائحة كورونا من ضرباتها، لكي يستمر استخراج الذهب من حبات الأرگان.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
اقتصاد