رياضة
لماذا عاد الشغب إلى الملاعب؟ .. باحث يكشف الأسباب
20/03/2022 - 10:27
صلاح الكومريبعد أقل من 15 يوما على إعلان عودة الجمهور إلى الملاعب، عادت أحداث الشغب، من جديد، لتعكر صفو المنافسة في كرة القدم الوطنية، ولتؤكد أن هذه الظاهرة، كانت ومازالت مستمرة، متخفية بين فئة من جماهير بعض الفرق الوطنية.
وكانت مباراة الجيش الملكي وضيفه المغرب الفاسي، الأحد 13 مارس 2022، في ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، شهدت، عقب نهايتها، أحداث شغب خطيرة، نتج عنها "إلحاق خسائر مادية بالعديد من مرافق الملعب، وإضرام النار في دراجة نارية، وتعييب وتكسير 33 مركبة وناقلة تتنوع ما بين مركبات تابعة للشرطة وسيارات أخرى في ملك الخواص كانت مستوقفة بالفضاءات الخارجية للملعب"، استنادا إلى بلاغ لولاية أمن الرباط.
كما حدثت أعمال شغب مماثلة، على هامش مباراة شباب المنصورية وضيفه المغرب الفاسي، يوم الأربعاء 16 مارس 2022، في الملعب البلدي بالمنصورية، في مباراة جمعت الفريقين برسم الجولة الـ23 من الدوري الوطني الأول هواة.
وعن أسباب عودة الشغب إلى الملاعب، من زاوية سوسيولوجية، اتصل موقع SNRTnews، بعبد الرحيم بورقية، باحث في علم الاجتماع، وأستاذ باحث بمعهد علوم الرياضة بجامعة الحسن الأول بسطات.
هو تفسيرك لعودة الشغب إلى الملاعب، بقوة، بعد سنتين من غياب الجمهور عن المدرجات؟
لا أعتقد أن ما حدث بالرباط والمنصورية، حدث في باقي ملاعب المملكة، ولنا في جماهير خريبكة وآسفي وبرشيد والسوالم خير مثال على الالتزام والانضباط، دون اغفال جماهير البيضاء التي عادت إلى المدرجات وأثثت مركب محمد الخامس كما ينبغي للاعب رقم 12 أن يكون، بأهازيج وإيقاعات احتفالية وحضارية.
أتفق في أن أعمال الشغب عادت للواجهة عبر بوابة فتح الملاعب؛ لكن دعني أوكد أن الملعب بريء تماما من ما يحدث، فليس الملعب هو الذي ينتج العنف، لكن يظل المكان الأنسب للقيام به لتواجد مجموعة من الجانحين، ولتوفر فرصة الانصهار.
العنف موجود في كل مكان، ولنا في طريقة تعاملنا مع بعضنا البعض خير دليل، في المنزل وفي الحي والمدرسة والشارع، وكيف يتحدث الأب والأم مع الأبناء والعكس، أثناء القيادة في الطريق. لهذا يجب أن نتساءل عن كيف ليافعين ومراهقين يتحدثون لغة العنف في كل مكان؟ لأنه نتيجة سلوك وتربية دأبوا عليها، وهؤلاء المشاغبين هم منتوج اجتماعي خالص.
هل قرار عودة الجمهور إلى الملاعب، بطاقة استيعابية كاملة، كان صائبا بعد سنتين من الغياب؟ وهل كان من الممكن، مثلا، العمل على عودة الجمهور تدريجيا بطاقة استيعابية منخفضة، تفاديا لأي أحداث؟
لا أعتقد أن هذا هو مكمن الخلل، لأن المشاغب المشحون، الذي يضمر الشر للآخر ويريد إلحاق الأذى بالآخر والممتلكات، سيعمد إلى ذلك حتى لو تواجد مع 100 أو 200 مشجع.
ممارسة الشغب والجرم عامة، في وضعية التلبس، يكون، في الغالب، في مواجهة رجل الآمن، لأن المشاغب، يعرف أن رجل الأمن يمكن أن يتدخل لردعه برحمة، كما يمكنه اللجوء إلى أساليب أمنية للحد من خطورته وحركته، تصل إلى حد الضرر به باستعمال القوة أو السلاح.
هذا الآمر يتعذر في حالة تواجد العديد من المشاغبين، وهذا هو المشكل عند مواجهة شغب الملاعب، حيث يكون المشاغبون كثر، فمثلا في مواجهة عصابة خارج الملعب، يمكن لرجال الشرطة السيطرة والمحاصرة، الأمر ليس هينا، إذ تكون هناك حشود يصعب إيقافها، وتزداد الصعوبة بوجود أطفال وقاصرين، وإناث وآباء، تندس بينهم العناصر الجانحة.
قد يكون هناك عشرة عشرين أو أربعين مثيرا للشغب والعنف وسط المئات أو الآلاف التي جاءت من أجل الفرجة، وهذه الفئة يمكن أن يتخذها المشاغبون فرصة للذوبان والانصهار أو كمتاريس، وهنا يصعب على رجل الأمن التدخل وعزل هذه العناصر التي تمارس الشغب، ويختلط المشجع بالجانح.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة
رياضة