مجتمع
ملاك مغربي في الطريق السيار .. منقذ 3 إسبانيات يروي الحكاية
10/07/2022 - 09:10
يونس أباعلييصر الهاشطي، متحدثا لـSNRTnews، وهو سائق مهني ينطلق بشاحنته من طنجة إلى مالقا الإسبانية، ذهابا وإيابا، على أنه لم يفعل شيئا يستحق أن يوصف بهذا الوصف، وأن تطلق أسرة، تقطن في ضواحي مدينة مالقا، نداءات للبحث عنه هو وصديقه، لرد جميلٍ يقولان إنه واجبٌ لا غير.
في ذلك اليوم، وهو يسير على الطريق السيار، آتيا من الجزيرة الخضراء صوب تاراغونا، يحكي الهاشطي أنه بمجرد ما لمح سيارة متوقفة بدأت في الاحتراق، صرخ مخاطبا زميله "عتْق عتق"، قبل أن يُفرمل شاحنته العملاقة ويوقفها على اليمين، رغم أن ذلك يساوي أداء مخالفة في قانون السير الإسباني.
لكنه وزميله اتخذا كل ما تستدعيه حالة الاستثناء في حالة الخطر، وارتديا بذلة السلامة بلونها الأصفر، وأخذا معهما آلة إطفاء الحريق، وانطلقا نحو السيارة هناك في الجانب المعاكس.
قبل الوصول إليها، خاطر السائقان بحياتهما، كما يؤكد، لأن الطريق عبارة عن أربعة ممرات في كلا الاتجاهين، وتتميز بحركة مرور كثيفة، وسرعة عالية، لذلك بعد محاولات متعددة، تمكنا من العبور إلى مكان السيارة.
في لحظة وصولهما كانت فتاتان قد تمكنتا من الخروج، وبعد برهة خرجت ثالثة. عمرهن بين 17 و19 سنة. كن يصرخن، وفي حالة ذعر واختناق، وهن يبتعدن عن النيران، أما السائقان، ولأن هدفهما مان هو الإنقاذ، فقد شرعا في إطفاء الحريق، وفتح أبواب السيارة بآلة حديدية، وأخرجا كل أمتعة الفتيات. لقد ظنا أن هناك شخصا رابعا بداخلها، يقول الهاشطي واصفا ما حدث.
تمكن معاد الهاشطي ويوسف السني من السيطرة على الحريق، فيما كانت المعنيات يبكين ويحكين ما جرى ويجري، ويُوثقن لذلك بصور وفيديوهات، عبر الهاتف.
قال الهاشطي إنه وزميله انصرفا عندما أتمّا مهمتهما واطمأنا لحالة الفتيات، اللةاتي لم تعرفن عنهما إلا معلومة واحدة عندما سألنهما، هي أنهما مغربيان. وغادرا لاستكمال مسار طويل انتظرهما نحو مالقا، قبل العودة من جديد إلى طنجة.
بالنسبة لهما، فقد توقفت القصة هنا، إلا أنها كانت البداية بالنسبة لأسرة الفتاة صاحبة السيارة. فقد خرجت والدتها في فيديو تعرب عن تأثرها بما حصل، مطالبة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بكل معلومة تقودها إلى من وصفته بـ"الملاك" الذي أنقذ ابنتها وصديقاتها. وخاطبته "أنت ملاك بالنسبة لابنتي، أنا أريد أن أشكرك وممتنة لك بكل المودة. أعلم أنك مغربي ومسلم لأنك طبقت الأخلاق الإسلامية".
بعد ساعات قليلة من ذلك التدخل، بلغ إلى علمهما أنهما "مبحوث عنهما"، وصورهما منتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت الاتصالات تردهما تستفسر عما حدث.
أخيرا وصلت السيدة إلى رقم الهاشطي، فاتصلت به يوم الجمعة 8 يوليوز 2022، تلح على لقائه مع زميله.
رغم إصرارهما على أنهما لم يفعلا ما يستحق اللقاء، ظلت السيدة تصر على اللقاء، الذي لم يحددا له موعدا سوى التأكيد على أنهما سيكونان في الخزيرات وسط زحمة الشاحنات العابرة للقارات. إلا أن الصدفة، وحدها، هي التي لاقتهم. ففي لحظةٍ تفاجآ بالسيدة تقصدهما برفقة ابنتها وصديقاتها.
كان اللقاء مفعما بالمشاعر وتعابير الشكر اللامُنتهي، يقول، خصوصا أن الفتيات، بعدما استوعبن ما حصل، استغربن كيف لم تتوقف عربة واحدة في الاتجاه نفسه الذي توقفت فيه السيارة، لمساعدتهن، فيما السائقان انطلقا نحوهن من الاتجاه المعاكس.
مقالات ذات صلة
رياضة
مجتمع
مجتمع
مجتمع