مجتمع
المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات : حرائق الشمال استثنائية
25/07/2022 - 09:23
حليمة عامرما هي الإجراءات التي تتخذها الوكالة الوطنية للمياه والغابات للحد من حرائق الغابات قبل اندلاعها؟
قبل الخوض في الحديث عن الإجراءات التي تتخذها الوكالة الوطنية للمياه والغابات للحد من حرائق الغابات قبل اندلاعها، لا بد من الاشارة الى أن المغرب يعتبر من بين البلدان المتوسطية الرائدة في مجال تدبير حرائق الغابات، حيث راكم تجارب عديدة ويتوفر على الوسائل اللازمة والموارد البشرية المؤهلة لتدبير هذه الحرائق.
وللجواب على سؤالكم، فإن الوكالة الوطنية للمياه والغابات، وحرصا منها على الحد من أسباب حرائق الغابات والعوامل المؤدية اليها وتفادي عواقبها الوخيمة، تقوم طوال السنة، وبالتعاون مع شركائها، بعدة إجراءات استباقية، بناء على مقاربة مندمجة ترتكز أساسا على المحاور الأساسية التالية:
- تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر واللذان يشكلان مرحلة استراتيجية في عملية تدبير حرائق الغابات. فكلما كان التدخل سريعا كلما كانت السيطرة على الحريق أسهل وكلما كانت خسائره أقل.
- تهيئة الغابات لتمكين الفرق من التدخل العاجل للحد من انتشار الحرائق: مصدات النار وصيانة المسالك الغابوية وتهيئة نقط التزود بالماء واقتناء سيارات للتدخل السريع الأولي والقيام بالأشغال الحرجية؛
- اعتماد نظام معلوماتي يمكن من بلورة خرائط استباقية تحدد المجالات الغابوية الأكثر تعرضا لمخاطر الحرائق بتعاون مع مديرية الأرصاد الجوية الوطنية لأجل تعبئة أنجع لوسائل الإنذار والتدخل؛
- القيام بحملات لتوعية وتحسيس الساكنة المحلية ومُرتادي الغابة بأخطار وعواقب الحرائق من أجل تجنب إحداثها. حيث يتم الاعتماد على وسائل الاتصال السمعي البصري لتحسيس الناس أن بعض الأفعال البسيطة التي قد يقومون بها سهوا أو عمدا قد تؤدي الى أضرار جسيمة وعواقب وخيمة على المستوى الايكولوجي والاقتصادي والاجتماعي.
وماهي الاجراءات التي يتم اتخاذها عند وبعد اندلاع الحرائق؟
مباشرة بعد رصد اندلاع حريق في منطقة ما، تقوم الوكالة الوطنية للمياه والغابات بالتدخل العاجل، بتنسيق مع مختلف الشركاء؛ ممثلين في وزارة الداخلية، الوقاية المدنية، القوات الملكية الجوية، الدرك الملكي، القوات المسلحة الملكية، القوات المساعدة، السلطات الإقليمية والمحلية.
ويتم التدخل عبر أربع مستويات تحددها سرعة انتشار الحرائق، وذلك بتعبئة فرق التدخل السريع على المستويين البري والجوي مدعمين بطائرات "البومباردي" المجهزة خصيصا لمكافحة الحرائق والتابعة للقوات الملكية الجوية وكذلك بطائرات "توربو تروش" التابعة للدرك الملكي.
وفي إطار تطوير وسائل تدخلها ضد حرائق الغابات، قامت الوكالة الوطنية للمياه والغابات باقتناء طائرة من نوع "درون" من أجل رصد وتتبع الحرائق وتحديد أولويات التدخل بناء على ذلك بعد دراسة وتحليل الصور تحت الحمراء. وقد تم استعمال هذه الطائرة للمرة الأولى خلال مواجهة حرائق شمال المغرب.
بخصوص الحرائق التي عرفتها مناطق الشمال، ما هي حصيلة تدخل الوكالة الوطنية للمياه والغابات؟
قبل الخوض في حصيلة تدخل الوكالة الوطنية للمياه والغابات، لا بد من التذكير أن الحرائق التي عرفتها مناطق الشمال هذه السنة كانت استثنائية بالنظر إلى المساحات الكبيرة المتضررة.
كما أن هذه الحرائق اندلعت في وقت واحد مما جعلها تتطلب جهودا أكبر لاحتوائها، خصوصا بالنظر إلى الإكراهات المتعلقة بحماية الساكنة والتي تشكل الأولوية الكبرى.
وللتذكير، فان المغرب لم يعرف أبدا في السابق حريقا واحدا امتد على مساحة 7800 هكتار، والذي سجل هذه السنة بالقلة (إقليم العرائش)، والذي تميز بقوته غير المسبوقة وسرعة انتشاره.
كما تجدر الإشارة الى أن المساحة الاجمالية المتضررة بلغت حوالي 9200 هكتار. وقد انصبت الجهود الميدانية، في جزء مهم منها، على تأمين سلامة الدواوير المجاورة للحرائق والحفاظ على ممتلكاتهم، حيث تم، وبشكل استباقي إخلاء 20 دوارا وإجلاء حوالي 1300 عائلة.
ومن أجل مواجهة هذه الحرائق، تمّت تعبئة حوالي 3500 عنصرا من الوكالة الوطنية للمياه والغابات ومختلف الشركاء الذين سبق ذكرهم، من أجل التدخل البري والجوي معززين بحوالي 296 من الآلات اللازمة للتدخل (شاحنات الإطفاء وشاحنات مزودة بخزانات المياه وسيارات التدخل السريع...)، كما تمت الاستعانة بـ5 طائرات "كنادير" و8 طائرات من نوع "توربو تراش" تابعة للدرك الملكي وطائرة "الدرون" التابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات.
وبالرغم من كل ما سبق ذكره، فلا بد من التذكير بأن المغرب تمكن من التقليل من الأضرار الناجمة عن هذه الحرائق مقارنة مع الأخطار الحقيقية التي كان من الممكن حدوثها. حيث أن المساحة الاجمالية لهذه الحرائق لم تتجاوز 8% من المساحة الاجمالية المهددة لو لم يتم تطويقها في الوقت المناسب.
وما هي الاجراءات التي سيتم اتخاذها حاليا من أجل تعويض المجالات الغابوية التي تعرضت للحرائق؟ وهل سيتم تشجير هذه المجالات؟
بصفة عامة، يتم دائما اعادة تأهيل المنظومات المتضررة وإعادة التشجير كلما استلزم الأمر ذلك. فمباشرة بعد أي حريق، تتم دراسة الخسائر وتقييمها من أجل تحديد سيناريوهات التدخل.
أما بخصوص المناطق الغابوية الي تضررت من الحرائق التي عرفها شمال المغرب خلال الشهر الجاري فقد تم يوم الجمعة 22 يوليوز 2022 التوقيع، بحضور رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، على اتفاقية حكومية بين وزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ووزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات. كما وقع على هذه الاتفاقية، بالإضافة إلى والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ووالي جهة فاس-مكناس، رئيسا الجهتين المعنيتين.
وتهدف هذه الاتفاقية الى إعادة تأهيل الغابات التي شملتها الحرائق ومواكبة الساكنة المتضررة، عن طريق عدة إجراءات نذكر منها: مساعدات مباشرة من أجل إعادة بناء المنازل وتوزيع أعلاف للماشية وخلايا نحل...
وتجدر الإشارة الى أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات تعتزم، في إطار اعادة تأهيل المنظومات المتضررة، الاعتماد على الأصناف الغابوية المتأقلمة مع الخصوصيات الطبيعية لكل منطقة بداية من موسم التشجير المقبل وعلى مدى ثلاث سنوات.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع