مجتمع
أزمة الماء .. دعوات لتثمين الخطارات وإحياء العيون المطمورة
21/08/2022 - 12:21
مراد كراخيقال عبد الحكيم الفيلالي، الأستاذ بالكلية متعددة التخصصات بخريبكة، إن الوضعية المائية الحالية فرضت اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاستعجالية تتمثل في ترشيد استعمال الماء بالمدن عبر منع استغلال المياه الصالحة للشرب في سقي المساحات الخضراء وبمحلات غسيل السيارات، إضافة إلى تسريع إحداث محطات معالجة المياه العادمة.
وبالعالم القروي، أفاد الفيلالي في تصريح لـSNRTnews، أن السلطات المعنية بصدد تقنين استخدام الآبار، ومنع المزروعات الدخيلة على المناطق الصحراوية التي تساهم في استنزاف الفرشة الباطنية، بالإضافة إلى مضاعفة الجهود من أجل وقف حفر الآبار العشوائية، خاصة أن وزارة التجهيز والماء تقر بكون 91 بالمائة من الآبار غير مرخصة.
وإلى جانب الإجراءات السالفة الذكر، أوضح الأستاذ بالكلية متعددة التخصصات بخريبكة، أن الظرفية الحالية تتطلب إيجاد حلول موازية أبرزها إحياء منابع المياه الطبيعية التي تعرضت للطمر ببعض المدن بفعل الأشغال، إضافة إلى إحياء الخطارات بالمناطق الصحراوية.
وأبرز أن مختلف الفرقاء مطالبون بأخذ المتغيرات الطبيعية بعين الاعتبار في عملية التهيئة المجالية، فأشغال التهيئة التي عرفتها بعض المدن خلال السنين الأخيرة، خصوصا الدارالبيضاء، تمت على حساب طمر عدة منابع للمياه يفوق عددها 17 عينا.
وتابع المتحدث ذاته، أن الظرفية الحالية فرضت أهمية الاعتماد على طرق الري التقليدية، المتمثلة أساسا في السواقي والخطارات، التي خصصت لها الحكومة 255 مليون درهم لصيانتها وإعادة تأهيلها.
وأفاد بأن الخطارات تعد تراثا إنسانيا حضاريا ينم عن عبقرية الانسان الواحي، خاصة مدى قدرته على التكيف مع خصائص البيئة الجافة، فهي وسيلة وتقنية لنقل المياه عبر قناة باطنية تربط بين مجموعة من الآبار، تساهم بشكل كبير في التقليص من تبخر الماء من خلال نقله دون استخدام طاقة ملوثة.
ويتم حفر الخطارات باليد، وتبنى على شكل رواق أفقي تحت أرضي من منحدر خفيف يمتد لعدة كيلومترات، وتسمح بنقل المياه الجوفية بشكل جاذبي عبر الصحراء القاحلة من أجل بناء وسقي واحة معينة، وهي لا تحتاج الى أي مجهود ميكانيكي وبالتالي فهي لا تتسبب في انبعاث أي غازات مسببة للاحتباس الحراري.
وتابع أن الخطارات التي ساهمت في تأمين تزويد الأراضي الفلاحية بمياه السقي لسنوات باتت تعاني الإهمال خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن عدة عوامل ساهمت في ذلك منها الاعتماد على الثقوب والآبار الفردية، والتوسع العمراني، حيث أصبحت الخطارات تتموقع داخل الدواوير وهو ما ساهم في طمرها أو تحويل بعضها إلى مطرح للنفايات.
وخلُص عبد الحكيم الفيلالي، إلى أن إعادة تأهيل الخطارات ومصادر المياه المطمورة من شأنه أن يساهم في تشجيع استقرار السكان خصوصا بالمناطق الواحية، من خلال تأمين الحاجيات المائية خاصة في السقي، وفي الاقتصاد في طاقة جلب الماء.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع