رياضة
مونديال.. تمغربيت تذهل العالم
15/12/2022 - 11:06
يونس أباعليفي سوق "واقف" بالدوحة، الذي يظل مكتظا بكل الجنسيات، وقف العالم للاستماع للنشيد الوطني، وزغاريد المشجعات والمشجعين المغاربة، ولأغانينا المحلية، وإيقاعها الذي جرتهم حرارته إليه، فدفع الأوروبي والأمريكي والآسيوي والخليجي إلى الرقص مرحا على نغمات "الراي" و"الشعبي"، وإن لم يفهم المعاني، المهم أنه فهم أنها ثقافة بلد، هكذا يعبر عنها.
إحدى حلقات برنامج تلفزي لقناة "بيين سبورت" القطرية، فرض عليها التاج السوسي المرصع بـ"اللوبان" والفضة و"تالحايكت" الابتعاد عن روتين الكرة والتكتيك والفرق.
هذا اللباس الأمازيغي الفريد جذب الانتباه حين ارتدته مشجعة اتجهت إلى قطر لتشجيع المنتخب، فلحقتها عدسات الكاميرات والتقطت صورا مع الذين أعجبوا بالزي وحُليه.
لذلك اختار البرنامج أن تحل ضيفة في البلاطو، لتحكي عن ثقافة يعكسها زي فريد ومتميز بألوانه. ومن خلاله شرحت للمُشاهد تفاصيل ثقافة منطقة تسمى "سوس" حلّت بقطر.
في محلات الدوحة احتلت التذكارات التراثية المغربية مكانا لها بين موروثات الخليج. اشتراها الأجانب ليحملوها إلى بلدانهم، هي والطربوش المغربي والعلم الوطني الذي لوحوا به.
في ميترو لوسيل، الذي تلتقي فيه ثقافات العالم، للعبور من مدينة إلى أخرى، رُددت شعارات ألتراس الرجاء والوداد والجيش الملكي، وغيرها من الأندية، وتماهى العالم مع ثقافة التشجيع التي انتقلت من مدرجات مركبات محمد الخامس والأمير مولاي عبد الله وغيرها إلى ملاعب الثمامة والبيت والمدينة التعليمية.
مع استمرار حضور المنتخب في المنافسات، ازداد عدد المغاربة في قطر، ومع تواصل التألق ازداد منسوب الوطنية والافتخار، وأراد كل من وجد هناك أن يقول للعالم إنني مغربي، فذاك اختار الظهور وسط الحشود بالجلابة، وأخريات حرصن على ارتداء القفطان وإطلاق الزغرودة الخاصة بنا، وغيرهم يناولون من يقصدهم كؤوس الشاي المغرب ويتذوقون أكلات المطبخ المغربي.
المغاربة ليسوا وحدهم الذين سوقوا لثقافتهم، إذ لم يرتد الأجانب اللباس الخليجي فقط، بل ارتدوا حتى الطربوش والقميص الوطني، وأثارتهم زخرفات التراث اللامادي المغربي الموجود في الملابس.
أمهات اللاعبين، اللاتي يركض نحوهن أبنائهن بعد كل لقاء، هن الأخريات حملن معهن إلى قطر ثقافة من نوع آخر. ثقافة الأسرة المغربية، التي تضع الأم في مقام أعلى، وتؤمن بأنها مفتاح كل نجاح.
والأكيد أن المونديال جعل الفضول يدفع الأجانب إلى البحث عنا، وسيتساءل لماذا تفاعلنا بهذه الطريقة في المونديال، ولماذا تألقنا.
وبالبحث سيكتشفون مزيدا من ثقافتنا وقيمنا التي عرّفنا بجزء منها.
مقالات ذات صلة
رياضة
نمط الحياة
رياضة
نمط الحياة