مقاومة للجفاف .. الإعلان عن تسجيل 6 أصناف من بذور الحبوب

الأصناف الستة الجديدة التي تم تطويرها، أعلن عن مميزاتها كل من المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، والمعهد الوطني للبحث الزراعي ومقاولة بنشعيب للبذور، في ندوة صحفية أمس الأربعاء، إذ أكدوا أنها أصناف واعدة من بذور القمح الصلب والشعير تقاوم الجفاف، وبالتالي محصولا وفيرا بخصائص متميزة.

الصنف الأول من القمح أطلق عليه اسم "nachit"، وهو صادر عن المعهد الوطني للبحث الزراعي، مشتق من صنف Farro الموجود في سوريا، والذي يتميز بحبوبه الكبيرة وجذور عميقة يمكنها أن تجمع الماء. 

وأكدت الأبحاث أن هذا الصنف يلائم الهضاب الشمالية للمغرب والمنطقة السقوية في بني ملال، وسيسمح بتوفير غلة كبيرة.

أما الصنف الثاني فيحمل اسم "Jabal"، أصدرته "مقاولة بنشعيب للبذور"، وهو نوع شديد الصلابة، ويتميز بحجمه الكبير، يُتيح توفير غلة كبيرة من التبن. وقد أظهرت الأبحاث أنه مناسب لتربة منطقة الأطلس والمناطق الجنوبية.

ثالث الأصناف المطورة من الحبوب المقاومة للجفاف، يحمل اسم "Jawahir"، أصدره المعهد الوطني للبحث الزراعي سنة 2022، وقد اعتُبر من أفضل الأصناف إنتاجية، ويتميز بمقاومته للحشرة الخطيرة "la mouche de hesse". هذا الصنف أكدت الأبحاث أنه مناسب لتربة منطقة سطات وآسفي.

أما بخصوص الشعير، فتم الإعلان عن أصناف مقاومة أيضا للجفاف، أولها "CHIFAA"، الذي طرحه المعهد الوطني للبحث الزراعي في 2016، والذي أكدت الأبحاث أنه ملائم للتغذية وأيضا استعماله كعلف. 

هذا الصنف له خصائص وراثية لنوع يُزرع في مرتفعات النيبال، خال من القشور حيث ينفصل غلافها بسهولة أكبر، مما يسمح بدرس الحبوب بسرعة أكبر.

 الصنف الآخر من الشعير يحمل اسم "Assiya"، طرحه المعهد نفسه سنة 2016، وتقول الأبحاث إنه مثالي للتغذية وأيضا للأعلاف، حيث تعطي هذه الحبوب مردودية عالية خلال الحصاد من حيث الحبوب والتبن، حتى في ظروف الجفاف الصعبة. كما تتميز بمقاومة جيدة جدا لمرض خطير.

كما يوجد صنف باسم "Khnata"، طرحه المعهد الوطني للبحث الزراعي سنة 2017، وهو من أصناف الشعير المثالية لتغذية الإنسان. ويتميز باحتوائه على نسبة عالية من الكربوهيدرات. كما يوفر غلات عالية عند الحصاد، مما سيمكن من زيادة مداخيل الفلاحين، فضلا عن قدرتهم على الصمود بفضل إنتاج كبير من التبن.

وأكد فيليبو باسي، عالم رئيس في المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، خلال تقديمه هذه الأصناف، أن الأبحاث لإخراج هذه الأصناف استمرت عشر سنوات، في إطار خطة الجيل الأخضر، سعيا إلى تحقيق السيادة الغذائية. 

وأضاف أن هذه الأصناف تم تطويرها من خلال بنك الجينات الخاص بالحبوب التابع للمركز، وتمت تجربتها في عدد من المناطق والمواسم التي عرفت جفافا شديدا.

وقال المركز إن التجارب جرت في أكثر من 30 حقلا، شارك فيها العشرات من الفلاحين والمزارعين. 

يشار إلى أن المركز الدولي للأبحاث الزراعية بالمناطق الجافة هو منظمة عالمية للبحث من أجل التنمية طورت، منذ إنشائها سنة 1977 كمنظمة غير ربحية، مشاريع بحثية من أجل التنمية في أكثر من 50 دولة حول العالم في المناطق ذات المناخ الجاف، من المغرب في شمال إفريقيا إلى بنغلاديش في جنوب آسيا. وتتمثل مهمة هذا المركز في توفير حلول علمية مبتكرة لتحسين سبل عيش الأشخاص ذوي الموارد القليلة في المناطق الجافة.