فن و ثقافة
فاس ذاكرة الروح وأنفاس المكان.. جديد الإعلامي نزار الفراوي
12/04/2023 - 09:51
إكرام زايد
"فاس.. ذاكرة الروح وأنفاس المكان"، هو عنوان المؤلف الجديد للإعلامي والباحث في العلاقات الدولية نزار الفراوي، الصادر عن منشورات سليكي – طنجة، والذي سيعرض للبيع في مختلف مكتبات المملكة ابتداء من الأسبوع المقبل.
يعد مؤلف نزار الفراوي الجديد "فاس.. ذاكرة الروح وانفاس المكان"، تعبيرا عن رؤية متجددة للمكان الذي يراه المرء بعين الطفولة الساذجة، ثم يعيد اكتشافه كلما تقدم وعيه وإدراكه للكنوز المادية والرمزية التي يختزنها.
فاس.. وجود يتعدى الحضور المكاني
عن دوافع الكتابة عن فاس، يشرح نزار الفراوي قائلا "أنا لا أنحدر من فاس، ولم أعش طفولتي المبكرة فيها، غير أن الذاكرة تحتفظ بمشاهد من زيارات عائلية فاتنة تقودنا من قرية أبا محمد إلى أزقتها العتيقة ثم إلى شطرها الحديث".
مضيفا بقوله "رغم أننا انتقلنا إلى فاس لاحقا، فإني احتفظت دائما بنظرة ذلك السائح الذي يكرر زياراته للمكان، ويندهش دائما لخصوبة الإرث التاريخي والحضاري لمدينة جديرة بموقع طليعي ضمن أفخم المواقع الحضارية عبر العالم".
جضور مدينة فاس في كتاب الفراوي الجديد لا يقتصر على الفضاء المكاني، لأنه ينفتح على مجموعة من البورتريهات لشخصيات قديمة ومعاصرة، شهيرة أو بسيطة، ترتبط بشكل خاص بفاس وتؤثر على نحو قوي في نسيجها الثقافي. كما أن الكتاب محاولة لإثارة الانتباه ودعوة للأساتذة المبدعين والمبدعات من أبناء فاس ومختلف المدن، على الالتفات إلى النفائس التي نقيم فيها والتي تندثر في صمت.
حضور الذاتية على صفحات الكتاب
يعكس كتاب "فاس.. ذاكرة الروح وأنفاس المكان" بعض الجوانب الذاتية من حياة مؤلفه، ولهذا يستحضر الفراوي الدور المهم الذي لعبه والده الشاعر الخمار الفراوي، في فتح عينيه على مكامن الجمال والتميز في فضاءات المدينة العتيقة بالخصوص. وهو الذي تابع دراسته في ثانوية مولاي ادريس المجاورة لقلب المنطقة التراثية لفاس، وواحدة من أهم مشاتل النخبة المغربية بعد الاستقلال.
مزاوجة بين الحس الصحافي ونظيره الأدبي
اعتمد نزار الفراوي في إصداره على التكامل بين تقنيات السرد الصحافي والفيض الشعري، والكتابة التقريرية التي تستدعي المعلومة التاريخية والبورتريه الأدبي.
لقد كان كتاب "فاس .. ذاكرة الروح وانفاس المكان" عبارة عن أوراق مستقلة نشر بعضها سلفا، لكن العزم كان معقودا منذ البداية على ضم هذه النصوص التي يوحدها فضاء فاس.
يقول "أشعر بمتعة خاصة في كتابة البورتريه، ولذلك حرصت على التعامل مع المكان بروح كائن حي ينبض ويحكي ويتفاعل. لم يفارقني الحس الصحفي، بل بالعكس كان دليلا فعالا في هذه الزيارة التي انطوت على حوار مع معالم المكان وشخوصه، المعاصرة منها والغابرة".
بين البحث الأكاديمي والجانب الأدبي
يتسم كتاب "فاس .. ذاكرة الروح وانفاس المكان" بنزعة أدبية، بعد كتابين تناولا قضايا تهم تكوين نزار الفراوي الجامعي في مجال العلاقات الدولية والعلوم السياسية. ويتعلق الأمر بكتابي "العولمة وأزمة الدولة الوطنية" و"الصين..زعامة القرن".
يقول "يعكس الأمر طبيعة تكويني الذي تراوح دائما بين الدراسات العليا بمناهجها واهتماماتها وأسلوبها التقريري البحثي، وبين شغف القراءة الأدبية ومتابعة الشأن الثقافي بمختلف تعبيراته. ولعل هذه الحساسية الثقافية هي ما قادني إلى محاولة استنطاق روح المكان في مدينة فاس".


مقالات ذات صلة
فن و ثقافة
فن و ثقافة
فن و ثقافة
فن و ثقافة