اقتصاد
وكالات كراء السيارات .. هل تجاوزت أزمة كورونا؟
12/07/2023 - 17:54
وئام فراجتشهد عادة وكالات كراء السيارات خلال فصل الصيف انتعاشة استثنائية، بفضل عودة مغاربة العالم وإقبال السياح من مختلف الجنسيات على المغرب لقضاء عطلة فصل الصيف، فكيف هو الوضع هذه السنة؟ وهل تمكنت الوكالات من تجاوز أزمة كوفيد-19؟
أكد طارق دبليج، رئيس فيدرالية وكالات كراء السيارات بدون سائق، أن الوكالات تسجل ركودا غير مسبوق مقارنة بالسنة الماضية وسنوات ما قبل كورونا، مشيرا إلى أنها لم تحقق أي انتعاش ولا تسجل إقبالا من طرف السياح لعدة عوامل.
3 عوامل
وأوضح دبليج، في تصريح لـSNRTnews، أن 3 عوامل أساسية تسببت في هذا الركود الذي يعد الأول من نوعه في شهر يوليوز، يتجلى أولها في ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بشكل كبير هذه السنة، بحيث تضاعفت هذه الأسعار 3 مرات مقارنة بالسنوات الماضية.
أما العامل الثاني، فيتجلى في كون البلدان الخمسة التقليدية التي تفضل الوجهة المغربية في فصل الصيف؛ وهي فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وإنجلترا وألمانيا تشهد تضخما كبيرا، ما انعكس سلبا على القدرة الشرائية لمواطنيها وأدى إلى التقليل من نفقات السفر.
وفي ما يتعلق بالعامل الثالث، يرى دبليج أنه يرتبط بارتفاع أسعار الفنادق أيضا، مبرزا أن أثمنة المبيت مرتفعة في مختلف المدن المغربية التي تستقطب السياح الأجانب.
وأشار إلى أن هذه العوامل، خصوصا غلاء تذاكر الطيران، جعلت معظم مغاربة العالم، يسافرون بسياراتهم عبر البواخر دون الحاجة إلى تحمل مصاريف إضافية.
وبما أن وكالات كراء السيارات ترتبط أساسا بالقطاع السياحي، يقول دبليج، فالحجوزات إلى حدود الآن قليلة أو شبه منعدمة سواء المتعلقة بشهر يوليوز أو شهر غشت.
أما بالنسبة للسائح الداخلي، يرى المتحدث ذاته أنه لا يقبل على كراء السيارات، لافتا إلى أن 78 في المائة من حجم معاملات القطاع يتم مع السياح أو مغاربة العالم.
5 سنوات للتعافي
وعلى مستوى الأسعار، أكد رئيس فيدرالية وكالات كراء السيارات بدون سائق أنها تراجعت هذه السنة، محذرا من وجود من سماهم بـ"السماسرة"، أو الوسطاء الذين يساهمون في ارتفاع أسعار كراء السيارات، لافتا إلى أنهم يتمركزون خصوصا بالمطارات وينصبون على السياح عبر فرض أثمنة مرتفعة.
وأبرز دبليج، أن هؤلاء "السماسرة" يشوهون صورة وكالات الأسفار الذين يقدمون عروضا بأثمنة مناسبة، مشيرا إلى أنهم يوجدون أيضا في مواقع التواصل الاجتماعي على غرار بعض الصفحات الفايسبوكية.
وكمثال على تراجع أسعار كراء السيارات، يقول دبليج، "توجد سيارات من نوع "COMPACTE" في الأسبوع الممتد من 16 إلى 23 يوليوز بثمن 270 درهما لليوم، وذلك في وقت كانت تصل فيه هذه السيارات في الفترة ذاتها من السنوات الماضية إلى 400 درهما".
يشار إلى أن جائحة كورونا تسببت في أزمة لقطاع كراء السيارات مازالت تداعياتها مستمرة رغم الإقبال الذي سجلته السنة الماضية (سنة التعافي من الأزمة)، بحيث سجلت 6 آلاف شركة عجزا من أصل 7500 شركة موجودة في القطاع وذلك سنة 2022، وفق ما أكده رئيس الفيدرالية.
وأبرز دبليج أن آثار الجائحة لا يمكن أن تنمحي بفضل شهر أو فصل صيف واحد، مؤكدا أن تعافي القطاع يتطلب حوالي 5 سنوات، "إذ لن تعود الوكالات إلى حالتها الطبيعية وتستعيد عافيتها المالية قبل سنة 2027 أو 2028".
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
مجتمع