سياسة
حكمة ملكية..
20/07/2023 - 14:37
جمال الخنوسيعشنا هذا الأسبوع انتصارا جديدا للديبلوماسية الملكية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بحكمة وتبصر كبيرين، باعتراف دولة إسرائيل بمغربية الصحراء؛ لتلتحق، بالتالي، بكبريات الدول التي اقتنعت أننا أصحاب حق وشرعية، يؤكدها التاريخ وتدعمها روابط البيعة.
وبعد الموقف المشرف للولايات المتحدة الأمريكية، وإسبانيا، وألمانيا... وغيرها من الدول في القارات الخمس، التي اعتبرت مخطط الحكم الذاتي هو الحل الجاد، الموثوق والواقعي، الوحيد لهذا النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، جاء الدور على دولة إسرائيل لكي تعترف في رسالة واضحة بسيادة المملكة المغربية على صحرائها، و"النظر إيجابيا في فتح قنصلية بمدينة الداخلة".
وأكد الوزير الأول الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة. وشدد، أيضا، على أنه سيتم "إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية" بهذا القرار.
لقد رسم صاحب الجلالة معالم ديبلوماسيته الرشيدة حينما قال، في الخطاب السامي الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، في 20 غشت 2022: "أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات". وفي رسالته يوم، الأربعاء 19 يوليوز 2023، إلى الوزير الأول لدولة إسرائيل، أكد جلالته على القاعدة ذاتها بالقول إن قضية الصحراء المغربية تعتبر "القضية الوطنية للمملكة، وتتصدر أولويات سياستها الخارجية".
وها هي المملكة تجني ثمار رؤية ديبلوماسية ثاقبة تبناها صاحب الجلالة، وما فتئت تعطي أكلها بهذا الاعتراف الدولي الواسع الذي يقول عنه جلالته إنه "يدعم الأسانيد القانونية الحقة والحقوق التاريخية الراسخة للمغرب في أقاليمه الصحراوية"، مشيرا إلى أن السيادة الفعلية للدولة المغربية وروابط البيعة القانونية، التي ظلت تربط منذ عهود سلاطين وملوك المغرب والسكان المغاربة بهذه الأراضي العزيزة على قلوبهم، هي عناصر ثابتة لا يرقى إليها الشك.
وفي السياق نفسه، شدد صاحب الجلالة، رئيس لجنة القدس، على أهمية القضية الفلسطينية، التي يوليها جلالته عناية خاصة، وضرورة العمل من أجل إحلال السلام بالشرق الأوسط بحثا عن استقرار المنطقة، وتعايش الشعوب.
وقال صاحب الجلالة، في دعوته المفتوحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة المغرب، إن من شأن هذا اللقاء "أن يفتح إمكانيات جديدة للعلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل، كما سيشكل مناسبة لتعزيز آفاق السلام لفائدة جميع شعوب المنطقة، وذلك باستحضار مضمون الإعلان الثلاثي الموقع في 22 دجنبر 2020 بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل، بما في ذلك ما يتعلق بالمبادئ التوجيهية التي يجب أن تحكم تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني". وكان الإعلان الثلاثي قد أكد على موقف المملكة المغربية المتوازن والثابت بخصوص القضية الفلسطينية، الرامي إلى تسوية عادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وفق حل الدولتين، اللتين ستعيشان جنبا إلى جنب في أمن وأمان، مع الحفاظ على الطابع الخاص لمدينة القدس بالنسبة إلى الديانات السماوية الثلاث.
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة