مهرجان مراكش للفيلم.. دورة استثنائية وتميز للسينما المغربية

وتمكن جمهور المهرجان من اكتشاف 75 فيلما من 36 دولة موزعة على عدة أقسام: المسابقة الرسمية، العروض الاحتفالية، العروض الخاصة، القارة الحادية عشرة، بانوراما السينما المغربية، سينما الجمهور الناشئ، إضافة إلى الأفلام التي تم عرضها في إطار التكريمات.

السينما المغربية تتألق

توّجت السينما المغربية لأول مرة في تاريخ المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الجائزة الكبرى، عادت النجمة الذهبية، إذ عادت النجمة الذهبية للفيلم "كذب أبيض" للمخرجة المغربية أسماء المدير.

ويحكي فيلم "كذب أبيض" قصة واقعية للمخرجة أسماء المدير، حين تعود إلى منزل والديها بمدينة الدار البيضاء لمساعدتهما على الانتقال إلى بيت آخر، وحين شرعت في فرز أغراض طفولتها تجد صورة تجمع أطفالا في ساحة مدرسة، وتثير انتباهها فتاة تجلس على مقعد تنظر إلى الكاميرا بخجل.

وتعتبر هذه الصورة هي الوحيدة للمخرجة في مرحلة الطفولة، إلا أنها مقتنعة بأنها ليست هي الطفلة المتواجدة في الصورة، والتي ستصبح نقطة الانطلاق لتسلط الضوء على الأحداث الأليمة التي شهدتها مدينة الدار البيضاء سنة 1981.

وإضافة إلى أسماء المدير، عرفت هذه الدورة تتويج فيلم "عصابات" للمخرج المغربي كمال الأزرق، بجائزة لجنة التحكيم، مناصفة مع فيم "باي باي طبريا" للمخرجة الفلسطينية لينا سويلم.

ويصور فيلم "عصابات" المغامرة الليلية التي يعيشها أب وابنه في عدد من أحياء مدينة الدار البيضاء، حين يقومان بارتكاب أفعال إجرامية لصالح رئيس إحدى العصابات.

وآلت جائزة أفضل إخراج لراماتا تولاي سي، من السنغال، عن فيلم "بانيل وأداما"، وتوجت الممثلة الشابة أسيا زارا لاكومدزيا، من البوسنة والهرسك، بجائزة الأداء النسائي، عن فيلم "نزهة" للمخرجة أونا كونجاك، في ما توج الممثل التركي دوكا كاراكاس، بجائزة الأداء الرجالي عن فيلم "المهجع" للمخرج نهيرتونا.

برنامج غني وحضور مكثف

عرفت هذه الدورة مشاركة أعداد كبيرة من الجمهور التي شاهدت عروض الأفلام وحضرت مختلف فقرات المهرجان.

ووفق أرقام صادرة عن إدارة المهرجان، فقد تم خلال هذه الدورة اعتماد ما يقارب 21 ألف مشارك حصلوا على بطاقاتهم الإلكترونية بشكل مجاني، كما عرف المهرجان مشاركة ما يقارب 8000 طالب وطفل ومراهق من المنطقة، حضروا عروض الأفلام المبرمجة في قسم "سينما الجمهور الناشئ"، من بينهم 750 طفلا ينحدرون من منطقة الحوز.

وحظي بالتكريم في الدورة العشرين للمهرجان شخصيتان مرموقتان من السينما العالمية والمغربية، هما الممثل الدانماركي مادس ميكلسن، والمخرج المغربي فوزي بنسعيدي.

واستجابت العديد من الأسماء الشهيرة لدعوة مهرجان مراكش، من بينها 10 شخصيات شاركت في برنامج "حوار مع..."، مع كل من الممثل والمخرج الأسترالي سيمون بيكر، والمخرج المغربي فوزي بنسعيدي، والمخرج الفرنسي برتران بونيلو، والممثل الأمريكي ويليم دافو، والمخرج والمنتج الهندي أنوراغ كاشياب، والمخرجة اليابانية نعومي كاواسي، والممثل الدانماركي مادس ميكلسن، والممثل والمخرج الأمريكي - الدانماركي فيجو مورتنسن، والممثلة الاسكتلندية تيلدا سوينتون، والمخرج وكاتب السيناريو الروسي أندري زفياجينتسيف.

كما عرفت الدورة العشرون مشاركة متميزة للمهنيين المغاربة، الذين بلغ عددهم 900 مهني، وتغطية إعلامية مهمة، حيث تم اعتماد 163 منبرا إعلاميا، وحضور 518 صحفيا ومصورا، وصحفيا مراسلا مصورا، ومشاركة مصورين مغاربة وأجانب حضروا من جميع القارات.

ورشات الأطلس.. صناعة سينمائيي الغد

عرفت "ورشات الأطلس"، برنامج الصناعة السينمائية المخصص للمخرجين من القارة الإفريقية والعالم العربي، حضور أزيد من 300 خبير مهني دولي من أجل 25 مشروعا وفيلما في مرحلة التطوير أو في مرحلة التصوير من 11 دولة.

وسيق أن حصلت أسماء المدير الفائزة بالجائزة الكبرى للمهرجان، على جائزة الأطلس للتطوير (5000 أورو) سنة 2019، وعلى جائزة الأطلس لمرحلة ما بعد الإنتاج (20000 أورو) سنة 2021.

كما سبق للمخرج كمال الأزرق أن فاز سنة 2019، بجائزة Arte Kino التي تبلغ قيمتها 6000 أورو، كما شاركت المخرجة الفلسطينية لينا سويلم في "ورشات الأطلس" دورة 2022.

وعلى مدى دوراتها الستة، قامت "ورشات الأطلس" بمواكبة 136 مشروعا وفيلما سينمائيا، منها 57 مشروعا وفيلما مغربيا، وثلاثة من الأفلام المتوجة هذه السنة.

وخلال هذه الدورة، منحت ورشات الأطلس ثماني جوائز بلغت قيمتها الإجمالية 126 ألف أورو، حيث قررت لجنة التحكيم منح جوائز الأطلس الثلاثة الخاصة بالمشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج لأفلام MOTHERHOOD لمريم جوبور (تونس)، و THE VILLAGE NEXT TO PARADISE لمو هاراوي (الصومال)، و"الماجما" لميا بن دريمية (الجزائر).

ومنحت جوائز الأطلس الأربعة الخاصة بالتطوير، لأفلام أمنيجيا، لديما حمدان (فلسطين)، وTHE CAMEL DRIVING SCHOOL لحليمة ورديغي (المغرب)، وTHE PASSION OF ALINE لرقية مريم بالدي (السنغال)، وHOLD TIME FOR ME لفراديكي (أنغولا).

أما جائزة ARTEKINO الدولية، التي تقدمها القناة التلفزية الفرنسية الألمانية، فقد منحت لمشروع الفيلم في مرحلة التطوير IL PADRE SELVAGGIO لسامي بالوجي (جمهورية الكونغو الديمقراطية).