مجتمع
فاطمة المساعدي .. بنت الصحراء التي قهرت الإعاقة لتتوج بجائزة المجتمع المدني
11/12/2023 - 17:28
مراد كراخي
أعربت فاطمة المساعدي، المتوجة بجائزة المجتمع المدني في دورتها الخامسة برسم سنة 2023، عن فخرها بهذه الالتفاتة التي تُعد تتويجا لمسار طويل في مجال رعاية الأطفال في وضعية إعاقة، وللمرأة العاملة في هيئات المجتمع المدني بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وفازت فاطمة المساعدي بالجائزة الأولى في صنف الشخصيات المدنية، البالغة قيمتها 30 ألف درهم، وهي تشرف على مركز "أمباركة الزروالي للتربية والإدماج الاجتماعي"، بمدينة العيون، الهادف للمساهمة في تربية وتعليم الأطفال في وضعية إعاقة ذهنية، وتوحدية وسمعية، لمهارات الكتابة والقراءة والتواصل.
وقالت المساعدي، في حديثها لـSNRTnews، إن هذه الجائزة تتويج للمرأة المغربية التي تشتغل في هيئات المجتمع المدني، كما تُعد فرصة لتسليط الضوء أكثر على الأشخاص في وضعية إعاقة، ورفع الوعي السياسي لدى هذه الفئة للانخراط في تدبير الشأن العام.
وحول مركز "امباركة الزروالي للتربية والإدماج الاجتماعي"، أكدت أنه يقدم خدماته لحوالي 80 طفلا في وضعية إعاقة ذهنية وتوحدية وسمعية أو مركبة، من الجنسين، والذي ينحدر معظمهم من أسر فقيرة، موزعين على وحدات وفقا لطبيعة ودرجة الإعاقة.
ويستفيد هؤلاء الأطفال بالمركز، بشكل مجاني ويومي، من خدمات رعاية نهارية تشمل بصفة خاصة: الاستقبال والتوجيه، والتربية الخاصة والدامجة، والفحوصات الطبية والتمريض، والاستئناس المهني والتكوين الحرفي، والتأطير والتنشيط الفني والرياضي بهدف تحقيق الاستقلالية، والمواكبة الاجتماعية والإرشاد الأسري.

وجعلت المساعدي، الفاعلة المدنية والناشطة الحقوقية، من معاناتها الشخصية، منطلقا لتحقيق مسارها المميز، وتقول إنها حاملة لإعاقة حركية منذ ولادتها، حيث أن الحواجز المادية والثقافية حالت دون إتمام مسارها التعليمي لتترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة.
وتابعت أنه "بفضل إصراري وإيماني بأن الإعاقة ليست قدرا محتوما أو تصنيفا اجتماعيا، بل جزء من التنوع والطبيعة البشرية.. تجاوزت إعاقتي وتداركت ما فاتني، بعد انخراطي في العمل الجمعوي، واكتسابي العديد من المعارف خلال دورات تكوينية وتأهيلية، لتحقيق ذاتي وكسب الرهان".
وأصبحت المساعدي بذلك فاعلة مدنية وحقوقية هدفها مناهضة جميع أشكال التهميش والإقصاء والعنف المبني على الإعاقة أو النوع الاجتماعين.
وهي حاليا رئيسة جمعية "مساندة الأشخاص المعاقين" بالعيون، كما أنها عضوة مؤسسة للعديد من الجمعيات كالتحالف الوطني من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة وائتلاف الجنوب للنهوض بحقوق ذوي الإعاقة، كما حظيت بعضوية المرصد الوطني لحقوق الطفل، وباللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.
وعلى المستوى الدولي تم انتقاؤها مؤخرا ضمن الاتحاد العالمي للمعاقين WDU بالشارقة، كما شغلت عضوية معهد قيادة النساء العربية بعمان، بالأردن.
وتُسليم جائزة المجتمع المدني تثمينا للمبادرات الإبداعية لجمعيات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والشخصيات المدنية التي قدمت خدمات متميزة للمجتمع، ففي صنف الجمعيات والمنظمات المحلية، فازت بالجائزة الأولى "جمعية الأزهار لا للقرقوبي الاجتماعية الثقافية، وعادت الجائزة الثانية لفائدة "النسيج الجمعوي لجماعة إمي نولاون".
وفي صنف الجمعيات والمنظمات الوطنية كانت الجائزة الأولى من نصيب "جمعية الأوائل"، وعادت الجائزة الثانية لفائدة جمعية "تيبو المغرب"، وفي صنف جمعيات ومنظمات المغاربة المقيمين بالخارج
فازت بالجائزة الأولى"مؤسسة الإحسان"، وعادت الجائزة الثانية لفائدة "جمعية أطلس السوسيو ثقافية".
وفي صنف الشخصيات المدنية كانت الجائزة الأولى لفاطمة المساعدي، وعادت الجائزة الثانية لعبد الله وهبي، وفي صنف الشخصيات المدنية من المغاربة المقيمين بالخارج كانت الجائزة لحرمى خديجة، وعادت الجائزة الثانية لمحمد موطهر.

مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع