مجتمع
جمعيات المجتمع المدني .. عددها وأين وكيف تشتغل؟ مندوبية التخطيط تجيب
21/11/2023 - 17:07
حليمة عامر
شهد قطاع المؤسسات غير الهادفة للربح، المعروف عامة بالمجتمع المدني، تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ العدد الإجمالي لهذه المؤسسات برسم سنة 2019 ما يقارب 187.834 وحدة، مقابل 44.771 وحدة في سنة 2007، أي بمعدل نمو سنوي يساوي 12,7 في المائة.
وأفادت المندوبية السامية للتخطيط، في بحث وطني حول قطاع المؤسسات غير الهادفة للربح، أنه بلغ معدل نشاط هذه المؤسسات السالفة الذكر، خلال سنة 2019، نسبة 89 في المائة من بين 210.000 وحدة مكونة للقطاع.
وتوصلت مندوبية التخطيط أنه بعد ربط عدد المؤسسات غير الهادفة للربح النشيطة بحجم سكان المغرب لنفس السنة، تبين أنه يمثل معدل هذه المؤسسات 528 وحدة لكل 100.000 نسمة، مقابل 145 وحدة لكل 100.000 نسمة في سنة 2007، أي بمعدل نمو سنوي قدره 11,4 في المائة.
أين تنشط هذه المؤسسات؟
أبانت نتائج البحث أن قطاع النسيج الجمعوي يمثل أكثر من نصف هذه المؤسسات بنسبة 54 في المائة، مبرزة أن معظم هذه الجمعيات تتواجد بمختلف جهات المملكة، غير أن أكبر نسبة تتمركز بجهات الدار البيضاء-سطات نسبة 13,2 في المائة، متبوعة بجهة ومراكش-أسفي بنسبة 13,1 في المائة، ثم بجهة الرباط-سلا-القنيطرة بنسبة 12,4 في المائة، وفاس-مكناس بنسبة 12,8 في المائة، وسوس-ماسة بنسبة 12,4 في المائة.
وذكرت مندوبية التخطيط أن قطاع النسيج الجمعوي جذب أكثر من 41 مليون انخراطا خلال سنة 2019، أي بمعدل 219 انخراط لكل وحدة، كلها تقريبا لأشخاص ذاتيين بنسبة 99,5 في المائة، تمثل النساء 41 في المائة منهم.
وأظهرت نتائج البحث أن أكثر من ربع هذه الانخراطات تتمركز بجهة الرباط-سلا-القنيطرة التي سجلت أيضا أعلى متوسط لعدد الانخراطات بالنسبة للمؤسسة الواحدة (463 انخراط).
وبخصوص باقي القطاعات، ذكرت مندوبية التخطيط أنه تشكل أنشطة العمل الجمعوي في مجالات الثقافة والرياضة والترفيه نسبة 30,9 في المائة، بينما يشكل مجالا التنمية والسكن نسبة 27,6 في المائة، والتربية والبحث العلمي نسبة 14,4 في المائة.
ومن خلال توزيع الانخراطات حسب مجالات الأنشطة، لاحظت المندوبية أنه تم تسجيل ما يقارب انخراط واحد من أصل ثلاثة في مجال "الثقافة والرياضة والترفيه"، حيث جلب هذا المجال ما يقارب 13,5 مليون انخراط خلال 2019 بمعدل 232 انخراط لكل مؤسسة تنشط بهذا المجال.
وأفادت نتائج البحث أن 72,6 في المائة من الوحدات غير الهادفة للربح تقدم خدمات للساكنة المحلية وذلك على صعيد الحي أو الدوار أو الجماعة الحضرية أو الجماعة القروية. في حين أن 12,9 في المائة من هذه المؤسسات لها تغطية أوسع على مستوى العمالة أو الإقليم، و5,9 في المائة لها تغطية على مستوى الجهة، و7,9 في المائة تزاول أنشطة تغطي الصعيد الوطني و0,7 في المائة أنشطتها ذات إشعاع دولي.
وضعية هذه المؤسسات
لاحظت مندوبية التخطيط أنه بالرغم من النمو الذي عرفه النسيج الجمعوي في المغرب، إلا أن ظروف العمل غالبا ما تكون غير ملائمة للقيام بأنشطته بطريقة فعالة، حيث أن 54,7 في المائة من المؤسسات غير الهادفة للربح لا تتوفر على مقر للقيام بأنشطتها، بينما أن 9,2 في المائة تكتري مقرا لها، في ما تستعمل 9,5 في المائة من هذه المؤسسات مقرا في ملكها الخاص، بينما أن 26,6 في المائة من هذه الوحدات تشغل مقرا وضع رهن إشارتها بالمجان من طرف المؤسسات العمومية أو من طرف أحد أعضاءها.
وبخصوص التسيير المالي، توصلت مندوبية التخطيط إلى أن 96,7 في المائة من المؤسسات غير الهادفة للربح لا تتوفر على محاسبة وفق المعايير المعمول بها. مشيرة إلى أن نسبة المؤسسات غير الهادفة للربح المتوفرة على محاسبة منظمة تختلف من مجال نشاط إلى آخر، حيث تصل هذه النسبة إلى 51,4 في المائة في مجال" الأنشطة الدولية"، بينما لا يضم مجال" الدين" سوى 1,8 في المائة من هذه المؤسسات.
من المستفيد من هذه المؤسسات؟
جاء في تقرير المندوبية السامية للتخطيط أن 56,4 في المائة من المؤسسات غير الهادفة للربح تقدم خدماتها للأشخاص المنخرطين ولغير المنخرطين معا. كما تقدم 35,5 في المائة من هذه المؤسسات خدماتها للمنخرطين فقط، في حين أن 8,1 في المائة تقوم بأنشطة يستفيد منها وبشكل حصري لغير منخرطين.
وحسب الفئات العمرية للمستفيدين، توصل التقرير إلى أن 37,6 في المائة من المؤسسات غير الهادفة للربح تقدم خدماتها للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و35 سنة، بينما أن 45,2 في المائة من هذه المؤسسات تخصص خدمات لفئة الأطفال.
وبخصوص الفئات السوسيو مهنية، ذكرت مندوبية التخطيط أنه يستفيد الفلاحون من خدمات7,7 في المائة من المؤسسات غير الهادفة للربح، بينما يستفيد "الحرفيون التقليديون" و"العمال أو المستخدمون" وبنسب متساوية من خدمات 5,5 في المائة من هذه المؤسسات. في حين يستفيد الأشخاص في وضعية اقتصادية أو اجتماعية صعبة من خدمات حوالي 25,2 في المائة من المؤسسات غير الهادفة للربح.

مقالات ذات صلة
مجتمع
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد