فن و ثقافة
حميد نجاح .. فنان زاده الشغف
29/02/2024 - 16:51
مصطفى أزوكاحمهما قصرت المساحة الزمنية التي تخصص له في المسرح أو في الأفلام السينمائية أو المسلسلات التلفزيونية، كان الراحل حميد نجاح يترك أثرا طيبا لدى الجمهور، الذي يحدس لديه ذلك الشغف والإخلاص في أداء أدواره.
عندما شاع خبر وفاته أمس الأربعاء، ضاقت وسائط التواصل الاجتماعي بعبارات الحب تجاه الراحل، الذي خصه به كل من عرفه في الحياة أو شاهد أدواره في الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية أو عايش تضحياته الجسام في سبيل إيمانه بالفن.
رأى حميد نجاح النور في 1949 بحي سيدي معروف بالدار البيضاء، وسط أسرة متوسطة، متحدرة من الحوز. بدأ مساره الفني في 1965، حيث كانت البداية بدرب السلطان الذي احتضن العديد من الفنانين الذين أبدعوا بعد ذلك في المسرح والسينما والرواية.
في ذلك الحي تشرب أولى مبادىء فن المسرح، بمعية أسماء مثل أحمد حبشي ويوسف فاضل وعز الدين رفقي ومحمد السحماوي ومحمد بنبراهيم وزكي بلال وحوري حسين ومحمد جبران.
ساهم في تأسيس فرقة "المسرح الباسم" وكان يتدرب بمعية أصدقائه بدار الشباب بوشنتوف، قبل أن يؤسسوا فرقة "مجموعة 77"، التي ضمت أسماء مثل محمد قاوتي وسالم كويندي.
كان يحذوه الحلم والشغف مع أولئك الشباب، حيث بادروا إلى تقديم مسرحيات تركت صدى طيبا بين المهتمين مثل مسرحية "الزيرو" للراحل محمد جبران ومسرحية "حلاق درب الفقراء" للكاتب يوسف فاضل.
استفاد من تداريب مسرحية بالمعمورة بالرباط في السبعينيات من القرن الماضي. وتخلى عن الوظيفة في مكتب الكهرباء مذعنا لعشقه للمسرح، حيث هاجر إلى فرنسا من أجل دراسة الفن، وعاد إلى المغرب كي يمارس شغفه بالمسرح والسينما.
تألق في جميع الأعمال السينمائية التي شارك فيها مثل فيلم "الزفت" للطيب الصديقي، وفيلم "حلاق درب الفقراء" لمحمد الركاب، وفيلم "أحداث بلا دلالة" لمصطفى الدرقاوي، وفيلم "عاشت فرنسا" لمايكل يون، وفيلم "صمت الفراشات" لحميد باسكيط.
كما كان له حضور في العديد من الأعمال التلفزية من قبيل سيتكوم "زكي الخفة" و"نهار مبروك" وفبلم "عمي نوفل" وفيلم "الكونجي" وسلسلة "12 ساعة من الجحيم".
لم يكن حميد نجاح يكف عن تذكر من عبروا حياته الفنية والذين نسج معهم روابط صداقة فيها الكثير من الوفاء. لم يكن يرى سوى الجانب الخير في الناس والظرفيات الصعبة التي خبرها، ويؤكد أنه غير نادم على اختياره التمثيل رغم كل شىء.
لم يكن حميد نجاح، الذي عرف بأشعاره وخواطره التي يكتبها بالفرنسية ورسوماته وجدارياته، يعير اهتماما لما سيجنيه من مال من الفن. ففي أحد الأفلام طلب من المخرج أن يخفض أجره لأنه اعتبر أنه كان سخيا كثيرا معه، بل إنه كان يشارك في بعض الأدوار مجانا عندما يتعلق الأمر بمخرجين شباب بالكاد بدأوا في مسارهم الفني.
مقالات ذات صلة
مجتمع
فن و ثقافة
فن و ثقافة
فن و ثقافة