رياضة
أولمبياد طوكيو .. أكبر نجاح هو تنظيمها
12/07/2021 - 11:21
أ.ف.بتضمنت رحلة الألعاب المقبلة قائمة طويلة من التعقيدات، هددتها في بعض الأحيان من أن تصبح أول ألعاب حديثة بعد الحرب يتم الغاؤها.
قبل أقل من أسبوعين على حفل الافتتاح في 23 يوليوز، وفي حين أن المزاج بعيد كل البعد عن البهجة، قد يجد المنظمون سببا للاحتفال مع وضوح الصورة قبل بداية المنافسات.
كانت معركة شاقة منذ الإعلان غير المسبوق بتأجيل الألعاب لمدة سنة في مارس 2020، عندما بدأ حجم جائحة كورونا بالتوسع.
آنذاك كان هناك سبب للأمل في أن ينتهي الوباء قبل حفل الافتتاح، وأن تكون الألعاب "دليلا على انتصار البشرية على الفيروس"، بحسب المسؤولين اليابانيين. لكن تصاعد حدة الفيروس عالميا وظهور المزيد من المتحورات المعدية، خفضت من حدة هذه النغمة المنتصرة وأثارت معارضة متزايدة داخل البلاد.
في النصف الأول من السنة، وجدت استطلاعات الرأي أن معظم اليابانيين عارضوا إقامة الألعاب الصيف المقبل، مفضلين إما الإلغاء أو تأجيل إضافي.
لكن المسؤولين ضغطوا في الاتجاه المعاكس، مستضيفين تصفيات واختبارات متأخرة، كما بذلوا جهودا جبارة لصياغة قواعد لمكافحة تفشي الفيروس اعتبروا أنها ستحمي الحدث الكبير وتجعله آمنا.
وبعد وضع المنظمين حدا أقصى لعدد الجماهير المحلية، لا يتخطى عشرة آلاف متفرج في المنشأة الواحدة، كانت تحذيراتهم وامن أن الألعاب قد تقام وراء أبواب موصدة بحال تفشي الفيروس أكثر، في محلها، إذ عادوا وفرضوا حظرا على الجماهير المحلية في طوكيو.
وكان وصول الشعلة الأولمبية الجمعة الماضي حزينا، مع إبقاء الجماهير بعيدة عن الحفل المتواضع الذي أقيم في ملعب خال. ولا شك بأن غياب المتفرجين عن المدرجات سيجعل هذا الأولمبياد نسخة باهتة عن الاحتفالات السابقة.
وسيتم حظر الهتاف، ولا يمكن للرياضيين أن يتعانقوا أو يتصافحوا خلال الاحتفالات بتحقيق النصر. ويتعين عليهم ارتداء الكمامات طوال الوقت، باستثناء فترة تناول الطعام، النوم أو التنافس، ويسمح لهم فقط بالتنقل بين القرية الأولمبية وباقي المنشآت الرياضية. وتتراوح عقوبات انتهاك القواعد بين التحذير اللفظي والغرامات، إلى الإقصاء من الألعاب تماما.
وواجه الأولمبياد انتكاسات كثيرة منذ العام 2015، عندما أعيد مشروع بناء الملعب الرئيس إلى نقطة البداية نظرا لكلفته المرتفعة. وفي 2019، أعلن رئيس اللجنة التنظيمية للأولمبياد الياباني تسونيكازو تاكيدا استقالته نتيجة تحقيق فرنسي في دفعات بقيمة 2,3 مليون دولار لحصول طوكيو على شرف الاستضافة، ونفى المسؤول أي علاقة له بشبهات الفساد.
وكبد التأجيل الأولمبي وبروتوكول الحماية من تفشي كورونا نفقات إضافية بقيمة 2,6 مليار دولار، تضاف إلى ميزانية ثقيلة أصلا بلغت 14,9 مليار دولار، قد تجعل من ألعاب طوكيو الأغلى في التاريخ.
ويأمل رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا، الذي يخوض أول انتخابات بعد الألعاب، أن تحقق الأخيرة نجاحا يعزز مسيرته السياسية. وواجهت حكومته ضغوطات حيال أسلوب مواجهتها الجائحة، رغم أن اليابان شهدت تفشيا أقل من دول كثيرة، مع نحو 15 ألف حالة وفاة وتجنب عمليات الإغلاق القاسية.
وبدأت عملية التلقيح ببطء، ولم تفعل سوى بدءا من ماي الماضي، لكنها تسير بوتيرة أسرع الآن، حيث تم تطعيم نحو سبعة بالمائة من السكان بشكل كامل.
ولم يتلق سوى ما نسبته 15 في المائة من السكان اللقاح حتى الآن، فيما يخشى اختصاصيون أن يتسبب متحور "دلتا" بموجة جديدة يمكن أن ترهق الجسم الطبي.
ويعيش العديد من الخبراء في القطاع الصحي والرأي العام الياباني في خشية المخاطر المحتملة المرتبطة بمجيء حوالي 70 ألف شخص من الخارج للمشاركة في الألعاب، بدءا من الرياضيين ومدربيهم، مرورا بالممثلين الرسميين وانتهاء بالصحافيين من مختلف أقطار العالم، إذ سيخضع الجميع لقيود صارمة.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة