مجتمع
إبراهيمي.. فاسح للأمل في زمن الجائحة
11/04/2021 - 20:43
مراد كراخيالبروفيسور عز الدين إبراهيمي، مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، وعضو اللجنة العلمية، نال شهرة واسعة عند المغاربة منذ بداية "الجائحة" بسبب خرجاته، سواء عبر وسائل الإعلام أو من خلال تفاعله الإيجابي على مواقع التواصل الاجتماعي، التي قدم خلالها معطيات وشروحات علمية، بطريقة سهلة ومبسطة، مما ساهم في إزالة الغموض عن الكثير من المفاهيم.
مسار حافل لـ"ولد الشعب"
إبراهيمي أو "ولد الشعب"، كما يحب أن يصف نفسه، رأى النور بقرية الزواقين نواحي مدينة وزان، لينتقل بعدها رفقة عائلته إلى مدينة القصر الكبير، التي تلقى بها تعليمه بالمدرسة العمومية، بمؤسسة "التوحيد" المختلطة.
وتابع إبراهيمي دراسته بمدينة القصر الكبير، التي حصل بها على شهادة الباكالوريا من "الثانوية المحمدية"، حيث مكنه تفوقه الدراسي ومواظبته من الالتحاق بجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط، التي نال بها شهادة الإجازة عن شعبة "الميكروبيولوجيا".
توجه إبراهيمي بعد ذلك إلى الديار الفرنسية، التي استكمل بها دراساته العليا بجامعة نيس، حيث مكنه تميزه من الحصول على شهادة الدكتوراه في بداية التسعينات، عن سن 26 سنة فقط، ليقرر بعدها الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليحط الرحال بمدينة نيويورك التي صقل خلالها موهبته العلمية، ليصل إلى منصب أستاذ.
بعد هذا المسار المميز، قرر إبراهيمي العودة إلى المغرب، بعد قضائه 11 سنة بالديار الأمريكية، حيث قال، في حوارات صحافية، إنه اتخذ هذا القرار مباشرة بعد ازدياد ابنه الأول، ليدشن بعدها مسيرة مميزة بالمملكة، بدأها من الصفر، كما يقول، حيث اشتغل أستاذا مساعد، ثم تمكن من نيل منصب مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، الذي يشرف، من خلاله، على فريق علمي مغربي، كما تم تعيينه من طرف وزارة الصحة كعضو ضمن اللجنة العلمية الخاصة بتدبير جائحة "كورونا".
وللبروفيسور إبراهيمي أزيد من 120 منشورا في جرائد محكمة على المستوى الدولي و3 براءات اختراع، كما أنه يشتغل خبيرا لدى العديد من الهيئات الصحية والمؤسسات العلمية كمديرية الطب والصيدلة ومعهد باستور والمختبر الوطني للتحليلات التابع للدرك الملكي والوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي.
تميز خلال الجائحة
خلق إبراهيمي الحدث في زمن جائحة "كورونا"، من خلال إدارته لمختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة بمدينة الرباط، من الانخراط منذ بداية انتشار تفشي فيروس "كوفيد-19" في مجموعة من الأبحاث العلمية حول ماهية الوباء، ونشر عدد من نتائج الأبحاث في منشورات عالمية لفهم وفك شفرة فيروس "كورونا".
وتمكن الفريق العلمي بمختبر التكنولوجيا الحيوية الذي يرأسه إبراهيمي، بشراكة مع مختبر البكترولوجيا بالمستشفى العسكري بالرباط، من قراءة الجينوم الكامل لمجموعة من البكتيريات والفيروسات كبكتيريا داء السل وتسلسله بنسبة مائة في المائة، وجرى نشر هذه الأبحاث العلمية في أكبر المجلات العلمية الدولية، في خطوة اعتبرت سابقة علمية.
وإضافة إلى نجاحه العلمي المميز، عُرف إبراهيمي خلال الجائحة بتواصله الإيجابي وابتسامته المميزة، التي تبعث على التفاؤل والثقة، حيث ساهمت خرجاته، سواء على المنابر الإعلامية، أو من خلال تفاعله على مواقع التواصل الاجتماعي، في تبديد الغموض وتبسيط المفاهيم العلمية الصعبة للمواطن البسيط، كما ساهمت توضيحاته في نسف كثير من الإشاعات والمغالطات التي انتشرت على مواقع التواصل حول أهمية اللقاحات وفعاليتها، في مواجهة الفيروس.
وبعد صدور أي بلاغ من الجهات المعنية، بخصوص اتخاذ تدابير جديدة أو حدوث مستجدات بخصوص الوضعية الوبائية بالمغرب أو العالم، ينتظر كثيرون خروج إبراهيمي، الذي يفسر بأسلوبه البسيط والشيق هذه المستجدات، كما أنه يُعطي رأيه الذي يتّصف بالصراحة والوضوح والذي لا يوافق دائما ما يذهب إليه زملاؤه...
مقالات ذات صلة
واش بصح
مجتمع
مجتمع