مجتمع
ابن صوري.. "أمير مغربي" عاش العبودية بأمريكا
15/04/2021 - 12:43
SNRTnews
تتزامن حركة "حياة السود مهمة" في الولايات المتحدة، والدعوات من أجل تعويض ضحايا العبودية، مع تسليط السفارة الأمريكية في الرباط الضوء على جوانب مظلمة من تاريخ العلاقات بين الرباط وواشنطن، وذلك بمناسبة مرور 200 عام، على الصداقة بين البلدين، من خلال تقديم قصة "أمير مغربي" سقط في براثن العبودية في بلاد العم سام.
تبين السفارة الأمريكية أن الأمير عبد الرحمان إبراهيم، ابن صوري، كان يتحدر من البلد الذي يعرف اليوم بغينيا، إذ مكن الالتماس الذي تقدم به السلطان من تمتيعه بحريته، بعد قضائه لأربعين سنة في العبودية.
أسره الإسبان جنوب نهر السينغال، وتدخل السلطان العلوي مولاي عبدالرحمن لعتق "الأمير" من العبودية. ففي سنة 1828 أرسل السلطان المغربي مولاي عبد الرحمان رسالة للرئيس الأمريكي جون كوينسي آدامز، يلتمس فيها تحرير "أمير مغربي تم استعباده".
لا تخلو قصة ابن صوري من غرابة، فالشاب ألقي عليه القبض وعمره 26 عاما، خلال غارة عسكرية لجنود إسبان على مناطق جنوب نهر السينغال، ليباع عبدا بولاية مسيسيبي. وهناك سيسخر "الأمير العبد" تعليمه وفطنته ليدافع عن حريته.
سيلجأ عبدالرحمان ابن صوري إلى السلطان المغربي المولى عبدالرحمن من أجل التدخل له عند الرئيس الأمريكي لعتقه من العبودية، وبعد إطلاع القنصل الأمريكي بالمغرب للسلطان المغربي على فحوى رسالة من ابن صوري، تمكن السلطان من إقناع الرئيس الأمريكي بتحريره.
ووفق موقع التاريخ الأمريكي، حيث نجد القصة الكاملة لهذا الشاب الذي اختطفته القوات الإسبانية لتبيعه في ولاية ميسيسيبي، المحتلة حينها من طرف القوات الإسبانية، فقد تلقى ابن صوري تعليمه في تمبكتو، وبحلول الوقت الذي تم القبض عليه فيه، كان يتحدث خمس لغات على الأقل، وكان قائدا لجيش من 2000 فرد، تحت إمرة السلطان المغربي.
وصل ابن صوري إلى ناتشيز بولاية ميسيسيبي، بعد أن اختطف عام 1788 في فوتا جالون، في غينيا اليوم، وبيع لتجار العبيد مقابل عدد قليل من المسدسات ومشروب "الروم"، في ذروة تجارة الرقيق العالمية. فقد كان أُسر ما يقدر بنحو 80 ألف إفريقي، قيديوا و"شحنوا" عبر المحيط الأطلسي كل عام.
ورغم حجم تجارة الرقيق (كان ابن صوري واحدا من 12.5 مليون إفريقي أجبروا على ترك منازلهم وبيعوا للعالم الجديد بين عامي 1525 و1866)، إلا أن الروايات التفصيلية للأفراد الذين أُجبروا على العبودية محدودة، سيما عن العبيد المسلمين مثل ابن صوري، أو لم يتم تناولها كثيرا.
ما يجعل قصة ابن صوري استثنائية هو أنه كان أرستقراطيا متعلمًا بدرجة عالية، كما أن سعيه من أجل الحرية سيقوده في النهاية إلى اعتلاء هرم المشاهير الوطنيين الذين ناضلوا ضد العبودية.
بعد تدخل السلطان المغربي لعتقه، سيجمع هذا المغربي تبرعات لتمويل رحلة عودته إلى بلاده، غير أن بعض الأمريكيين، الذين ساعدوه في جمع تمويل رحلة العودة، اشترطوا عليه اعتناق المسيحية، وأن يقوم بترجمة الإنجيل إلى العربية قصد استعماله في حملات التبشير في غرب إفريقيا.
وبالفعل، سيبحر ابن صوري عبر المحيط الأطلسي عائدا إلى بلده، هذه المرة رجلا حرا، لكن عندما وصل إلى مونروفيا في ليبيريا، شهر مارس 1829، كان أول شيء فعله هو فتح سجادة الصلاة والانحناء على الأرض.
كان ابن صوري مريضا وضعيفا بسبب الرحلة، وقد أصيب بالحمى بعد أربعة أشهر فقط، ليموت في سن 67. ولم يتمكن من العودة إلى فوتا جالون في غينيا الحالية، ليرى أطفاله مرة أخرى.
بعد سنوات، اكتشف توماس، مؤسس المدرسة الأمريكية للصم، وهو من أمره بترجمة جزء من الإنجيل، أن ابن صوري لم يكتب في الواقع الصلاة الربانية عند إثبات التزامه بالمسيحية. وبدلا من ذلك قام بنسخ السورة الأولى من القرآن، وهي سورة الفاتحة.

مقالات ذات صلة
عالم
سياسة
واش بصح