سياسة
الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.. له ما بعده
11/12/2020 - 20:17
وئام فراجوحسب إعلان الاعتراف المنشور بالموقع الرسمي للبيت الأبيض، تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لاقتراح المغرب للحكم الذاتي، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على أراضي الصحراء المغربية، مشيرة إلى أنه الحل الواقعي والموثوق.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خيارا واقعيا لحل النزاع، وأن الحكم الذاتي الحقيقي، تحت السيادة المغربية، هو الحل الوحيد الممكن، بحسب ما جاء في وثيقة إعلان اعتراف الرئيس الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
اعتراف تاريخي
يرى المحلل السياسي والباحث في العلوم السياسية محمد شقير أن المرسوم الرئاسي الصادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نهاية ولايته، يشكل تحولا نوعيا في موقف الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تحاول دائما موازاة علاقاتها الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، رغم تثمينها لمبادرة الحكم الذاتي.
واعتبر شقير، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من شأنه تسريع عملية حل النزاع القائم في السنوات القليلة المقبلة، نظرا لكونها تشكل قوة ضغط بمجلس الأمن، ولديها إمكانية التأثير على الحركية الأممية والمنتظم الدولي.
وأشار المحلل السياسي إلى أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية سيقوي الموقف المغربي، "خاصة أنها لم تكتف فقط بالاعتراف بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية، بل تعدت ذلك إلى اتخاذ قرار فتح قنصلية بمدينة الداخلة، وهذا تجسيد كبير لموقفها التاريخي".
ويرى شقير أن قرار الولايات المتحدة سيشجع باقي الدول الأوروبية والأسيوية على القيام بنفس الخطوة، ما سيزيد من تكريس سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
ودعا الرئيس الأمريكي في المرسوم الرئاسي أطراف النزاع إلى الانخراط في المناقشات القائمة دون تأخير، "عبر الاعتماد على مقترح الحكم الذاتي المغربي، كإطار العمل الوحيد للتفاوض على حل مقبول للطرفين."
تعزيز لمبادرة الحكم الذاتي
من جانبه، اعتبر كمال هشومي، أستاذ باحث في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن هذا القرار يفتح آفاق جديدة لحل النزاع المفتعل، والتي عطلت وأجلت لأكثر من 40 سنة.
وأكد هشومي، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن "اعتراف أقوى دولة سياسيا واقتصاديا وتكنولوجيا بمغربية الصحراء، سيكون له ما بعده على مستوى منطقة المغرب العربي وعلى مستوى شمال إفريقيا، متوقعا في الوقت ذاته أن تتلو هذا القرار مبادرات أخرى تدعمه من باقي الدول العظمى التي تربطها علاقات صداقة وود مع المغرب.
وأبرز الأستاذ الباحث في الشأن السياسي والاقتصادي أن "الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء يؤكد نهائيا، وبالمطلق، أن حل النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية، لن يتم إلا بالرجوع إلى مقترح الحكم الذاتي، مفندا كل الادعاءات والسيناريوهات التي وضعت من طرف خصوم الوحدة الترابية للمملكة".
وذهب إلى أن القرار الأمريكي يؤكد "نجاعة الدبلوماسية المغربية القائمة على التحاور والحوار، وعلى السلم والسلام، فضلا عن صلابة الموقف المغربي وقوة الدولة المغربية في الحوار وترتيب الأولويات، والصبر على حقوقها".
بعد اقتصادي
بالإضافة إلى ما يحمله اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية من أبعاد سياسية من شأنها تسريع حل النزاع القائم، يرى المحلل السياسي محمد شقير أن ما جاء في المكالمة الهاتفية التي أجراها الملك محمد السادس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وما أوردته وسائل إعلام البيت الأبيض، يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تلتزم بتشجيع التنمية الاقتصادية داخل الأراضي الصحراوية، ما يرجح كفة المغرب في هذا النزاع، ويؤشر على إمكانية حله مستقلا.
وأشار شقير، في هذا الإطار، إلى أن كل هذه المعطيات ستحسن بنسبة 70 في المائة مما تبقى من النزاع حول الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأكد شقير أن تشييد ميناء الداخلة سيمكن بدوره من تحقيق تنمية جهوية وتشجيع باقي الدول الغربية على فتح قنصليات بالمدينة لتسهيل عملية التبادل التجاري بالمنطقة، كما سيشكل بوابة نحو الدول الإفريقية التي باتت وجهة للعديد من الاستثمارات الأجنبية.
من جانبه، أوضح هشومي أن عزم الولايات المتحدة الأمريكية فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، سينعش آمال أكثر من مليون مواطن مغاربي لآفاق اقتصادية جديدة، وسيكون بذلك المغرب وجهة مفضلة أكثر مما كان، لمجموعة من رؤوس الأموال الاقتصادية والمالية من أجل تحقيق استثمارات واسعة، ستعود بالنفع على المنطقة ككل.
مقالات ذات صلة
الأنشطة الملكية
سياسة
سياسة