مجتمع
"البزارات" البيضاوية في زمن الجائحة.. إفلاس غير معلن
02/11/2020 - 14:27
مريم الجابريمن يتجول وسط "الأحباس"، وقرب باب مراكش، بالعاصمة الاقتصادية، لابد سيلاحظ ملامح حزن وآسى على وجوه أصحاب "البزارات" بسبب فراغ محلاتهم من الزبائن، جراء غياب السياح المغاربة والأجانب.
صرخة أصحاب البازارات
تقول خديجة، صاحبة "بزار" ورثته عن أبيها، في ظل الجائحة "اضطررت لتسريح ثلاث عمال كانوا هنا... الصناعة التقليدية كانت متضررة من قبل، ومع 'كورونا' ازداد الوضع سوءا، خصوصا أن المغاربة لا يقتنون هذه الأشياء، والسبب في ذلك أن بعض المحلات ترفع الأثمنة، الأمر الذي يؤدي إلى نفور الزبائن، وهو ما يجعل اقتصادنا قائما على السياح بشكل كبير".
واسترسلت، في تصريحها لـ"SNRTnews": "منذ شهر مارس، لم يتم إدخال درهم واحد لدينا، نحن مازلنا هنا نتمتع بنفس عميق رغم صعوبة الظروف وانعدام المدخول، نفتح محلاتنا لعل زائرا يتذكرنا، فهنالك مجموعة من 'البزارات' بكل من درب عمر ووسط شارع محمد الخامس أغلقوا".
من جهة أخرى، يقول الطاهر، ابن صاحب أحد المحلات، "تكبدنا خسائر كبيرة في هذه السنة، فما كنا نبيعه في شهر قبل الجائحة، لم نستطع بيع نصفه في سبعة أشهر الماضية"، ويضيف "يمكنني أن أقدر نسبة الخسائر بـ80 بالمائة".
وعكس خديجة، يقر الطاهر أن المواطنين المغاربة حاليا هم من يقتنون بعض الحقائب والأغطية، وفي ما يخص الأثمنة فقد انخفضت بنسبة كبيرة، حيث أصبحوا يطالبون ببيع السلع بنصف أثمنتها بدلا من لا شيء.
من جانبه، أعرب عبد الرحيم، وهو مستخدم بـ"بزار" لبيع الزرابي لمدة 50 سنة، للموقع، عن حزنه الشديد بسبب تدني نسبة المداخيل، خصوصا أنه أب لستة أطفال، الأمر الذي يجعل مسؤولياته متراكمة.
وأكد أنه لم يستفد من أي دعم، وقال "إن المواد الجلدية أتلفت كلها بالإضافة إلى اللوحات التشكيلية هي الأخرى بسبب الرطوبة والغبار، فالصناعة التقليدية هذه فن ثمين بالنسبة لنا، وهو الأمر الذي يدفعنا يوميا لقصد 'البزار' وفتحه وتهويته، رغم غياب الزبائن".
تشبت وتدمر
أصحاب "البزارات" بـ"الأحباس" لم يكونوا أكثر حظا من نظرائهم بالمدينة القديمة، فقد أجمعوا على التعبير، لـ"SNRTnews"، عن تذمرهم من الوضعية، ومن الكساد الذي أصاب سلعهم الجلدية، و أكدوا أن خروجهم من المنازل قصد محلاتهم، سببه المشاكل الزوجية، ومحاولة تغيير الجو، رغم غياب البيع والشراء خلال فترة الحجر الصحي كلها.
وأشاروا أنهم يعيشون على أمل غذ أفضل، وأن آمالهم معلقة بإطلاق الحدود ومجيء السياح، المحركين الرئيسيين والأساسيين للصناعة التقليدية. وبأصوات تحمل إيمانا كبيرا يقولون "الحمد لله، الأمل في الله عز وجل، ورزقنا بيد الله".
واستنجد أصحاب "البزارات" بالجهات المسؤولة، على أمل تحسين وضعيتهم، خصوصا وأنهم لم يتوصلوا بأي دعم مالي يشد احتياجاتهم الأساسية، لينقذ هذه التجارة من الإفلاس والزوال، التي اعتبروها موروثا تاريخيا، يعرف بالثقافة المغربية، ويحمل رسالة فنية نبيلة، تشبتوا بها حتى هدت قواهم "الجائحة اللعينة"، على حد تعبيرهم، مشيرين إلى أن عددا كبيرا من تجار "البزارات" استسلموا للأمر الواقع وأقفلوا محالتهم، بل منهم من غير الحرفة...