نمط الحياة
الثقافة الحسانية .. تميز لغوي وفني
06/11/2021 - 23:52
SNRTnewsتتميز الثقافة الحسانية بتنوعها، فهي تجمع بين الثقافة العربية والأمازيغية والصنهاجية، كما تتميز بالعديد من المكونات بالمنطقة الممتدة من وادي نون في الجنوب المغربي إلى نهر السنغال جنوب موريتانيا.
وحسب أستاذة التراث بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية ابن زهر بأكادير، عزيزة عكيدة، هذا التميز اللغوي والفني الذي يتجلى في الرقص والغناء والشعر والفولكلور، ناتج عن التعايش والتمازج الذي كان بالمناطق الصحراوية في مرحلة معينة.
وأضافت، خلال حديثها مع SNRTnews، أن الثقافة الصحراوية غنية بشعرها ورقصها وأدبها وعاداتها وتقاليدها والعرس الصحراوي، وطريقة غناء النساء والطقوس الاحتفالية الصحراوية، مشيرة إلى أن جميعها عادات تجعل من الثقافة الحسانية غنية جدا.
إضافة إلى الثقافة العالمة كذلك، تقول عكيدة، فالحسانية ليست فقط ثقافة شعبية بل أيضا ثقافة عالمة، بمعنى توجد مخطوطات تعبر عن الصحوة الثقافية.
كما يتميز المجتمع الصحراوي بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، بمجموعة من العادات والتقاليد والاحتفاليات الخاصة، منها ما يرتبط بجوانب الحياة المتباينة من ولادة وعقيقة وسنة ختان الذكور من الأطفال التي يسميها الصحراويين بـ"الطهارة"، وخطبة وزواج وطلاق وموت ودفن، ومنها ما يرتبط بالمواسم والشهور الدينية خاصة مناسبات عيد الفطر والأضحى والمولد النبوي وشهري شعبان ورمضان.
وبالإضافة إلى هذه العادات، توجد عادات أخرى تتعلق بفنون الطبخ التقليدي أي المشروبات والمأكولات الشعبية واللباس الصحراوي التقليدي ومنه "الملحفة" التي تلبسها نساء الصحراء و"الدراعة" كلباس خاص بالرجال.
المجتمع الصحراوي يتميز أيضا بطقوس الكرم والضيافة والترفيه ومكونات وترتيب المسكن الخاص أي الخيمة أو البيت العصري، ومبادئ التربية وأدبيات التضامن مع الغير والعلاقة مع الماشية ومختلف الحيوانات ومنها بشكل رئيس الجمل الذي يظل وفيا لرجال الصحراء.
وتعد الحسانية اللهجة المستعملة في الصحراء المغربية، إذ تنسب إلى اللهجات العربية البدوية التي تختلف عن اللهجات الحضرية بخاصياتها الصوتية والصرفية.
وبالرغم من اتساع مجال الحسانية فإنها لا تختلف كثيرا من منطقة إلى أخرى، وتسمى الحسانية عند الناطقين بها "كلام البيضان"، لتمييزها عن اللهجات الزنجية والبربرية التي تحيط بها، بحسب المعطيات المتوفرة في الموقع الرسمي الخاص بالصحراء المغربية.
وتتميز اللغة الحسانية، بغنى معجمها بالكلمات والتعابير البربرية خاصة في ميدان الفلاحة والأعشاب والأعلام الجغرافية، وهذا ليس غريبا إذ أن المناطق التي تستعمل فيها الحسانية كانت أصلا بلاد أمازيغ، وكان دخول هذه اللهجة عامل تغيير لساني واضح أحدثته القبائل المعقلية والهلالية على فترات متفرقة من التاريخ الإسلامي لشمال إفريقيا.
مقالات ذات صلة
مجتمع
سياسة
نمط الحياة
نمط الحياة