رياضة
الحافيظي.. الحمض النووي للرجاء
11/10/2020 - 21:16
يونس الخراشيالحافيظي من مواليد 28 يناير 1992 بمدينة أبي الجعد. وجيء به إلى البيضاء كي يلتحق بصفوف الرجاء الرياضي، حيث سينال ثقة مسؤوليه التقنيين، بما يتوفر عليه من تقنيات "رجاوية" لا تخطئها العين المحبة لهذا الفريق.
حينما صار له موقع في الفريق الأول، ولعب بعضا من مبارياته في الموسم الكروي 2011 / 2012، أثبت أنه كان عند أفق الانتظار، ويستحق مكانته، وهو يطرب أنصار الخضراء بتمريراته الجميلة، ومراوغاته الممتعة، ويحرز الأهداف أيضا.
ومع مرور الوقت، أصبح هذا اللاعب، قصير القامة، والذي يميل إلى اللعب في وسط الميدان، والتقدم منه نحو مرمى المنافسين، دون أن يكون أنانيا في الاحتفاظ بالكرة، بل يمررها كلما بدا له زميل آخر قد تموضع بشكل جيد، وفرصته في توقيع الهدف أفضل.
لقاء الحافيظي بجمال سلامي في منتخب اللاعبين المحليين كان نقلة نوعية في مساره، ذلك أنه قدم له نصائح مهمة تخص سلامته البدنية، سيما ما يتعلق بوضعية القدمين، وكيف يتعين عليه أن يطور أداءه وسط الملعب، كي يكون عطاؤه أفضل.
ورغم أنه أصيب في نهائي السوبر الإفريقي، ضد فريق الترجي التونسي، حيث تميز في المباراة، ثم أجريت له عملية جراحية على أربطة الركبة، إلا أنه عاد بصورة تدريجية إلى الملعب الرجاوي، واستعاد مكانته وسط زملائه.
أي نعم، بدا طيلة الموسم المنتهي بأن الحافيظي ليس هو نفسه مائة بالمائة، إذ لوحظ بأنه يتحرك ببطء، ولا يدخل في ثنائيات قوية، وسرعان ما يصاب فيغيب، إلا أنه كان حاسما في اللحظات البارزة، وعلى الخصوص في المباريات الأخيرة، حيث أظهر علو كعبه، وسجل أهدافا يصعب تصديق أنها قد تسجل.
فاز عبد الإله الحافيظي، الذي يلعب بيمنى كما لو أنها يسرى، بحيث يصعب على المدافعين أن ينتزعوا منه الكرة، أو يتوقعوا إلى أين سيتحرك، أو كيف ستكون خطوته المقبلة، أو لمن سيمرر، بعدة ألقاب مع الرجاء البيضاوي؛ ضمنها على الخصوص لقب البطولة سنة 2013، ولقب كأس العرش سنتي 2012 و2017، وكأس الكونفدرالية الإفريقية سنة 2017، وكأس السوبر سنة 2019، فضلا عن كأس شمال إفريقيا سنة 2015، وأخيرا لقب البطولة لموسم 2019 / 2020؛ أو موسم كورونا.
ورغم كل هذه المميزات، التي جعلت الحافيظي يحظى بقيمة كبيرة في البطولة الوطنية، أهلته كي يلعب للمنتخب المحلي، بقيادة جمال سلامي، ويفوز معه بلقب كأس "الشان"، المنظم في المغرب، سنة 2018، إلا أنه لم يحظ إلى اليوم بعرض احترافي كبير يليق بقيمته.
بكى الحافيظي في المباراة الأخيرة لفريقه ضد الجيش الملكي، وهو يتابع لحظاتها النهائية من كرسي الاحتياط. وجاءت تلك الدموع لتلخص تعب موسم استثنائي بامتياز، مددت فيه حالة الطوارئ، والحجر الصحي، بفعل تفشي فيروس كورونا، عمر البطولة، لتكون الأطول في التاريخ المغربي.
عبد الإله الحافيظي سليل لاعبين سبقوه إلى الرجاء، مثل سعيد غاندي، وبتي عمر، وظلمي، وآخرين. ولو أنه صور بالأبيض والأسود، ووضع، بتقنية الفوطوشوب، وسطهم، لبدا أنه لاعب رجاوي من قديم الزمان، وليس من اليوم الذي التحق فيه بالفريق الأخضر، حالما ببطولة يهتف لها الأنصار الخضر في الشوارع، عبر أنحاء المغرب والعالم.