رياضة
الكعبي .. الهداف السيء الحظ
14/07/2021 - 23:44
يونس الخراشييتميز أيوب الكعبي، من مواليد مدينة الدار البيضاء، بتاريخ 25 يونيو 1993، ببنية جسمانية قوية، وطول متوازن، يساعده على مرونة في الحركة، والالتفاف، والمراوغة، والجري أيضا. ذلك أنه يتحرك كثيرا في الخطوط الدفاعية للمنافسين، حد الإزعاج.
ومن مقومات هذا اللاعب، الذي بدأ مساره الكروي الحقيقي مع الراسينغ البيضاوي، ثم انتقل إلى نهضة بركان، فإلى هيبي فورتون الصيني، ثم إلى الوداد الرياضي، القدرة على التمركز في المواقع الجيدة حيث لا أحد يتوقع ذلك. فهو بالقدر الذي يراه الناس محظوظا، لأن الكرة تكاد تبحث عنه، فهو ليس كذلك تماما في إرسالها إلى حيث ينبغي.
لفترة قيل إن أيوب الكعبي يعاني مشكلة سوء الحظ. وبالرجوع إلى تلك الفرص التي ضاعت منه، يمكن للمرء أن يصدق الكلام. فمثلا، ضيع على الوداد هدفا حاسما في الديربي العربي، وضيع عليه هدفا حاسما في إياب نصف نهائي عصبة الأبطال ضد كايزرشيفس، وضيع عليه ضربة جزاء في الديربي الأخير. وبالنظر من هذه الزاوية، فهو أكثر من شخص سيء الحظ.
ولكن بالنظر إلى عدد الأهداف التي أحرزها، ومن مواقع مختلفة، وبأسلوب متنوع، والرجوع للتدقيق في الطرق التي ظل يتموقع بها ليحصل على التمريرات، ثم كيف كان يوقف الكرة؛ سواء بالقدم أو بالصدر وأحيانا أخرى بالرأس، وباستذكار الكيفية التي كان ينطلق بها، ويراوغ، ويناور، ثم يسدد، ويحرز، يسقط القول إنه سيء الحظ، ويحضر شيء واحد: الكعبي هداف، ولكنه كأغلب الهدافين، يضيع أحيانا تلك الفرص التي لا يظنن أحد أنها ستضيع.
هناك ميزة أخرى تحسب لأيوب الكعبي، وهي أنه من الهدافين الذين يتعبون للحصول على الكرة. بمعنى أنه ليس هدافا قناصا؛ وإن كان يتوفر على شيء من هذه الصفة. ذلك أنه يعود إلى الخلف، ويناور، ويحب أن يستلم الكرة من بعيد، فينطلق. وقد يستقبل التمريرة، ثم يضعها في طبق من ذهب لزميل آخر، بكل إيثار، ليفرح بالهدف عوض أن يحرزه.
أحرز أيوب الكعبي 22 هدفا لنهضة بركان، و9 لفريق هيبي الصيني، و9 أهداف للوداد في موسم 2019، ثم 22 في الموسم الجاري، كما أحرز أهدافا للمنتخب الوطني، ويؤكد كل مرة أن شهيته مفتوحة للتسجيل. وربما عد أحدهم تلك الفرص التي أهدرها الكعبي، فوجدها أكثر من تلك التي أحرزها. فما المشكلة؟
الواضح، من خلال قراءة بسيطة في سيرة أيوب الكعبي، أنه تنقل بسرعة بين عدة فرق. فبينما لعب للراسينغ البيضاوي خمس سنوات، حيث برز تقنيا، بفعل الاستقرار، إذا به ينتقل بين بركان وهيبي والوداد بمعدل سنة لكل فريق، ما يوضح أنه بحاجة إلى الاستقرار مجددا، عساه يعالج مشكلة غياب التركيز في بعض الأحيان، ويثأر لنفسه من تلك الفرص التي ضاعت هباء.
ولأنه شاب غير مشاكس، ولا غضوب، بحيث لا يغالي في الاحتجاج على الحكام، أو في الجدل مع أحد زملائه، فهو محبوب من الجماهير، التي ظلت، على عكس المتوقع منها، تقف إلى جانبه، وتسانده، وتعطيه فرصا أخرى لكي يلعب، ويستعيد توازنه، وتركيزه، ويهديها ما تستحقه من الأهداف، وبالتالي من الألقاب.
في سنة 2018، اختير أيوب الكعبي ضمن الفريق الذي مثل المغرب في مونديال روسيا 2018. يا له من محظوظ. وما لبث المنتخب أن عاد سريعا، بعد مباريات ضاعت فيها الكثير من الفرص، وسجلت إحداها في المرمى المغربي من نيران صديقة. غير أن أيوب نسي كل شيء، وراح يتدرب بجدية، عساه يبقى في "الفورمة"، ويتطلع إلى مناسبة أخرى من المناسبات الكبيرة.
الآن، يراهن أيوب الكعبي، اللاعب الصموت، الذي لا يتحدث إلا نادرا، على لقب هداف البطولة مع الوداد. ويرى بأن هذا اللقب، الذي لن يتأتى إلا بالمزيد من الأهداف، سيمنحه مكانة أكبر في قلوب الجماهير، فضلا عن أنه سيعبد له الطريق نحو ضمان مكانته في المنتخب الوطني، المقبل على المنافسات القارية، والعالمية.
قلب الهجوم، أو الهداف القناص، أو الهداف المزعج، أو الهداف وكفى، هي أوصاف يمكنها أن تليق بأيوب الكعبي، وباستحقاق. ولكنه يستحق أيضا أن يسمى الهداف الذي يمكنه أن يسجل أكثر، أو يفعل أفضل، أو يسجل لو ركز قليلا. أو باختصار:"الهداف السيء الحظ".
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة