تكنولوجيا
المغاربة لا يحمون هواتفهم الذكية!
04/01/2021 - 15:09
وئام فراجأظهرت نتائج دراسة وطنية حول حماية الهواتف النقالة بالمغرب، أن أزيد من سبعة أشخاص من أصل عشرة ممن شملتهم الدراسة؛ أي 70 في المائة من المستجوبين، لا يحمون هواتفهم من التطفل الخارجي، وأنهم يكتفون ببعض تدابير الحماية المتعلقة بمنع وصول جهة خارجية إلى هواتفهم، من قبيل بصمة الأصبع، وكلمة المرور، متجاهلين باقي وسائل الحماية المعمقة، ما يسمح باختراق هواتفهم بسهولة.
المغرب في الصدارة
صنفت الإحصائيات الخاصة بشركة "كاسبرسكي" المنجزة خلال الربع الثالث من سنة 2020، المغرب ضمن البلدان العشرة التي سجلت أكبر عدد من الهجمات الضارة على الأجهزة المحمولة، مبرزة أن ثلاثة من كل أربعة أشخاص يستعملون نفس القن السري عند تحميل تطبيقات متعددة.
كما أكدت الدراسة التي أجريت على 10 آلاف و982 مغربي تم استجوابهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أن متصفحا واحدا من أصل ثلاثة يسجل معلوماته الشخصية على هاتفه النقال، وفي هذا الإطار يوضح ياسين واراتو، المدير المساعد لشركة "Immersion"، أن "العديد من المغاربة يثقون في هواتفهم النقالة لتسجيل معطياتهم الشخصية، سواء المتعلقة بصورهم العائلية أو الحميمية، فضلا عن كلمات السر الخاصة ببطاقات الائتمان دون الوعي بمدى خطورة ذلك، وإمكانية اختراق هذه المعطيات من طرق شركات متخصصة، وعلامات تجارية أخرى."
وكشفت الدراسة أن 33 في المائة من المستجوبين يسجلون معلومات شخصية على هواتفهم، كما أكدت معطيات الدراسة أن 19 في المائة من مستعملي الانترنيت سبق اختراق حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن حوالي تسعة مغاربة من بين كل 10 مستجوب، يستخدمون هواتفهم الذكية لتصفح الشبكات الاجتماعية. كما تمثل المشتريات من المنصات التجارية الرقمية، بحسب معطيات الدراسة، التي أجريت على عينات وشرائح مختلفة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، 43 في المائة من الاستخدامات الحالية.
حماية الهواتف
تعقيبا على الأرقام المذكورة، أكدت هاجر مصنف باحثة في مجال المعلوميات والذكاء الاصطناعي، أن الإشكال المطروح مع تزايد استعمال الهواتف الذكية، هو عدم وجود وعي لدى معظم مستخدمي هذه الهواتف، بكيفية استغلال الشركات الكبرى لمعطياتهم الشخصية التي يقومون بمشاركتها على شبكات الإنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت مصنف، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن مواقع التواصل الاجتماعي تتاجر في المعطيات الشخصية لفائدة شركات الإعلانات، "إذ تقوم بدراسة اهتمامات المتصفحين، وأعمارهم، وأجناسهم، لمساعدة هذه الشركات على تصنيف الفئات المستهدفة من الإعلان."
وأردفت مصنف أن الخطر يتمركز في عدم قراءة معظم مستعملي التطبيقات "المجانية"، لشروط الاستخدام والضغط بشكل مباشر على كلمة "موافق"، في حين، تضيف الباحثة في الذكاء الاصطناعي، أن هذه التطبيقات تطلب من المستخدمين السماح لها بالوصول إلى صورهم الشخصية وموقعهم، فضلا عن "مكروفون" الهاتف، من أجل التمكن من استعمال التطبيق، "وبمجرد الضغط على موافق فهذا يعني أن جميع المعطيات المخزنة على الهاتف قد بيعت لأغراض أخرى،" تقول مصنف.
وأوصت المتحدثة ذاتها بضرورة قراءة كافة المعطيات المتعلقة بأي تطبيق قبل الموافقة على استخدامه، مشددة على عدم وجود أي خدمة مجانية على الانترنيت، "ما يتطلب وعيا كبيرا بطرق التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، والحرص ما أمكن على عدم تسجيل المعطيات الشخصية والحساسة على الأجهزة الإلكترونية".
نصائح المختصين
يوصي خبراء الأمن المعلوماتي بعدم الضغط على روابط يُجهل مصدرها، خاصة المرسلة من طرف أشخاص مجهولي الهوية، كما يشددون على عدم تثبيت أي تطبيق من خارج المتجر الرسمي، لحماية المعطيات الشخصية على الأقل من الاستعمالات المشبوهة. وينصح الخبراء بتحديث أنظمة تشغيل الهواتف كلما توفرت تحديثات جديدة، "نظرا لأهميتها في سد بعض الثغرات الأمنية وإصلاح أخطاء في النظام". كما يُستحب، وفق خبراء الأمن المعلوماتي، عدم استخدام نفس كلمة السر لحسابات مختلفة، وعدم الاحتفاظ بها في ملف نصي على الهاتف من أجل تذكرها، لأنها تكون عرضة للاختراق.
ولا يرى الخبراء مانعا في تحميل بعض التطبيقات المضادة للفيروسات على الهواتف أيضا، نظرا لدورها الهام في إيجاد تطبيقات تطلب صلاحيات غير ضرورية لأداء وظيفتها، كما يمكنها التعرف على البرمجيات الإعلانية المزعجة المدسوسة في الهاتف، وتحذير مستعملي الهواتف الذكية من الملفات والتطبيقات المشتبه في أنها معمولة للتجسس أو اختراق البيانات الشخصية.
مقالات ذات صلة
مجتمع
نمط الحياة
مجتمع