رياضة
الملاكمة المرضي تستهدف الذهب الأولمبي بعد شهر من الإنجاب
08/07/2021 - 19:05
صلاح الكومري
خديجة المرضي، الحائزة على ميدالية برونزية في بطولة العالم للملاكمة في روسيا سنة 2019، كلها عزيمة وإرادة على استعادة وزنها (75 كلغ)، والمنافسة لآخر رمق، على تشريف الراية المغربية، والفوز بميدالية في طوكيو، قائلة: "لا أريد المشاركة من أجل المشاركة فقط، أريد الفوز بميدالية، أنا مستعدة لتقديم روحي فداء للوطن فوق الحلبة".
في حوار خاص مع SNRTnews، تكشف خديجة المرضي (30 سنة)، الكثير من التفاصيل حول ظروف استعداداتها الشاقة للمشاركة في الألعاب الأولمبية "طويكو2020"، والعروض المغرية جدا التي توصلت بها، سابقا، قبل مشاركتها في أولمبياد 2016 في البرازيل، لتغيير جنسيتها.
كيف هي استعداداتك لأولمبياد طوكيو بعد الولادة؟
حالتي سابقة في المغرب بالنسبة للبعض، حالة استثنائية ربما، لكنها ليست استثنائية بالنسبة لي، لأنه سبق أن شاركت في تظاهرات دولية بعدما وضعت مولودتي الأولى والثانية، وأيضا حتى بعد وفاة والدتي سنة 2014، حين كانت تشجعني وأنا أخوض النزالات في الحلبة.
في 2019 أحرزت الميدالية البرونزية في بطولة العالم في روسيا، بعد ستة أشهر فقط من وضعي مولودتي الثانية. خلال فترة الاستعداد، كان أمامي تحدي إنقاص وزني والاستعداد للبطولة جيدا، ونجحت في التحدي بالعزيمة والإرادة.
في 2014، توفيت والدتي بسبب سكتة قلبية وهي تشجعني خلال مشاركتي في البطولة الدولية محمد السادس للملاكمة في مدينة مراكش، وفي اليوم الموالي، قبل أقل من 24 ساعة على وفاة والدتي، خضت نزالا آخر وفزت فيه، ثم خضت المباراة النهائية وفزت بالميدالية الذهبية.
هل فترة شهر ونصف كافية للاستعداد للأولمبياد؟
صحيح أنه لم تتح لي مدة كافية للاستعداد، لأني وضعت مولودتي مطلع شهر يونيو الأخير، لكن لدي إيمان كبير في الله لمساعدتي ومدي بالقوة خلال نزالاتي في الألعاب الأولمبية، إضافة إلى ذلك، لدي عزيمة قوية جدا من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في الألعاب الأولمبية، عازمة على هذا الأمر حتى وإن كنت سأضحي بنفسي، مقبلة على القتال من أجل الفوز لآخر قطرة في دمي.

وضعت مولودتي بعد عملية جراحية، بالنسبة لامرأة عادية الأمر يتطلب شهورا من أجل التعافي من الجرح، لكن في حالتي، ولا أدري إن كانت معجزة أو شيء من هذا القبيل، التأم الجرح بسرعة كبيرة، لدرجة أن الطبيب تفاجأ من هذا الأمر.
رغم ظروفك الصحية، عازمة على تحقيق نتيجة إيجابية؟
لن أذهب إلى طوكيو للمشاركة من أجل المشاركة فقط، لا، أنا عازمة، على الفوز بميدالية، ومستعدة لأبذل أكثر من طاقتي فوق الحلبة، مهما كانت قيمة الخصم، أنا أؤمن بأن خصمي إنسان لديها يدين تلاكم بهما، وأنا أيضا إنسان لدي يدين مثلها.
لمن لا يعرفني، فأنا لدي عزيمة قوية جدا، لا يعلمها إلا الله، ولدي غيرة كبيرة على وطني وراية بلدي، أنا مزدادة في منطقة محاميد الغزلان، حيث رضعت حليب الغيرة على الوطن، وحيث توفي اثنان من أعمامي في الحرب دفاعا عن الوطن، لهذا، فقد تربيت وكبرت على الغيرة الوطنية، فتولدت لدي عزيمة قوية على الدفاع عن وطني لآخر قطرة من دمي، وحتى آخر نفس من روحي.
هل صحيح أنه كانت أمامك فرصة لتغيير جنسيتك؟
ليست فرصة واحدة أو اثنتان، بل جاءتني فرص عديدة جدا، ومغرية، من دول عظمى، مقابل مبالغ مالية خيالية، لكني رفضت، أذكر أنه حين كنا في ولاية كولورادو، في الولايات المتحدة الأمريكية، استعدادا للألعاب الأولمبية السابقة سنة 2016، زارني، في الفندق الذي كنا نقيم فيه، وفد رسمي يمثل دولة عظمى، طلبوا مني أن أمثلهم مقابل مبالغ مالية كبيرة وامتيازات وإغراءات لا تحصى ولا تعد، يمكن أن تغري أي رياضي في العالم، حينها أخرجت العلم المغربي من حقيبتي، لأنه لا يفارقني، وقلت لهم: أتشاهدون هذه الراية المغربية، لن أبيعها أو أتخلى عنها ولو مقابل كنوز الدنيا، وسأدافع عنها لآخر قطرة في دمي.
من هي الدول التي عرضت عليك تغيير جنسيتك؟
الكثير من الدول، من بينها إيطاليا وإسبانيا، اللذان لا يملكان ملاكمات في وزن أقل من 96 كلغ، إذ جاء عندي بعض المسؤولين الإيطاليين والإسبانيين، أثناء مشاركتي في بطولة العالم الأخيرة في روسيا سنة 2019، وعرضوا اللعب لهما مقابل امتيازات كبيرة، رفضت مباشرة، قلت لهم لا أمثل بلدا آخر غير بلدي الأم، ولا تهمني الأموال، لا يهمني كم أتقاضى في المغرب، سأظل وفية لوطني حتى وإن كنت أتقاضى بضع سنتيمات، صحيح أني أطالب بحقوقي، وأناضل من أجل التوصل بها، لكن من المستحيل أن أغير وطني.

ما هي أبرز التحديات التي تواجهينها حاليا قبل الأولمبياد؟
الوزن هو أكبر تحدي، حاليا، بالنسبة لي، فبعد وضعي لمولودتي، كان وزني أكثر من 100 كلغ، وبعد عودتي للتداريب منتصف شهر يونيو الأخير، عملت على إنقاص وزني، الوزن بمعدل نصف كيلو أو كيلو في اليوم، الأمر ليس سهلا أبدا، إنه العذاب الحقيقي، أخوض تداريب شاقة جدا، يوميا، لكي أعود لوزني، حاليا مازال وزني زائد بـ10 كيلوغرامات، مازال أمامي وقت قصير لكي أصل للوزن المطلوب 75 كلغ.
ما هي توقعاتك الشخصية لمشاركتك في الأولمياد؟
متفائلة جدا، وإيماني كبير في الله لكي يساعدني على الفوز بميدالية، أؤكد لك، لا أريد المشاركة من أجل المشاركة، إذا قلت لك إني أسعى، فقط، للظهور بشكل جيد، فهذا يعني أني منهزمة، حاليا، قبل المشاركة، لأن الفوز في النزالات، يكون ذهنيا في المقام الأول، إذا كنت عازما على الفوز، ستفوز بالروح والعزيمة والقوة الذهنية، وليس القوة الجسدية.
دعني أخبرك بشيء، الهزيمة أو الفوز في الملاكمة، يظهران في عيني الملاكم قبل النزال وفي الحلبة، أحيانا الملاكم ينهزم فقط حين يرى في عيني خصمه تلك الشرارة القتالية على الفوز، هذه هي الشرارة التي أحملها في عيني حاليا.

أخبرك بشيء آخر، أحيانا، كانت قدماي تؤلماني فوق الحلبة، فأكون على وشك الهزيمة، لكني أقنع نفسي بأن الألم الذي أحس به، وهمي فقط، ليس حقيقيا، فأقوم من جديد، وأقاتل إلى الرمق الأخير، أتذكر والدتي التي توفيت وهي تشجعني، أتذكر بناتي، فأخرج كل ما في داخلي من قوة إلى الرمق الأخير، وأفوز في النهاية.
أنا أناضل، حاليا، يوميا، لكي أهدي بلادي ميدالية في الألعاب الأولمبية، تصور أني أرضع صغيرتي وبعد ذلك أذهب مباشرة للتدرب، ثم أعود لأرضعها مرة ثانية، وأعود للتدرب، وأضع 3 أحزمة على خصري حتى لا أًصاب في أثر جرح الولادة، ماذا يعني ذلك؟ يعني أني عازمة لأقصى درجة ممكنة على وضع كل أنفاسي في الحلبة، مهما كانت قيمة الخصم، مستعدة لتقديم روحي فداء للوطن.


مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة