اقتصاد
الورود "تذبل" من أثر الجفاف و... الجائحة
23/11/2020 - 16:56
مريم الجابري
أفضى الجفاف الناجم عن ضعف التساقطات المطرية في الموسم الأخير، إلى تراجع حاد في إنتاج الورود العطرية، الحساسة أكثر للظروف المناخية.
أكد بوبكر رشدي، رئيس الفيدرالية البين مهنية المغربية للورد العطري، أنه خلال الموسم الأخير تراجع الإنتاج في الورود إلى 2500 طن، من الورد العطري، بسبب قلة التساقطات والجفاف، علما أن الإنتاج في الموسم الذي قبله قدر بحوالي 3900 طن.
وتقدر المساحة المزروعة بالورود بالمغرب بـ880 هكتار، حيث يأتي المغرب في الرتبة الثالثة في إنتاج الورود في العالم، بعد بلغاريا وتركيا، التي يصل فيها إلى متوسط إنتاج يبلغ 3200 طن.
وذهب رشدي إلى أن القطاع عانى من تداعيات الجائحة، خاصة أن سوق الورد العطري ومشتقاته تنتعش بفضل السياحة، التي تعثر نشاطها في الأشهر الأخيرة، ما انعكس على الطلب الذي تراجع بشكل كبير.
وتنضاف الصعوبات الناجمة عن الجائحة، إلى تلك التي يعاني منها القطاع، والمتمثلة في "المنافسة الشرسة للمنتجات المركبة أو المصنعة، والتي تباع باسم الورد العطري الطبيعي، ناهيك عن الصعوبات المناخية، المتجلية في ظاهرة الصقيع التي تستطيع أن تأتي على الإنتاج السنوي، بنسبة 90 في المائة في بعض الأحيان"، على حد تعبير رشدي.
غير أنه رغم الظرفية الصعبة الناجمة عن الجائحة والجفاف، إلا أن أسعار الورد العطري، وصلت في العام الحالي إلى 27 درهم للكيلوغرام، مقابل 25 درهما للكيلوغرام قبل عامين، حيث أن المنتجين شهدوا، في الأعوام الأخيرة، زيادة في الأسعار التي يحصلون عليها، خاصة في ظل انتظامهم في مجموعات ذات نفع اقتصادية، ما ساعدهم على تقوية وضعهم التفاوضي في السوق.
ويشتغل المنضوون تحت لواء الفيدرالية البين مهنية المغربية للورد العطري على الورد العطري أو ما يعرف بـ"الوردة الدمشقية" أو"la rose damascena" ، وهو صنف يوجد بمنطقة قلعة مڭونة في إقليم تنغير، جهة درعة تافلالت، وهي جهة معروفة بإنتاجاتها الفلاحية المتنوعة، وذلك راجع بالأساس لتربتها الغنية.
وتنتج داخل المغرب أصناف متعددة من الورود، من بينها وردة سونتيفوليا "centifolia"، المتواجدة بكثرة بمنطقة تيداس بإقليم الخميسات. بالإضافة إلى أن هناك أنواع من الورود للزينة توجد بكثرة بإقليم الجديدة ويتم تصديرها إلى بلدان متعددة.
وتبدأ عملية قطف الورود ابتداء من الأسبوع الأخير من شهر أبريل، وتستمر إلى غاية الخامس عشر من شهر ماي كل سنة، وتستأنف العملية كل صباح باكرا من طرف النساء والرجال، بقطفه وجمعه". وتوضع تلك الورود بعد القطاف في أكياس مصنوعة من "الحلفاء"، لتتم عملية تقطير الورود في المصانع الصغيرة والكبيرة، المتواجدة في المنطقة.
ووصلت الصادرات في الثلاث أعوام الماضية إلى 8 ملايين درهم، حيث هم ذلك متوسط كميات في حدود 63 طنا.
وكانت الفيدرالية، التي تضم منتجين ومحولين وتجار، أبرمت مع الحكومة، قبل تسعة أعوام، عقد برنامج، حيث انتقل الإنتاج من 2500 طن في العام، قبل إطلاق المخطط الأخضر، إلى 3350 طن في العام، في الفترة بين 2015 و2018، مما ساهم في قفز المردودية من 3 إلى 4 آلاف طن في الهكتار الواحد، بارتفاع بنسبة 30 في المائة.
وبلغت الاستثمارات العمومية من أجل تنمية قطاع سلسلة الورود في المغرب إلى 65 مليون درهم، بين 2008 و2018، حيث هم ذلك السقي، وتأهيل وحدات التأمين.
ويتوفر المغرب على ثلاث وحدات صناعية للتحويل بالإضافة إلى 18 وحدة تقليدية، من بينها 15 وحدة للتقطير بدرعة- تافيلالت.

مقالات ذات صلة
مجتمع