سياسة
انتخابات في ظل الاستعداد للدخول المدرسي .. وعود الأحزاب
01/09/2021 - 23:33
وئام فراجخصصت أغلب الأحزاب السياسية حيزا هاما، في برامجها الانتخابية، لتقديم مقترحات تروم إصلاح قطاع التعليم بكافة مستوياته، سواء عبر الرفع من الميزانية المخصصة له، أو إصلاح المناهج والبرامج التعليمية، فضلا عن مقترحات أخرى تروم الاهتمام بالبحث العلمي.
الحركة الشعبية: الزيادة في قيمة المنح الجامعية
يراهن حزب الحركة الشعبية في الشق المتعلق بالتربية والتكوين على تحقيق العدالة المجالية بتقليص الفوارق التربوية، وذلك عبر مجموعة من الاقتراحات تضمنها برنامجه الانتخابي، من بينها؛ "تغطية جميع الجماعات القروية بالثانوية الإعدادية، وخلق مؤسسات مندمجة إعدادي تأهيلي على المستوى القروي لتمكين الفتاة القروية من مواصلة الدراسة".
وجاء من بين اقتراحات الحزب؛ توفير مؤسسات جامعية بكل إقليم، وخلق جامعة بكل جهة من أجل سد الخصاص المسجل في مجموعة من جهات المملكة على مستوى المؤسسات الجامعية، إضافة إلى توفير معهد للتكوين المهني بكل إقليم.
واقترح الحركة الشعبية، في السياق ذاته، تنويع برامج تكوين الشباب المنحدر من الوسط القروي والشبه الحضري في السياحة الجبلية والفلاحة والصناعة التقليدية، فضلا عن الارتقاء ببرامج الدعم الاجتماعي عبر الرفع من قيمة التعويضات المخصصة للفئات المستهدفة ببرنامج الدعم الاجتماعي "تيسير" من 60 إلى 100 درهم، ومن 140 إلى 200 درهم حسب المستوى الدراسي.
كما اقترح الحزب توسيع قاعدة المستفيدين من النقل المدرسي والداخليات وخدمات الإطعام، والرفع من نسبة الاستفادة من الأحياء الجامعية، فضلا عن الرفع من المنح الجامعية للطلبة داخل الوطن بـ 1000 درهما شهريا في سلك الإجازة، و1500 درهما شهريا في سلك الماستر و2000 درهما شهريا في سلك الدكتوراه.
حزب الحركة الشعبية، التزم كذلك بتعميم المنحة على الطبلة ومراجعة المرسوم المنظم لها، مع تعميم المنحة لسلكي الماستر والدكتوراه، ثم تشجيع البحث العلمي والابتكار عبر رفع التمويل من الناتج المحلي الإجمالي من 0,8 إلى 1,5 في المائة، والرفع من منحة التميز من 3 آلاف إلى 5 آلاف درهم، فضلا عن دعم البحث التطبيقي وملاءمته مع متطلبات سوق الشغل.
العدالة والتنمية: 800 منصب سنويا بالجامعات
من جهته، يقترح حزب العدالة والتنمية، في برنامجه الانتخابي، تمويل منظومة التعليم بحوالي 10 في المائة سنويا لتحقيق أهداف الإصلاح المنشودة، كما يسعى الحزب إلى بناء نموذج متكامل للمدرسة المغربية يقوم على إعطاء الأولوية لدعم المدرسة العمومية وتوسيعها والارتقاء بجودة خدماتها التربوية.
وفي هذا الإطار، يراهن الحزب على جعل تطوير الجودة هدف المرحلة المقبلة، وذلك عبر بلوغ نسبة 100 في المائة للتمدرس في التعليم الأولي والابتدائي؛ وتحسين استهداف جميع برامج الدعم الاجتماعي للتمدرس؛ ومواصلة التمييز الإيجابي لفائدة العالم القروي.
كما يلتزم الحزب باستكمال تأهيل الموارد البشرية، عبر استفادة 100 ألف من الأطر الإدارية والتربوية سنويا من دورات التكوين المستمر، وتقوية قدرات المدرسين اللغوية بالنسبة للغتين الفرنسية والإنجليزية.
وعلى مستوى التعليم العالي يقترح الحزب، إخراج الجامعة الافتراضية المغربية إلى حيز الوجود، بهدف تلبية الطلب المتزايد على التعليم العالي، والرفع من عدد المناصب المحدثة في حدود 800 منصب سنويا، في مختلف التخصصات، تفتح في وجه الطلبة حاملي شهادة الدكتوراه مع إسناد تنظيم مباريات التوظيف وطنيا إلى الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي.
كما جاء من بين مقترحات حزب العدالة والتنمية في مجال البحث العلمي، "الرفع من نسبة البحث إلى 1,2 في المائة من الناتج خلال الولاية الحكومية المقبلة، وتفعيل المجلس الوطني للبحث العلمي، مع مراجعة وتحيين الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي".
التقدم والاشتراكية: الرفع من ميزانية البحث العلمي
بدوره، يراهن حزب التقدم والاشتراكية، على تحقيق ثلاثة أهداف أساسية لإصلاح منظومة التربية والتعليم؛ وهي الارتقاء بالمدرسة العمومية لتنمية قدرات التلاميذ، وإرساء أسس تعليم جامعي منفتح على محيطه ومنتج للكفاءات، ثم رفع تحدي القضاء على الأمية في الأمد القريب جدا.
ولبلوغ الهدف الأول، التزم الحزب بتحقيق تكافؤ الفرص عن طريق التمدرس الشامل والمجاني الإلزامي إلى حدود سن السادسة عشرة، مع محاربة الهدر المدرسي، والمواكبة المادية للتلاميذ في وضعية صعبة.
كما أكد الحزب حرصه على جودة التعليم، من خلال إعادة النظر في المناهج المعتمدة واعتماد مناهج تربوية جديدة تذكي ملكة النقد لدى التلاميذ، إضافة إلى إيلاء أهمية قصوى لتملك اللغتين الوطنيتين، واللغات الأجنبية التي يمكن اعتمادها كلغات للتدريس.
وتعهد الحزب، في برنامجه الانتخابي، بضمان تكوين عميق وحديث لفائدة المدرسين يمتد إلى سنتين على الأقل، مع توفير تكوين مستمر أثناء ممارسة المهنة، و"تدبير جهوي يتيح حل معضلة الفوارق المجالية التي تعيق الالتحاق بالتربية والتعليم".
وعلى مستوى التعليم الجامعي، شدد حزب "الكتاب" على ضرورة إرساء أسس تعليم جامعي منفتح على محيطه ومنتج للكفاءات، وذلك عبر إحداث إطار يسمح باستقطاب أحسن الطلبة المتفوقين الحاصلين على شهادة الماستر أو شهادة الهندسة للالتحاق بسلك التدريس الجامعي والبحث العلمي، وفتح آفاق الترقي أمامهم على أساس الاستحقاق والإنتاج المعرفي.
كما التزم بالرفع من الميزانية المخصصة للبحث العلمي لتصل إلى 1,5 في المائة على الأقل من الميزانية العامة للدولة.
أما في ما يتعلق بمحاربة الأمية، يقترح التقدم والاشتراكية إعطاء انطلاقة جديدة للبرنامج الموجه للفئات الهشة، مع تعزيز البعد الإدماجي للبرنامج، بربط محو الأمية بخدمات اجتماعية أخرى، إضافة إلى وضع برامج خاصة بالشباب الذي يتراوح سنه ما بين 15 و24 سنة، واعتمادها كآلية للإدماج في النظام الرسمي التكويني والتشغيلي.
الاتحاد الاشتراكي: تحسين أوضاع المدرسين
حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قدم بدوره مجموعة من الإجراءات الرامية للنهوض بقطاع التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، من أبرزها؛ "عصرنة التعليم الأولي عبر ربطه بالتعليم الابتدائي في إطار سيرورة تربوية متكاملة، مع وضع سلم معياري مبني على منظور تربوي لضمان الجودة".
واقترح الحزب لإنجاح هذه العملية، تخصيص الموارد المالية الكافية لتمويل التعليم الأولي، إضافة إلى تسريع وتيرة تعميم التعليم الأولي على كافة المناطق القروية وذات الخصاص، واعتماد آليات صارمة لمحاربة ظواهر الهدر المدرسي والانقطاع والتكرار والفشل الدراسي.
كما التزم الحزب، في برنامجه الانتخابي، بتحسين أوضاع المدرسات والمدرسين المادية والتربوية وإغناء معارفهم بتكوينات هادفة ومنتظمة، فضلا عن وضع "ميثاق المدرس" بالتعليم الخاص لتمكين الأطر التربوية والإدارية العاملة به من وضع اعتباري ومادي واضح ومستقل.
وفي ما يتعلق بالارتقاء بالتكوين المهني، اقترح حزب "الوردة"، اتخاذ تدابير جديدة تروم تنويع مسالك التكوين المهني وتقوية أدائه وتأطيره وضمان جودته، وذلك من أجل التمكن من استيعاب الطلب المتزايد للفئات المستهدفة وجعله أكثر ملاءمة لمستلزمات الحياة المهنية، إضافة إلى دعم الشراكة مع الشركاء الاقتصاديين والماليين من أجل ضمان انفتاح أكبر للمنظومة التعليمية على محيطها الاقتصادي.
وللارتقاء بمنظومة التعليم العالي، يشدد الحزب على ضرورة "إنجاز دراسة نقدية لجميع القوانين المنظمة للتعليم العالي والتأسيس لقوانين جديدة، واعتماد تقييم مستمر لأي إصلاح تربوي انسجاما مع الأهداف المسطرة له"، ملتزما، في الوقت نفسه، بخلق مركز للتكوين والتكوين المستمر في كل جامعة في مجال البيداغوجيا الجامعية والتكنولوجيا الجديدة.
الأصالة والمعاصرة: 9 آلاف قسم جديد في السنة
من جهته، التزم حزب الأصالة والمعاصرة بمجموعة من الإجراءات، التي اعتبرها قابلة للتنفيذ من أجل مدرسة عمومية قوية، على رأسها؛ إطلاق مخطط وطني لتأهيل التعليم الأولي، يهدف إلى إنشاء شبكة من الأقسام البيداغوجية، على مدى خمس سنوات، وذلك بمعدل 9 آلاف قسم جديد في السنة، مزودة بطاقم تربوي خاص وبرامج جديدة لليقظة والتعليم.
كما التزم الحزب بإحداث نظام للدعم المدرسي لفائدة التلميذات والتلاميذ، في أوقات فراغهم وداخل المؤسسات المدرسية، وذلك قصد توفير شبكة استدراكية للتلاميذ الذين يعانون من مشاكل التأخر في التحصيل الدراسي.
وتعهد حزب "الجرار"، في السياق ذاته، بتعميم الداخليات والمطاعم المدرسية في جميع مدارس العالم القروي والفضاءات الحضرية الفقيرة، وذلك بشراكة مع الجماعات الترابية.
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة