مجتمع
حلم "نور" بعد الترويض.. علاج المسنين المغاربة
26/04/2021 - 13:13
خولة بنحدوفتح باب المركز الاستشفائي "نور"، كي يستقبل المرضى الذين قصدوه على كراسي متحركة أو مستعينين بعكاكيز، من قبل المشرفين عليه بابتسامات متحركة.
هؤلاء المرضى يعولون على مساعدة أفراد من أسرهم من أجل الوصول إلى مقر المركز، يقصدون ما يلجوه العشرات من قاعات الترويض التي تتوفر عليها هذه المؤسسة ذات البعد الطبي والاجتماعي.
المركز الذي أحدث بمبادرة من مجموعة الودادية المغربية للمعاقين قبل عشرين عاما، يوفر للمرضى دعما من أطباء متخصصين في الترويض والتأهيل، الذين يساهمون في تسهيل استعادتهم لقدراتهم وإعادة إدماجهم في الحياة العادية.
تقول رئيسة المركز، الطبيبة إلهام مزوزي: "نستقبل كل يوم مرضى يعانون من أمراض على مستوى الجهاز العصبي أو إصابات على مستوى النخاع الشوكي. لدينا متخصصون في الترويض، والعلاج العملي، والعلاج النفسي، وعلاج صعوبات النطق، وعلاج الرضوض.. ويتردد على المركز مرضى من كل الأعمال وجميع الفئات الاجتماعية".
لا يختزل المركز في الفضاءات الخاصة بالترويض والتأهيل، بل يضم حدائق وفضاءات خضراء شاسعة، ما يساعد على الترويح عن المرضى الذين قلب المرض حياتهم رأسا على عقب". ويتوفر المركز، كذلك، على مطبخ من أجل الاستجابة للحاجيات الغذائية للمستفيدين الذي يشغلون مصلحة الاستشفاء.
تقول إلهام مزوزي إن المركز يتوفر على أكثر من 110 سرير، وتضيف:"المرضى الذين يحتضنهم المركز يتكفل بهم ممرضون ومساعدون، ويسهرون على الاستجابة لحاجياتهم اليومية".
لا يتم تحديد مدة إقامة المرضى بالمركز. فـ"سعيد" الذي حل بالمؤسسة منذ أكثر من عامين ونصف، أضحى يعتبرها بيته الثاني. يحكي: "أنا أستاذ- باحث. تعرضت لحادثة سير قلبت حياتي رأسا على عقب. لم أكن أقوى على الحركة. بعد إدماجي في المركز، خضعت لمسلسل طويل للترويض والتأهيل، ما مكنني من استعادة القدرة على المشي".
ويضيف: "لقد كانت استعادة القدرة على المشي حلما صعب التحقيق، لكن بفضل إرادتي والعاملين في المركز، أستطيع الوقوف، وصعود السلالم. فالممرضون والتقنيون أضحوا جزء من عائلتي".
عرض علاجي واعد
كي يوسع عرضه العلاجي، دشن مركز "نور" في يناير الماضي، جناحا جديدا متخصصا. ذلك جناح يراد منه منح المرضى حصصا من الترويض والعلاج الفيزيائي لتخفيف الآلام".
توضح إلها مزوزي بنبرة ملؤها الفخر:" سنتمكن في هذه البناية الجديدة، من توفير علاجات لآلام أسفل الظهر، وآلام النخاع الشوكي، وعلاج أمراض العظام، والتكفل بحالات السمنة و علاج اضطرابات التوازن…".
لاسقف لطموحات المسؤولين عن المركز. يؤكد مديره العام، هشام سنتيسي، أنه تم إطلاق مشروع من أجل علاج أمراض الشيخوخة الذي سيعزز عرض علاجات " نور".
الطلب على هذا العلاج سيرتفع في الأعوام المقبلة، فالمندويية السامية للتخطيط، تتوقع أن ترتفع حصة الساكنة التي يتجاوز عمرها 60 عاما 11,5 في المائة في 2020 إلى 15,4 في المائة في 2030.
ويشير سنتيسي إلى أن المغرب يحتضن 3,2 مليون من المسنين، وإذا لم تتاح المساعدة في المنزل، كي تتكفل بالحاجيات المرتبطة بالسن، فإنه يجب وضع بنيات لهذه من أجل مواكبة هذه الفئة.
وقد أطلقت مجموعة الودادية المغربية للمعاقين، مشروعا يراد من ورائه إطلاق منصة بجهة الدار البيضاء- سطات، من أجل العناية بالمسنين على المستويين الصحي والطبي.
يوضح سنتيسي أن "المجموعة تبحث حاليا عن الموارد المالية الضرورية من أجل تنفيذ هذا المشروع، حيث أن ميزانيته تقدر بحوالي 52,5 مليون درهم".
مقالات ذات صلة
اقتصاد
عالم
مجتمع