اقتصاد
مدير "أنابيك": الجائحة فرضت مهنا جديدة تستهدف المسنين والرضع
10/02/2021 - 14:06
مصطفى أزوكاحماهي المهن الجديدة التي ظهرت الحاجة إليها بالمغرب في ظل الأزمة الصحة؟
هناك مهن ارتفعت أهميتها في ظل الأزمة الصحية. فقد زاد الطلب أكثر على كل المهن الموجهة للإنسان والتي يمكن أن تزيد في رفاهه، خاصة المهن التي تعنى بصحته. فقد شهدنا طلبا على بروفايلات مرتبطة بمهن التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة والمسنين والاعتناء بالرضع. هذه من المهن التي تعرض فيها أسر، وحتى تنظيمات، فرص عمل. ينضاف ذلك إلى كل ما تم التقاطه من قبل منظومة التصنيع في المغرب، في سياق الأزمة الصحية، التي لم تنل كثيرا من أداء بعض القطاعات، مثل السيارات، علما أن أنشطة إنتاجية تضررت في طريقها إلى استعادة عافيتها مثل النسيج والألبسة، خاصة أن الدولة تبنت، بمبادرة من صاحب الجلالة، خطة واعدة للإنعاش.
كيف تطور سوق الشغل في ظل الأزمة الصحية؟
سوق الشغل بالمغرب، كماهو الحال في بلدان أخرى، تتعايش فيه عطالة حقيقة بأرقام مهمة، مع واقع ندرة وخصاص على مستوى الكفاءات المطلوبة إلى درجة تصل إلى إيقاف المبادرة الاقتصادية ومباردات خلق الثروة. هذا تناقض كبير نعاينه ونسعى إلى معالجته.
كيف تتصدون لهذا الأمر؟
عوض البحث عن الأسباب، يبدو أن الجواب هو تطوير منظومة الوساطة في سوق الشغل. فرصيد الشباب الباحث عن الشغل في بلداننا، خلافا للموقف المتشائم الذي يجرى التعاطي به معه، يجب أن ينظر إليه كرأسمال حقيقي، والعمل على الاشتغال حول كيفية ملاءمته لمتطلبات المقاولة. هذه الملاءمة هي من صميم عمل الوسيط العمومي في مجال التشغيل، حيث إن مهمة الوكالة هي الاستماع المستمر والانتباه الدائم لانشغالات المقاولة.
كيف ذلك؟
نحن نعمل على التكوين من أجل تحسين قابلية التشغيل استجابة لانتظارات المقاولات. فقد لاحظنا أن هناك بعض الانتظارات التي يصعب الاستجابة لها، حيث يمتد ذلك من المهن البسيطة إلى المهن الدقيقة التي ترتبط بالهندسة مثلا، حيث نعمل من أجل تجاوز هذه الوضعية عبر توفير آليات الملاءمة التي قد تهم، في بعض الأحيان، بعض المهن، مثل الجزارة وبيع السمك، والتي يسري الاعتقاد بأن العرض فيها متوفر في المغرب.
ماهي الآليات التي توظفونها من أجل بلوغ ذلك الهدف؟
تنطلق تلك الآليات من التجاوب مع انتظارات المقاولات. فالكلمة الأولى والأخيرة تعود لها في مجال إدماج الشباب، ولا يمكن لنا أن نفرض على الفاعل الاقتصادي أن يحدد لنا احتياجاته على مدى خمسة أعوام المقبلة. هذا لا يستقيم من الناحية الاقتصادية، مايفرض وضع آليات، من قبيل تلك التي نتوفر عليها، من أجل التفاعل مع انتظارات المقاولة، حيث نقوم بعد التعبير عنها، باقتناء التكوين، عبر الفاعل العمومي في التكوين أو الفاعل الخصوصي من أجل الملاءمة.
ما طبيعة الانتظارات المعبر عنها من قبل المقاولات؟
نحن نرى أن الانتظارات من قبل المقاولات، لا تتعلق فقط بالمهارات الفنية أو الصلبة، بل تهم حتى المهارات اللينة. وهذا ما تحاول الوكالة تشكيله كعرض خدماتي من أجل الاستجابة لانتظارات المقاولة والرفع من قدرة الشباب على الاستجابة لمتطلباتها. ولا يقتصر تدخل الوكالة بهدف تأهيل جزء من الشباب كي يلج سوق الشغل، بل تعمل كذلك، على الملاءمة من أجل ولوج الشباب إلى عالم المبادرة المقاولاتية، وهذا ما يتيحه برنامج مثل "انطلاقة" الذي أسس له صاحب الجلالة محمد السادس.
كيف تطورت القابلية للتشغيل في ظل الظرفية الحالية؟
بنية القابلية للتشغيل مازالت نفسها مقارنة بالفترة التي سبقت الجائحة. فقد سعينا في العام الماضي إلى مواكبة الملاءمة للمتطلبات المرتبطة بالانكماش الاقتصادي، حيث عملنا على توجيه الشباب نحو المبادرة الذاتية، علما أن جزءا كبيرا من الشغل تراجع، في سياق متسم بغياب النمو الاقتصادي، حيث لم يعد ممكنا الحصول على شغل بأجر، والذي يمكن تعويض جزء منه بالمبادرة المقاولاتية، التي تعتبر منظومة مهمة قائمة الذات.
هل هذا ممكن في ظل حجم البطالة الذي أفضت إليه الجائحة؟
كوسطاء، نرى أن هناك 500 ألف شخص خرجوا من سوق الشغل، في العام الماضي، ونحن لدينا أمل في الإنعاش الاقتصادي وعرض منظومة خدماتية ملائمة لهذا النوع من العطالة الذي تولد عن الأزمة الاقتصادية، وهو نوع من العطالة مختلف، فهؤلاء شباب كانوا متوقعين في منظومة الإنتاج التي يمكن أن يعودوا إليها مع استرجاع الاقتصاد عافيته، غير أن الأمر سيرتبط أكثر بالمبادرة المقاولاتية للشباب عبر فرص الاستثمار الصغير.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد