نمط الحياة
سراويل "الجينز".. الموضة التي لا تبلى
05/09/2021 - 09:43
إكرام زايداخترع قماش "الجينز" سنة 1873، وامتاز بمتانته في صناعة أشرعة السفن وأغطية العربات التي كانت تجرها الخيول في الماضي، قبل دخوله إلى مجال صناعة الملابس. أما تسميته فتعود إلى مدينة "جنوة" الإيطالية حيث كان يصنع هذا النوع من القماش القطني الذي كان يعرف بالإنجليزية باسم "جينز".
سنة 1873.. ظهور "الجينز" لأول مرة
يعود سبب استعمال "قماش الجينز" في عالم الموضة إلى متانته، إذ كان اللباس المفضل لدى عمال المناجم وسكك الحديد والمزارعين ورعاة البقر الذين كانوا يحتاجون إلى ملابس تدوم لمدة طويلة ومصنوعة من أقمشة رخيصة. أما انتقاله من المجال الصناعي إلى مجال الموضة، فكان سنة 1873 على يد "ليفي شتراوس" الألماني (من أًصل يهودي)، هاجر إلى أمريكا بحثا عن الذهب رفقة والدته وشقيقتيه عام 1847، حيث استقر في نيويورك وفي سنة 1853 حصل على الجنسية الأمريكية. ليسافر بعدها إلى سان فرانسيسكو بحثا عن فرصة في تجارة ملابس لعمال المناجم. ومع مرور السنوات انتعشت تجارته، وعمل في تصميم سراويل من الخيش البني السميك والقوى لعمال المناجم، ثم انتقل إلى قماش ثقيل آخر مصبوغ بالأزرق مستخدما إياه في تصميم السراويل، بدلا من الخيش الذي نفدت كمياته.
1872.. سنة تحول "الجينز"
تلقى ليفى سنة 1872 رسالة من "جاكوب دافيز"، وهو خياط من نيفادا كان يتعامل معه، وأخبره عن شرائه لقماش لاستخدامه في الخياطة، وحكى له عن الطريقة الجديدة التي يستخدمها لتصميم السراويل لزبائنه، حيث يضع مسامير معدنية صغيرة في أماكن محددة من السروال على غرار زوايا الجيوب.
وكانت المشكلة التي واجهها حينها دافيز هي عدم امتلاكه المال الكافي للحصول على براءة الاختراع لهذا النوع المبتكر من السراويل، ليقترح على ليفى دفع المال اللازم لاستخراج الشهادة مقابل إدراج اسمه أيضا في وثيقة براءة الاختراع.
1873.. براءة اختراع سراويل "الجينز"
حصلت شركة " jacob Davis and Levi Strauss Company" في 20 ماي من سنة 1873 على براءة الاختراع رسميا، مقدمة بذلك صنفا جديدا من ملابس العمل لفائدة العمال، وهو التاريخ الذي يعتبر عيد ميلاد سروال "الجينز" الأزرق بالشكل الذي اشترك في تصميمه "ليفى شتراوس" و"جاكوب دافيز".
وللانتشار الواسه لسروال الجينز الأزرق، فإن "جاكوب" و" ليفي" عمل على تأسيس مصنع متخصص في تصنيع هذا النوع من السراويل، قبل التوجه نحو تأسيس مصانع في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها بفعل ارتفاع الطلبات.
أما سر متانة قماش سراويل الجينيز، فيعود لكيفية صناعته والمواد التي تضاف إليه ليكتسب القوة مع الحفاظ على المرونة في الآن نفسه ، وما يزيد حجم هذه المتانة غسله 7 مرات وسط سائل أزرق ثم تجفيفه.
"الجينز".. من لباس للعمال إلى لباس للسيدات
كان "الجينز" يباع سنة 1879 مقابل دولار و 46 سنتا للرجال، وكان من الصعوبة أن تجد بين من يرتدونه نساء العائلات المتوسطة أو الغنية. ولكن بعدما تم تطويره من قبل المصممين، أصبحت السيدات تقبلن على ارتدائه، كما عرض "جينز ليفايز" للنساء على لأول مرة على صفحات مجلة "فوج" سنة 1935، واكتسب شعبية واسعة لدرجة أن تصميمات "كلفين كلاين" لـ"الجينز" في السبعينيات كانت تدر وحدها أرباحاً بقيمة 12.5 مليون دولار أسبوعيا.
"الجينز" في سينما رعاة البقر
ظهرت سراويل "الجينز" الزرقاء في سينما هوليود وتحديدا ضمن أفلام رعاة البقر الأمريكية، كما انتشر بكثرة في ستينيات القرن الماضي مع ظهور ثورة "الهيبيزم" التي حولته إلى زي رسمي للشباب، إذ ذاع صيته في العالم كله في ثمانينيات القرن الماضي، وهو ما شجع الشركات العالمية على استعماله في تصنيع مختلف أنواع الأزياء والأكسسوارات.
وبذلك، وجد "الجينز" أسواقا جديدة في العالم بعد أن طاله التجديد تماشيا مع صيحات الموضة، إذ أصبح مستعملا في جميع أنواع الألبسة الخاصة بالكبار والصغار، والنساء والرجال لعدد من ميزاته التي يأتي في مقدمتها: كونه مريحا ومقاوما للتعرق بفضل نسيجه القطني، كما يمكن ارتداؤه في كل الفصول، زيادة على توفره في أحجام مختلفة وبأسعار متفاوتة تناسب كل الطبقات الاجتماعية.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة