نمط الحياة
عزيز الفاضلي .. وداعا يا فنان
19/11/2021 - 12:42
إكرام زايداستمرت علاقة الراحل عزيز الفاضلي بالشاشة الصغيرة بعد مرحلة تقديم النشرة الجوية، إذ أطل على الجمهور المغربي هذه المرة في عباءة ممثل، من خلال مشاركته في المسلسل التلفزيوني "صور عائلية"، الذي قدم فيه دور "بئيس الديس". وهي الشخصية التي اشتهرت بشكل كبير بين المغاربة، وظلت لصيقة بالراحل، رغم مرور عقود على تقديم هذا العمل الفني الذي أنتجه التلفزيون المغربي نهاية الثمانينات.
ويعود سبب حضور لقب "بئيس الديس" القوي، على امتداد مسار الراحل الفني، إلى إبداعه في أداء الشخصية، من خلال حرصه على تجسيد تفاصيلها بدقة متناهية، والمتمثلة في كون "بئيس الديس" شخصا "بوهالي"، متعثر في الكلام، لا يتوانى في تقديم يد المساعدة لكل أصدقائه ومعارفه، رغم ما قد يجر عليه ذلك من مشاكل وصعوبات في مرحلة لاحقة. ولخصوصية هذه الشخصية، فإنها ظلت موشومة في الذاكرة الجماعية للجمهور المغربي الذي تابع المسلسل الدرامي "صور عائلية".
توالت الأدوار التي لعبها الراحل على امتداد مساره الفني، ورغم تعددها وتنوعها، فإنها لم تنجح في القضاء على ملامح "بئيس الديس"، الذي ارتبط بعزيز الفاضلي إلى آخر لحظات حياته. فقد اشتغل في مجموعة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، على غرار "عرس الآخرين" للمخرج حسن بنجلون و"الأبواب السبعة" للمخرج مصطفى الدرقاوي.
نقل الراحل عزيز الفاضلي شغفه وحبه للفن إلى ابنه عادل وابنته حنان، إذ اختار الأول الاشتغال في مجال الإخراج، وقدم في هذا الإطار مجموعة من الأعمال الفنية التي حملت توقيعه، من بينها "لابريغاد" و"الدم المغدور" و"ولد الحمرية" و"المهمة"، إضافة إلى "الشهيدة"، وفيلم "البركة فراسك" الذي عرضته القناة الأولى سنة 2019 وشكل آخر إطلالات الراحل التلفزيونية.
وبالموازاة مع عادل الفاضلي الذي كان يشق طريقه في مجال الإخراج، اكتشف الجمهور المغربي موهبة شقيقته الفنانة الشابة حنان الفاضلي، التي لفتت إليها الأنظار ببراعة تقليدها لمختلف الشخصيات في قالب كوميدي ضمن برنامج "فكاهة"، وبعدها في فقرة من سلسلة "سوبر حادة" التي كانت تحمل توقيع شقيقها أيضا.
توالت نجاحات حنان الفاضلي عبر تقديمها لعدد من السيتكومات المرتبطة بالشهر الفضيل، من بينها "حنان شو" و"تيلي حنان" و"فاش خدام" و"آش خسرتي إيلا ضحكتي"، إضافة إلى "الكاميرا لكم" و"حنان نيت"، قبل أن تعرج بمسيرتها الفنية نحو المسرح، حيث ستخوض تجربة العروض الفردية التي حققت من خلالها نجاحا كبيرا داخل وخارج المغرب.
ورغم رحيل الوالد عزيز الفاضلي، صباح الجمعة 19 نونبر 2021، عقب إصابته بفيروس كورونا، فإن الشقيقين عادل وحنان سيواصلان خط سطور سيرة فنية لعائلة الفاضلي، التي تربطها علاقة مميزة مع جمهور ارتبط بداية بالأب قبل أن يبدي إعجابه بنجليه اللذين أحبهما المغاربة كما أحب "بئيس الديس" لمدة تخطت الأربعة عقود.
هكذا إذن، يكون الراحل عزيز الفاضلي، الذي تسلل بلطف كبير إلى قلوب المغاربة، إلى أن سكنها، وصار محفوظا فيها، بما صنع له وضعا اعتباريا خاصا لا يضاهيه فيه إلا كبار الفنانين، قد عرف كيف يسلك طريق الفن الصعب والشاق، بروح الأب المغربي القح. فهو لم يقفز في الهواء، أو يحصل على ما لا يستحق أو يتذمر يوما، بل تدرج بهدوء وصبر، ووصل القمة باستحقاق.
أكثر من ذلك، فقد صنع الراحل عزيز الفاضلي للفن المغربي نوعا جديدا من الأداء والإخراج، بل وخلف إرثا مهما، تضمن أعمالا درامية وأسرة فنية تبقيه حيا في القلوب.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة
مجتمع