مجتمع
"كورونا" بالمغرب.. موجة ثالثة أم مرحلة ثالثة؟
13/04/2021 - 12:37
مراد كراخيحذر رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، من دخول المغرب الموجة الثالثة من جائحة "كوفيد-19" على ضوء الارتفاع المسجل في عدد الحالات الخطرة التي تستلزم الإنعاش. تصريحات العثماني عززها خبراء في المجال، مثل الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، الذي أشار إلى أن هذه الموجة "تتميز بسرعتها وقوتها وضراوتها وطبيعتها الأكثر فتكا، والتي تجتاح حاليا أوروبا وغيرها من مناطق العالم".
وقال الدكتور حمضي، في تحليل حول تطور الوباء، إن "هذا ما يفسر عودة الدول التي تأثرت على نطاق واسع بإجراءات تقييدية للغاية، بما في ذلك الحجر العام وإغلاق المدارس"، داعيا إلى تجنب هذا السيناريو في المغرب، من خلال تعزيز احترام التدابير الحاجزية والإجراءات الترابية المتخذة، وكذلك تكييفها في ضوء تطور الوضع في انتظار تحقيق تلقيح أوسع للسكان.
وفي هذ الإطار، أكد عضو اللجنة العلمية للتلقيح ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية سعيد عفيف، أن المغرب اجتاز الموجة الأولى من الجائحة، وهو الآن في الموجة الثالثة، موضحا أن مؤشر دخول الموجة الثالثة يرتبط أساسا بعدد الأشخاص في أقسام الإنعاش.
وأوضح عفيف، في تصريح لـ"SNRTnews"، بأن بعض الدول دخلت فعلا الموجة الثالثة من الوباء، مثل فرنسا التي يُسجل بها أزيد من 5000 حالة في أقسام الإنعاش، مؤكدا أننا في المغرب لا يمكننا الحديث عن موجة ثالثة حاليا، لكن يجب الحذر من الوصول إليها، بعد تسجيل ارتفاع في حالات الإصابة بالفيروس.
وأضاف المتحدث ذاته أن المغرب دخل الموجة الثانية من الوباء، في شهر غشت من السنة الماضية، مباشرة بعد عيد الأضحى، "عندما كنا نسجل آلاف الإصابات اليومية، حيث بلغت نسبة ملء المستشفيات مستويات قياسية، مثل مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء الذي وصلت نسبة الملء فيه إلى 90 بالمائة".
وتابع عفيف، أنه وبعد فترة شهدت فيها الإصابات اليومية بالفيروس بعض الانخفاض في المملكة، بدأنها نلاحظ ارتفاعا ملموسا في الحالات خلال الفترة الأخيرة مع تفشي السلالة البريطانية، وهذا ما دفع الحكومة إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي الفيروس، كان أبرزها حظر التنقل الليلي خلال شهر رمضان.
موجة أم مرحلة؟
كشف البروفيسور جعفر هيكل، اختصاصي الأمراض المعدية والطب الوقائي، أنه إذا اعتمدنا المؤشرات الوبائية، فقد شهد المغرب ثلاث مراحل بالنسبة لجائحة فيروس "كورونا"، حيث أن "الموجة تُعرّف علميا ببلوغ عدد الإصابات أرقاما كبيرة تنزل بعدها إلى الصفر، لتعاود بعدها الارتفاع".
وقال هيكل، لـ"SNRTnews"، إن جائحة "كورونا" بالمغرب، مرت عبر ثلاث مراحل، انطلقت المرحلة الأولى منذ تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس في المملكة بتاريخ 2 مارس 2020، وامتدت إلى آخر شهر يونيو من السنة ذاتها، تم خلالها نهج سياسة التشخيص والتكفل بالمرضى، واتخاذ قرار الحجر الصحي الذي دام 82 يوما، حيث استطاع المغرب تدبير هذه المرحلة بكفاءة عالية.
وأضاف هيكل أن المرحلة الثانية، والتي امتدت من يوليوز إلى دجنبر 2020، تميزت برفع الحجر الصحي، وسُجل خلالها انخفاض في احترام التدابير الاحترازية، مما تسبب في ارتفاع الحالات اليومية، والحالات الحرجة، نتج عنه ضغط كبير على المنظومة الصحية، أما المرحلة الثالثة، والتي نعيشها الآن، فقد تميزت بانطلاق عملية تلقيح المغاربة والأجانب المقيمين بالمملكة، التي أعلن عنها صاحب الجلالة، مما ساهم في تطعيم حوالي 15 بالمائة من السكان المستهدفين، كما تم تسجيل إصابات بالسلالة البريطانية للفيروس.
وتابع المتحدث ذاته، أنه خلال هذه المرحلة، ورغم تحسّن المعايير الوبائية، لكن ما يدعوا للقلق هو ارتفاع نسبة الإصابات اليومية بالفيروس مقارنة مع شهر يناير، خصوصا بعد تسجيل إصابات بالسلالة البريطانية التي تتميز بسرعة الانتشار، وهذا ما يفسر القرار الحكومي القاضي بحظر التنقل الليلي، داعيا إلى أن هذا القرار يجب أن يتم بالموازاة مع احترام التدابير الاحترازية.
اختلاف التسميات لا يغير الواقع
البروفيسور عبد الفتاح شكيب، الاختصاصي في الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، قال إن "ما يهم بالنسبة للحالة الوبائية بالمغرب، هو تجنب العودة إلى ما عشناه خلال أشهر أبريل وماي ويونيو، من السنة الماضية".
وقال شكيب في تصريح لـ"SNRTnews"، إنه بغض النظر عن التسميات، سواء تحدثنا عن موجة أو مرحلة، المهم هو أن عدد حالات الإصابة بفيروس "كورونا" بالمملكة، بعد أن وصل إلى أقل من مائة إصابة يوميا، لتعاود الارتفاع بشكل ملحوظ حيث ناهزت 700 إصابة يوميا.
وأوضح المتحدث ذاته أن المهم خلال هذه المرحلة، هو أن المغاربة يجب أن يعلموا أن الحل الوحيد لتجنب وصول الإصابات إلى مستويات كبيرة كما حدث سابقا، مثل تسجيل 5000 حالة يوميا، هو الالتزام بالتدابير الاحترازية، لتجنب العودة إلى الوراء، كما حدث بعدد من بلدان العالم.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
عالم
مجتمع