مجتمع
"كورونا".. هذه تطورات الحالة الوبائية بالمغرب
06/04/2021 - 17:50
مراد كراخيكشف البروفيسور جعفر هيكل، اختصاصي الأمراض المعدية والطب الوقائي، أن الحالة الوبائية في المغرب مرت بالعديد من المراحل، وشهدت الكثير من التحولات.
4 مراحل وكثير من التطورات
أوضح هيكل، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن المرحلة الأولى امتدت منذ تسجيل أول حالة إصابة بالمغرب في 2 مارس، إلى غاية 10 يونيو 2020 ، وتميزت بقلة الحالات الجديدة، كما كانت نسبة الحالات الحرجة أيضا قليلة، فيما بلغت نسبة الإماتة 1,9 بالمائة، كما بلغ مؤشر التكاثر الأساسي حوالي 1,3.
وخلال هذه المرحلة، كانت القرارات الاستباقية التي اتخذها المغرب حاسمة في الحد من تفشي الفيروس، مثل إغلاق الحدود وفرض الحجر الصحي بكل التراب الوطني.
وتابع المتحدث ذاته أن المرحلة الثانية امتدت من 10 يونيو 2020 إلى آواخر شهر شتنبر من السنة ذاتها، وخلالها عرفت المملكة تسجيل ارتفاع كبير في عدد الحالات الجديدة التي بلغت 2000 حالة يوميا، وارتفع مؤشر التكاثر الأساسي بنسبة مهمة، مما ساهم في ارتفاع عدد الحالات الحرجة، مما جعل جميع المستشفيات تعيش تحت ضغط كبير، سواء العمومية أو الخاصة، حيث وصلت نسبة ملء مصالح الإنعاش إلى 90 بالمائة.
ويرجع سبب هذا التطور، وفق هيكل، إلى تخفيف إجراءات الحجر بالتزامن مع عيد الأضحى، وخلال هذه المرحلة، اتخذ المغرب تدابير مهمة ساهمت في تخفيف آثار الأزمة، من خلال توفير أدوية المرض مجانا لجميع المغاربة، والرفع من عدد كشوفات الفيروس، التي وصلت إلى 25 ألف كشف يوميا، وأثناء هذه الفترة لم تسجل المملكة أي تحور للفيروس.
وتابع هيكل أن المرحلة الثالثة تعتبر الأصعب على المغرب، حيث عرفت تسجل ارتفاع كبير في عدد الحالات الجديدة، التي فاقت الـ5000 يوميا، مما عرّض المنظومة الصحية لضغط كبير.
وفي هذه المرحلة، اتخذ المغرب قرارا تاريخيا، بعد إعطاء صاحب الجلالة تعليماته لتلقيح جميع المغاربة والأجانب المقيمين بالمملكة مجانا ضد فيروس "كورونا" المستجد.
وهذا يجرّنا إلى المرحلة الرابعة التي تعيشها البلاد اليوم، حيث يتم تتبع الحالات وبائيا، بعد رصد تحورات للفيروس، مع تأكيد دخول سلالة جديدة، وهي السلالة البريطانية، لكن المملكة تمكنت من تخفيف آثار هذا المستجد، من خلال التلقيح، يقول هيكل.
ووفق المتحدث ذاته، ساهمت حملة التلقيح التي كانت المملكة سباقة فيها عالميا، من خلال تلقيح ما يناهز 17 بالمائة من المواطنين، بعد تطعيم قرابة 4 ملايين شخص بجرعتين للقاح، في انخفاض عدد الحالات الخطيرة، وبالتالي تقليل نسبة الوفيات بالفيروس.
سلالات جديدة أم تحورات للفيروس؟
بخصوص السلالات الجديدة، التي أثارت الكثير من الجدل مؤخرا بالمغرب، كشف سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية والفيدرالية الوطنية للصحة، وعضو اللجنة العلمية للتلقيح، أن المستجد الوحيد بالنسبة للوضعية الوبائية بالمغرب، هو تسجيل إصابات جديدة بالسلالة البريطانية للفيروس، كاشفا أن التطورات الأخرى هي عبارة عن تحورات للفيروس.
وأوضح عفيف، لـ"SNRTnews"، أن ما يميز السلالة البريطانية، هو قدرتها على الانتشار السريع، كما أنها تستهدف فئة الشباب بنسبة أكثر، مضيفا أن الطريقة الأنجع، للحد من انتشار هذه السلالة الجديدة، هو احترام التدابير الاحترازية، وإذا تطور الأمر يجب اللجوء إلى الحجر، "وهذا ما قامت به السلطات المغربية بمدينة الداخلة، بعد تسجيل بؤرة للسلالة البريطانية".
وفي الاتجاه ذاته، أكد جعفر هيكل أن "المغرب يسجل منذ مدة حالات للإصابة بالسلالة البريطانية، والتي تنتشر بسرعة أكبر، لكنها لا ترفع من نسبة الحالات الحرجة، أو معدل الإماتة، وهذا يظهر من المعاينة الميدانية"، مضيف أن "مؤشر التكاثر الأساسي مازال في نسبة 1 بالمائة، والحالات تحت التنفس الاصطناعي أقل من 10 بالمائة مقارنة بالحالات الحرجة، ويُسجل انخفاضا مهما في عدد الحالات تحت المراقبة الطبية منذ أسابيع، كما أن نسبة الإماتة مازالت في مؤشر أقل من 2 بالمائة، وهذا يصنف المغرب ضمن البلدان الأقل في مؤشر الإماتة بالفيروس، على الصعيد العالمي.
وأكد المتحدث ذاته أن المواطنين يجب أن يفرقوا بين السلالات الجديدة، والتغيرات الجينية للفيروس، حيث أنه منذ اكتشاف أول حالة إصابة في 2 مارس 2020، عرف المغرب أزيد من 6000 تحول جيني للفيروس، وهذا "لا يعني بالضرورة تسجيل سلالات جديدة تكون أكثر خطورة".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
مجتمع
مجتمع