مجتمع
لماذا تبوأ التلاميذ المغاربة مراتب متأخرة في الرياضيات والعلوم؟
11/12/2020 - 11:54
وئام فراجحصل المغرب على 383 نقطة في مادة الرياضيات و374 نقطة في العلوم، من أصل معدل 500 نقطة المحدد من طرف البحث الدولي "TIMSS" متبوئا بذلك مراتب متأخرة في التصنيف العالمي المتعلق باتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي لسنة 2019.
فعلى مستوى التعليم الابتدائي، استطاع 1 في المائة فقط من التلاميذ المغاربة تحقيق معدل متقدم بـ 625 نقطة في مادة الرياضيات، مقابل 6 في المائة أحرزوا على 550 نقطة، و18 في المائة كان مستواهم لا بأس به بحصولهم على 475 نقطة، فيما 43 في المائة من التلاميذ حصلوا على أقل من المعدل بـ400 نقطة.
نقص في التكوين
تعليقا على نتائج البحث، يرى عبد اللطيف اليوسفي، الباحث في قضايا التعليم بالمغرب، وعضو سابق بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن هذه الاختبارات الدولية تعتمد على مجموعة من التقنيات والآليات، التي تتطلب إعدادا استثنائيا، مشيرا إلى أن العديد من الدول تهيئ برامجها الدراسية وتلاميذها عبر تمارين خاصة بهذه الامتحانات.
وأوضح اليوسفي، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن المغرب تقدم نسبيا ببعض النقاط في بعض المستويات التعليمية التي شملها التصنيف، إلا أنه ظل في مراتب متأخرة نظرا لمجموعة من الإشكالات المرتبطة أولا بطريقة وضع الاختبارات الدولية، ثم المناهج التعليمية وطرق التقويم المعتمدة في المملكة. وأكد اليوسفي، في هذا الإطار، أن المشاركة في هذه الاختبارات تتطلب تشجيع الأساتذة أولا وتكوينهم على مثل هذه المباريات، لينعكس ذلك على مستوى التلاميذ.
إشكال لغوي
في حديثه عن أسباب تراجع مستوى التلاميذ المغاربة في الرياضيات والعلوم، أوضح اليوسفي أن الاضطراب القائم في لغة التدريس، يمكن أن يمثل إشكالا حقيقيا لدى التلاميذ، خاصة عند المزاوجة بين اللغة العربية والفرنسية، مشيرا إلى أن هذه التغييرات يمكن أن تؤدي إلى نوع من التضارب الذي ينعكس سلبا على نتائج التلاميذ.
وأبرز الباحث في قضايا التعليم أن المجلس الأعلى للتربية والتكوين، في نسخته الأولى سنة 2006، اشتغل على كيفية وضع آلية للتقويم الوطني، وظلت هذه الآلية مستمرة، إلا أنها لم تصل بعد إلى مرحلة كبيرة من النضج التي تمكن من التركيز على المباريات الدولية، وفق المتحدث نفسه، واعتبر اليوسفي هذه التصنيفات إنذارا لإعادة النظر في منظومة التربية والتكوين، وإصلاحها بشكل عميق من أجل تحقيق نتائج أفضل.
ويأتي المغرب ضمن البلدان الخمسة الأخيرة في التصنيف، متقدما على الكويت وجنوب إفريقيا وباكستان في مادة الرياضيات بحصوله على 383 نقطة، فيما احتلت سنغافورة المرتبة الأولى متبوعة بكل من كوريا الجنوبية وروسيا واليابان والصين بنقاط تتراوح بين 595 و558. أما على مستوى العلوم، لم يتجاوز عدد نقاط تلاميذ المتوسط الأول ابتدائي، على سبيل المثال، 374 نقطة، وتقدم المغرب بذلك على جنوب إفريقيا وباكستان والفلبين فقط.
التركيز على التعليم العمومي
أكد عبد اللطيف اليوسفي، العضو السابق بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين، أن المغرب يتوفر على كفاءات وطنية هامة في مجال علوم التربية والتفتيش والديداكتيك، داعيا هذه الكفاءات إلى قراءة النتائج المحصل عليها من الاختبارات الدولية بشكل موضوعي، والاهتمام أكثر بالمدرسة العمومية، ثم باقي المدارس الخصوصية التي تشتغل وفق البرنامج الوطني.
وشدد اليوسفي على ضرورة مساعدة هذه المدارس على تحسين مستوى التلاميذ وطرق الاشتغال على مثل هذه الامتحانات من أجل تحقيق نتائج مشرفة، موضحا أن الهدف من التركيز على إصلاح التعليم العمومي لا يكمن فقط في تحسين صورة المملكة في الاختبارات الدولية، بل الأهم هو تحسين مردودية التعليم الوطني وإصلاحه بشكل أعمق.
وأشار اليوسفي في هذا الإطار، إلى أن الأطر التعليمية تستطيع الاشتغال بشكل جيد على هذه الاختبارات والحصول على نتائج مشرفة، وهو أمر معمول به عند بعض الدول، إلا أن الهدف الأسمى يكمن في تحقيق إصلاح جذري، والعمل على تحسين جودة ومردودية المنظومة التربوية، باعتبارها قاطرة للتنمية الحقيقية.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع