نمط الحياة
مكناس.. المطالبة بالحفاظ على قاعة سينمائية تاريخية
21/04/2021 - 13:16
حليمة عامرأطلق مثقفو وفنانو مدينة مكناس نداء إلى وزارة الثقافة ومجلس المدينة، من أجل إعادة النظر في قرار صدر بشأن عرض "سينما الأطلس"، التاريخية بمدينة مكناس، على المزاد العلني، لبيعها وتحويلها إلى مركز تجاري.
من أجل مكناس التاريخية
في هذا الصدد، أوضح محمد بيوض، مدير المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن مكناس هي مدينة ذات تاريخ سينمائي عريق؛ منذ أيام الحضور الفرنسي في المدينة، حيث كانت مجموعة من القاعات تمثل موروثا تقافيا خاصا بالمدينة، ويرتبط بها ساكنة المدينة وجدانيا، وفي علاقتهم مع السينما وتاريخها.
وأبرز أنه سبق أن تم هدم قاعة سينمائية بمنطقة "الحمرية"، وبعدها سينما "أمبير"، التي كانت متواجدة بشارع محمد الخامس، والآن، سيتم هدم آخر القاعات السينمائية الشعبية المتواجدة بالمدينة وهي "سينما الأطلس"، ليتم تحويلها إلى مقر تجاري.
ويأتي هذا القرار، حسب المصدر ذاته، في ظل إقصاء مدينة مكناس من موروثها الثقافي، علما أنها شكلت جزءا مهما من الذاكرة الثقافية والتاريخية للساكنة، حيث ساهمت في إثراء الثقافة السينمائية لأبناء المدينة عبر الزمن.
وقال بيوض إن هذا القرار لم يرق لانتظارات أبناء المدينة، حيث قام مجموعة من المهتمين بالشأن الثقافي بمكناس، بإطلاق حملة جمع التوقيعات، من أجل تحويله إلى مركز ثقافي على غرار مدن مغربية أخرى لكي لا يتعرض هذا المركز السينمائي للإتلاف.
وشدد على أنه سبق لمدن مغربية أن عرفت نفس الشيء وشهدت تجاوبا مع حملات مماثلة للتي أطلقها أبناء المدينة حماية مكناس؛ مثلما حصل بالعرائش، حيث نجح النسيج الجمعوي في أن يحافظ على إحدى القاعات السينمائية بالمدينة، بعدما كادت ستتحول إلى مركز تجاري.
وتابع: "أنا كإنسان مهتم بالشأن السينمائي أعجبتي هذه المبادرة، لأن وقعها كبير بالمدينة، حيث تفاعل العديد من سكان مكناس مع هذه الحملة وطالبوا بالحفاظ عليها، لأنهم يعتبرونها مركزا تراثيا مشتركا".
نداء إلى المسؤولين
بوسلهام الضعيف، مدير المركب الثقافي محمد الفقيه المنوني بمكناس، أول من أطلق حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الحفاظ على هذه المعلمة التاريخية، إلى جانب عدد من المهتمين بالشأن الفني بالمدينة، والتي اختاروا لها شعار "ماتقيش مدينتي".
وروى بوسلهام الضعيف، في تصريح لـ" SNRTnews"، كيف أنه قبل أيام، شاع في المدينة، خبر مفاده أنه تقرر بيع المركز الثقافي في المزاد العلني، لتحويلها إلى مركز تجاري، دون إحترام المكانة التي يعطيها أهل مكناس لهذه المعلمة التاريخية، وكذا رمزيتها الفنية.
وقال إنه تم تأسيس هذه القاعة السينمائية قبل أزيد من 60 سنة، حيث كانت تشتغل بشكل عاد، إلى أن تم إغلاقها، حيث تحولت إلى قاعة متهالكة".
ويطالب الضعيف، من خلال هذه الحملة، وزارة الثقافة بأن تحافظ على هذا الموروث الفني، وبأن تحوله لفضاء ثقافي، أو متحف يحفظ الذاكرة، مثلما حصل بمدينة الرباط، مع القاعة السينمائية "النهضة"، بعدما تمت إعادة تأهيلها، وتجديدها، وتم إضافة مقهى ثقافي إليها.
من جهته، انخرط الفنان والمخرج، إدريس الروخ، في هذه الحملة، إلى جانب بوسلهام الضعيف، وكتب أنه تم إطلاق هذا النداء، من أجل أن لا يتكرر نفس السيناريو لهدم "سينما ريجان" التاريخية وكذا "سينما أمبير"، لذلك طالب، في منشور وفيديو عبر صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بالحفاظ على معالم مكناس التاريخية، خاصة هاته المعالم التي تشكل جزءا من الهوية المغربية الثقافية بحمولتها المعمارية والتاريخية.
وأضاف: "مكناس بحمولتها التاريخية العريقة وتراثها الثقافي المتميز تعيش الإهمال وتتعرض مؤسساتها للتدمير، وخصوصا صالات السينما التاريخية وبعض المعالم التي يمكن أن تتحول إلى مؤسسات ثقافية تعوض النقص الحاصل في هذا المجال".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة