واش بصح
هل مرت كائنات فضائية بقرب الأرض؟
05/02/2021 - 21:25
SNRTnewsتحول عالم الفزياء الفلكية أفي لوف إلى نجم في وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، بسبب نظريته غير المألوفة والتي يعرض فيها لنظرية مثيرة للجدل، مما يثير استياء مجتمع علماء الفيزياء الفلكية.
عالم خارق أم فلكي مجنون؟
تعود القصة إلى أكتوبر 2017، عندما جرى رصد جسم غريب عن النظام الشمسي، ومر بسرعة بالقرب نسبيا من الأرض. علماء الفلك الذين رصدوا ذلك باستخدام تلسكوب "Pan-STARRS1" الموجود في هاواي، أطلقوا عليه اسم "أومواموا"، وتعني بلغة هاواي: "الكشاف" أو "الرسول".
بالنسبة للعالم الأمريكي آفي لوب، قد لا يكون هذا الجسم مذنبا أو كويكبا، بل مسبارا أو سفينة، تعمل بشراع شمسي وبنيت من قبل حضارة غريبة. هذه الأطروحة، التي قدمت لأول مرة في مقالات علمية، هي الآن موضوع كتاب يجري التحضير لنشره قريبا. وتسببت مقالته بعنوان "العلامة الأولى للحياة الذكية الغريبة" في جدل علمي واسع، يقول لوف "إذا كنت على حق، فهذا أعظم اكتشاف في تاريخ البشرية". لكن ماذا لو كان مخطئا؟
الشكل والمسار واللمعان...
يعتمد آفي لوب على عدة عناصر لتغذية أطروحته. لكن زملاءه يحاولون تكذيب نظريته بالدليل العلمي، تقول أوريلي جيلبرت-ليبوتري، باحثة في المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا "CNRS" والباحثة أيضا في مختبر الجيولوجيا في ليون "تخيل أنها كانت سفينة خارج كوكب الأرض، عليك أن تعرف كيف تكون منطقيا، إنها لا تعمل". وتتابع "لقد قادنا ذلك إلى أخذ حججه وتفكيكها الواحدة تلو الأخرى، لنتوصل في النهاية إلى استنتاج مفاده أن: "هناك العديد من الأشياء التي تميل كفة كونه جسما طبيعيا بدلا من كونه جسما قادما من خارج النظام الشمسي.
أما فرانك سلسيس، باحث "CNRS" في مختبر بوردو للفيزياء الفلكية، فيستنكر الحجة "الشاذة" ويشير إلى "التحيز" المرتبط بالقدرات على الملاحظة. "إن الأجسام التي تمر بين النجوم، التي يمكننا رؤيتها هي تلك التي تمر بالقرب من الأرض. إذا مرت بالقرب من نبتون مثلا فسنواجه صعوبة كبيرة في اكتشافها"، موضحا أن أهم سبب في هذه الضجة التي أحدثها "أومواموا" هي شكله الخاص جدا والممدود جدا.
تقول أوريلي جيلبرت-لوبوتر "ومع ذلك، لا توجد صورة لأومواموا. لم ير علماء الفلك سوى نقطة صغيرة من الضوء تعكس ضوء الشمس. من خلال الملاحظات المختلفة، تبين أن دوران الكائن تسبب في اختلاف كبير في لمعانه، ليستنتجوا شكله المحتمل، إذ أنه أقرب إلى السيجار، أو بالأحرى فطيرة، أعرض بحوالي ستة أضعاف سمكه".
"عندما تتشكل أنظمة الكواكب، فإنها تقذف جزءًا من مادتها"، يتابع فرانك سلسيس. وترتبط هذه العملية، حسبه، بممر قريب من كوكب عملاق أو نجم؛ "لقد رأيناها بالفعل مع المذنب Shoemaker- Levy 9 الذي مر بالقرب من المشتري في التسعينيات".
بالنسبة لعالم الفيزياء شون ريموند، هناك عدة فرضيات أخرى يمكن أن تشرح الشكل المعين لهذا الجسم. ربما هي قطعة من الحطام من جسم أكبر؟ أو ربما تشكلت من خلال الاصطدامات مع الأجسام الأخرى خلال رحلتها بين النجوم؟ قد تكون نشأت حتى من ظاهرة طبيعية لم يكتشفها العلماء بعد.
سبب السرعة الكبيرة
هذا التسارع الغريب يلعب لصالح فرضية الشراع الشمسي "لكي يكون الشراع الشمسي فعالًا، يجب أن يتجه نحو الشمس. لذلك لن نرى اتساعا للتباين في منحنى الضوء. إنه غير متوافق مع الشراع الشمسي الفعال"، ناهيك عن أن الطاقة العاكسة لـ10% من هذا الشراع الشمسي ستكون منخفضة جدا، تعلق أوريلي جيلبرت-لوبوتر. وزادت "لا يزال الفضائيون يأخذون مادة ليست فعالة على الإطلاق في عكس ضوء النجوم. إنه اختيار تكنولوجي مثير للفضول."
لذلك يفترض آفي لوب أنه سيكون سفينة ذات شراع شمسي معيب. هذا الاقتراح مثير للشكوك لأنه، لعدة سنوات، دعم عالم الفيزياء الفلكية مشروعا لمؤسسة "Breakthrough" للملياردير يوري ميلنر، تم إطلاقه في أوائل عام 2016، ويهدف إلى إرسال آلاف المسابير الفضائية، التي يبلغ وزنها حوالي غرام واحد، ومجهزة بأشرعة شمسية، إلى "Alpha Centauri"، النظام النجمي الأقرب إلى النظام الشمسي. المشروع لا يزال يبحث عن شركاء لتمويله.
تمكن تلسكوب هابل الفضائي العملاق من تتبع "أومواموا" لأكثر من شهرين عندما مر بالقرب من الأرض، "يبدو أن الجسم لم يكن له مسار جاذبي بحت. لم يكن فقط في السقوط الحر حول الشمس. يبدو أنه تم دفعه للخلف بفعل تسارع غير جاذبي أثناء مروره" ، كما يقول فرانك سلسيس .
يثير هذا التسارع غير الجاذبي أسئلة كثيرة. حسب علماء الفيزياء الفلكية هناك تفسيران؛ الأول هو ضغط الإشعاع: يمكن للإشعاع الشمسي أن يدفع الأجسام، أما الثاني، فهو افتراض أنه نوع من سحابة الغبار الفضائي لكن ليست كثيفة للغاية".
أما إريك لاغاديك، عالم الفيزياء الفلكية في مرصد كوت دازور ورئيس الجمعية الفرنسية لعلم الفلك، فيوضح "نعلم أن المذنبات تتحلل عندما تقترب من الشمس. يذيب إشعاع الشمس الجليد على هذه المذنبات وهذا يجعلها تتسارع".
مقالات ذات صلة
تكنولوجيا
نمط الحياة