مجتمع
هل يعني بلوغ المناعة الجماعية الحماية من الفيروس؟
25/09/2021 - 19:14
وئام فراجأكد الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، طيب حمضي، أن الوصول إلى المناعة الجماعية في ظل انتشار متحورة دلتا، يتطلب تلقيح 90 في المائة من الساكنة؛ بمعنى تطعيم جميع سكان المملكة باستثناء الأطفال حديثي الولادة.
وأوضح حمضي، في تصريح لـSNRTnews، أن الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا حددت من قبل نسبة الوصول إلى المناعة الجماعية في 70 أو 80 في المائة، إلا أن الأمر تغير مع ظهور متحورة دلتا التي تنتشر بسرعة كبيرة.
كما أن الحديث عن انتظار تحقيق المناعة الجماعية للعودة إلى الحياة الطبيعية دون الحاجة إلى الاستمرار في التدابير الاحترازية أصبح خاطئا، يقول حمضي، "فمع متحورة دلتا رغم بلوغ المناعة الجماعية، يظل الأشخاص غير الملقحين عرضة للإصابة بالفيروس ولولوج العناية المركزة أو الوفاة".
وذهب إلى أن جميع الخبراء أكدوا قدرة متحورة "دلتا" على إصابة جميع الأشخاص بدون استثناء، "لهذا فالأشخاص الذين استفادوا من اللقاح سيتمتعون بالحماية ولن يلجوا أقسام المستعجلات أو يصلوا إلى مرحلة الوفاة، فيما الأشخاص غير الملقحين رغم تحقيق المناعة الجماعة سيصابون بالفيروس ولو بعد أشهر أو سنوات".
وحول تقدم المملكة في حملة التلقيح، أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن المغرب تمكن لحدود الآن من تلقيح حوالي 60 في المائة من الفئات المستهدفة بالجرعة الأولى، مقابل تلقيح 50 في المائة بالجرعتين معا.
أما على مستوى تلقيح المتمدرسين ما بين 12 و17 سنة، فقد تم، وفق حمضي، تلقيح حوالي النصف من هذه الفئة، ما يعني أن عملية التلقيح تجري بشكل جيد.
وأضاف، في السياق نفسه، أن هذا التقدم في عملية التلقيح سيمكن أولا من حماية السكان من الإصابة بالفيروس، ثم تقليل سرعة انتشار السلالات المتحورة وسط الملقحين، مشيرا إلى أن الفيروس ينتقل 10 مرات أقل وسط الملقحين، كما يقل معدل الوفيات بـ10 إلى 11 مرة.
جواز التلقيح
وحول إمكانية التخفيف أو رفع الإجراءات الاحترازية بعد تسجيل انخفاض في عدد الإصابات والوفيات، وتقدم المملكة في التلقيح، أكد حمضي، أن هذه الأرقام لا تجعل المغرب في منأى عن أي انتكاسة جديدة، موضحا أن العديد من البلدان لقحت أزيد من 65 في المائة من سكانها ومازالت تحترم التدابير الاحترازية، في ظل انتشار متحورة دلتا.
في المقابل، يستدرك حمضي، يمكن التخفيف من الإجراءات الكبرى، المتعلقة بالتنقل وتوقيت حظر التجول الليلي، أو فتح بعض الأماكن والولوج إليها، مع الاستمرار في ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي والتعقيم، مقترحا اعتماد جواز التلقيح، وإدماجه في مختلف الأنشطة المشتركة.
ودعا، المتحدث ذاته، السلطات العمومية إلى الإعلان عن اعتماد جواز التلقيح لتحقيق الرواج الاقتصادي، مشيرا إلى أن هذا القرار سيشجع باقي السكان المترددين على التلقيح، "مثلما وقع في جميع البلدان التي تضاعف فيها عدد الملقحين، بعدما اعتمدت جواز التلقيح من أجل ولوج المطاعم والمقاهي وقاعات الرياضة وغيرها".
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع