عالم
وادي غزة من مكب للنفايات إلى محمية طبيعية
10/02/2022 - 19:38
أ.ف.بانطلقت المرحلة الأولى من المشروع الذي يتولى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الإشراف على تنفيذه، والمتعلق بتحويل وادي غزة من مكب للنفايات الصلبة والمياه العادمة، إلى محمية طبيعية تزرع فيها آلاف الأشجار. إذ شرعت 5 بلديات في قطاع غزة هذا الأسبوع، في تنظيف مجرى الوادي بعد أن كان على مدار العقود الثلاثة الماضية مكبا للنفايات الصلبة والمياه العادمة، ليصبح أكبر بؤرة تلوث بيئي تسببت بموت آلاف الأشجار ورحيل عشرات أنواع الطيور والحيوانات.
وكان يتم تفريغ نحو 16 ألف متر مكعب من المياه العادمة في وادي غزة يوميا، وفق سلطة جودة البيئة في قطاع غزة، حتى نهاية العالم الماضي.
ويمتد وادي غزة من قلب صحراء النقب في جنوب إسرائيل على بعد نحو 80 كيلومترا حتى جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، قبل أن تصب مياهه داخل القطاع.
ولطالما كان المواطنون المارون عبر الطريق المحاذي للوادي يسدون أنوفهم بمجرد وصولهم إلى المنطقة، تجنبا للروائح الكريهة المنبعثة منه والمتراكمة منذ نحو ثلاثة عقود. إذ تغمر بقايا تجمعات مياه المجاري مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المحيطة بالوادي من جهة البحر.
ويؤكد الخبير البيئي في الجامعة الإسلامية في غزة عبد الفتاح عبد، أن الوادي أصبح "مستنقعا ضارا يمتلئ بالحشرات والطفيليات والزواحف وأنواع من البكتيريا".ويضيف "هناك غياب للرقابة البيئية، بعد أن كان محمية طبيعية جميلة في الماضي".
وتم أخيرا تحويل مياه المجاري والصرف الصحي المتأتية من مخيمات اللاجئين والأحياء القريبة من الوادي، إلى محطة مركزية لمعالجة المياه العادمة أقيمت قرب الحدود مع إسرائيل شرق مخيم البريج في وسط قطاع غزة. لكن هذه الخطوة لم توقف معاناة مئات العائلات التي تسكن في محيط الوادي والتي اضطر بعضها إلى الرحيل عن المنطقة، كما فعلت الطيور والثدييات حتى أن الزراعة في المنطقة أصبحت معدومة.
وشكلت بلديات مخيمي النصيرات والبريج مع مناطق المغراقة والزهراء ووادي غزة مجلسا مشتركا لتطوير خدمات الوادي، وهو الجسم الذي سيتولى تنفيذ المشروع ضمن خطة تستغرق خمس سنوات، على ما يقول منسق المشروع لدى الأمم المتحدة محمد أبو شعبان.
وحسب أبو شعبان، فإن المشروع "يمثل إنقاذا لوادي غزة ويستهدف كل منطقة الوادي داخل حدود القطاع".يقول أبو شعبان إن المشروع "سيحل كل المشاكل البيئية الموجودة في الوادي مثل الصرف الصحي والنفايات الصلبة وتعديات المواطنين على الوادي والمخلفات التي يلقونها". ويضيف "سيحل أزمة الفيضانات التي عانى منها الوادي على مدار السنين".
وسينفذ المشروع على ثلاث مراحل: أولها، وفق منسقه، تتناول البنية التحتية الزرقاء التي تركز على المياه ومصادرها ومجرى الوادي. أما المرحلة الخضراء، فتركز على إقامة حزام أخضر وتنوع حيوي ونباتي قبل الانتقال إلى المرحلة الحمراء التي سيتم خلالها توفير فرص عمل للسكان في محيط الوادي، وجعله وجهة ثقافية وسياحية.
ويشرح مدير مجلس الخدمات المشتركة لإدارة النفايات الصلبة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة عبد الرحيم أبو القمبز، أن الفائدة لن تعود على الوادي فحسب، وإنما سيتوقف صب المياه الملوثة في البحر.
ولطالما حرم سكان قطاع غزة من الاستجمام على شاطئ البحر المتوسط بشكل طبيعي، إذ كانت كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي تتدفق إليه.
ويعيش في القطاع 2,3 مليون نسمة وسط حصار جوي وبري وبحري تفرضه إسرائيل منذ عام 2007.
ويأمل رئيس بلدية وادي غزة جبر أبو حجير أن تتم "إعادة منطقة الوادي لطبيعتها الخلابة والسياحية لتصبح منطقة جذب ثقافي ورياضي وسياحي".
وتشير المسؤولة في وزارة السياحة والآثار في غزة هيام البيطار، إلى أن الوادي كان في تسعينات القرن الماضي "الأكثر جذبا للزوار"، مبينة أن ضفاف الوادي شهدت حضارات مختلفة". وتضيف "الحفريات الأثرية دلت على أن مدينة شُيّدت قرب وادي غزة الذي كان يسمى وادي الحسا في العصر البرونزي".
ويعرض في متحف "الباشا" في غزة، العديد من الأواني الفخارية النادرة التي عثر عليها في محيط الوادي.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
مجتمع
عالم
سياسة